جاءت فكرة تعاقد الهلال مع الفرنسي غارزيتو عبر البرير والذي كان متحمساً للمدرب بشكل غير طبيعي بداية من الموسم الماضي والذي كان الأول لهذا المدرب مع الأزرق , وقبل التعاقد معه ظل غارزيتو عاطلاً عن العمل لما يقارب الموسم بعد انفصاله من نادي مازيمبي الكنغولي والذي أحرز معه اللقب الأول لدوري الأبطال 2009 بينما كانت البطولة الثانية في 2010 للسنغالي لامين نداي . ظل البرير يدافع عن المدرب الفرنسي ووفر له ما لم يوفره لغيره، حارب من أجله الجماهير والإعلام واللاعبين ليصل الأمر لشطب قائد الفريق هيثم مصطفى وبجانبه علاء يوسف وكل ذلك كان لعيون الخواجة.
انتقدنا المدرب المتخبط بما فيه الكافية ومن بداية الموسم أكدنا أنه لايصلح للهلال لأنه ببساطة فشل في إعداد فريق قوي رغم ما توفر له من امكانيات وسقط من الخطوة الأولى في دوري الأبطال أمام سيوي الايفواري .
وعقب اقالته فتح المدرب النار على إدارة الهلال، وما نتابعه حالياً من تصريحات للمدرب الفرنسي يؤكد انقلاب السحر على الساحر ويبدو أن المدرب في طريقه لإثارة المزيد من المشاكل في النادي رغم اقالته عقب التعادل مع هلال كادوقي في الدوري الممتاز .
ولكن كشفت تصريحات المدرب أن هنالك أخطاء كبيرة رافقت التعاقد مع المدرب سيدفع ثمنها الهلال، حيث كشف المدرب عن جملة من التخبطات لمجلس البرير أبرزها عدم وجود نسخة للعقد بطرف النادي تحمل الترويسة والشعار الخاص بالهلال، كما جاء في حديث الأمين العام محمد أحمد بحر .
وإذا صح أن إدارتنا لاتملك أي نسخة من العقد وأن المدرب يطالبها حالياً ب600 ألف دولار فتلك تبقى مصيبة كبرى سوف يدفع ثمنها الهلال في المستقبل القريب لأن المدرب لن يتوانى في رفع شكوى عاجلة للفيفا يطالب فيها بحقوقه وفي حال التأخر ستقع الفاس في الرأس.
كنا ننتظر رد عاجل من الإدارة تفند فيها تصريحات المدرب ولكن هذا الشئ لم يحدث ونخشى أن يكون الرئيس ومن معه ورطّوا الهلال بالفعل في هذه الصفقة التي تؤكد مجددًا أن أزمتنا الإدارية هي أساس تخلفنا الكروي.
حذرنا سابقاً من الشرط الجزائي في عقد المدرب وكنت أتمنى أن يفرض المجلس على المدرب شرطاً يجبره على التخلي عن أي دولار إذا لم يصل بالهلال على الأقل للدور نصف النهائي من دوري أبطال أفريقيا , وفي حال خروج الفريق قبل هذا الدور يكتفي المدرب بمرتباته وحوافزه ولا يطالب بأي مبلغ .
كل الأندية الكبيرة تضع سقفاً للمدربين الأجانب ولاتترك لهم الباب مفتوحاً , فلا يعقل أن يلهف غارزيتو مبلغ 600 ألف دولار نظير عمله لثلاثة أشهر , وتتم مكافأته على فشله وتسببه في خروج الأزرق المذل من دوري أبطال أفريقيا .
عدم التدقيق في العقود مع الأجانب سواءً كانوا مدربين أو لاعبين سيقود أنديتنا للهاوية لأن الفيفا لايتهاون في عدم منح المدربين واللاعبين لمستحقاتهم ولا يتأخر كثيرًا في فرض عقوبات قاسية حال ثبات أي تجاوز .
ومن قبل تابعنا كيف كانت فضيحة المريخ مع عصام الحضري عندما كانت تدفع له مستحقاته دون وجود أي أرواق رسمية تثبت أنه تسلم أمولاً من إدارة الوالي التي استطاعت أن تسترد حقها بعد عناء وعقب وساطات وتهديدات .
قضية غارزيتو مع الهلال لا يبدو أنها سوف تنتهي بالسهولة التي يتصورها البرير في ظل عدم وجود أي أوراق تثبت حق النادي، وستضاف هذه الرواية إلى جملة من المشاكل السابقة مع اللاعبين يوسف محمد وايفوسا وكامبوس.