ليس عتاباً للدكتور مرسى رفعت السعيد فى اجتماع خصص لاستلاب دور المجلس القومى للمرأة، أحد حصون الليبرالية المتبقية دون أخونة، وفى مناسبة غير مناسبة على الإطلاق صاح د. مرسى غاضباً ساخطاً حاسماً حازماً ومهدداً. وتصور أنه أخافنا وأرعبنا. لكننا للأسف ذوو جلد سميك.. لنا جلد على جلد يقينا – إذا زاد البلا زدنا يقينا. لكن لا غضبه ولا عنادنا يمنعاننا من حوار يتظاهر بأنه هادئ. غضبت يا دكتور من الإعلام ونسيت أن بين يدك تسعة أعشار إعلام مصر، صحفا ومجلات وفضائيات وإذاعات.. فلماذا لا تشد أذن وزير إعلامك وهو إخوانى عريق؟ أم أن الاختيارات والتعليمات قد جعلت إعلامك أبكم؟ أو بالدقة ينطق ولا ينصت له أحد. فما ذنبنا نحن؟ وغضبت من دعوات للتظاهر السلمى وقلت إنها أتت عبر تحريض وتربص فمن حرض ومن تربص؟ اقرأ معى وحاول مرة أن تكون منصفاً.. واحد من قادتكم قال فى فضائيتكم «إذا لم ينزل الجيش لحماية مقارنا سننزل جيشنا» وقال «الساعة موعدهم وهى أدهى وأمر»، وواحد آخر قال «اللى عايز ييجى المقطم يسلم على أمه عشان مش حيرجع لها». وآخر قال: «من يقترب من مكتب الإرشاد مثل من يقترب من المسجد الحرام وكلاهما دمه حلال» وابن قائد إخوانى كبير كان مهذباً جداً وقال «اللى عايز ييجى عند مكتب الإرشاد يتفضل بس يحافظ على قفاه» شايف الأدب والأخلاق وعدم التحريض. وأنت يا دكتور هاجمت من أتوا من المحافظات إلى المقطم. ونسيت أن كثيرين قالوا للصحف «أنا جاى من الشرقية أو من الغربية أو من الدقهلية علشان أحمى مكتب الإرشاد». وغضبت من إحراق أوتوبيسات إخوانية ونسيت أنها آتية من الغربية. يعنى الحشد من عندكم. وغضبت أيضاً من ضرب أبنائكم ونسيت أن ترى صور العشرات الذين احتجزوا فى مسجد بلال بن رباح.. وجرى تعذيبهم فى بيت الله وصورهم تحت يديك. والأمين العام لجماعتكم أقسم أنكم لا ميليشيات عندكم ونسى مثلاً ميليشيات جامعة الأزهر فمن أين أتت؟ وإلى أين ذهبت الآن؟. وغضبت فى خطابك فى المناسبة غير المناسبة من أى إصبع يمتد إلى أمن مصر. وقلت «سأقطعه». فماذا عن أغلى إصبع هو الأنفاق؟ أم أن أمن حماس أفضل من أمن مصر؟ وماذا عن حشود الإرهابيين الذين احتشدوا بسبب سوء التقدير وسوء التدبير أو ربما بمزاجكم فى سيناء؟ أم أن أمنكم غير أمن الوطن؟ وغضبت من أى تجاوز مخالف للتظاهر السلمى وتوعدت بعقاب صارم فهل جاءكم رذاذ من الغضب من هؤلاء الذين كنت تشخط فينا وهم يشخطون أمام مدينة الإعلام فى 6 أكتوبر ويسبون بألفاظ بذيئة الإعلاميين ويضربون المصورين ويحطمون كاميراتهم.. هل غضبت؟ أم أن هذا حلال؟ وتحدثت عن حالة الطوارئ التى كانت حالة من الاستهزاء الجماهيرى بها، ويا ليتك حفظت ماء وجه النظام ولم تعلنها. ويا دكتور ما هكذا تساس الأمور. وما هكذا يكون الخطاب مع مخالفيك فى الرأى. وما هكذا تنصلح أحوال وطن يجرى تدميره بسبب المعاندة والأخونة والاستحواذ والتسلط. لكننى لا أكتمك دهشتى، فكل شىء يعلق فى عنقك وأنت محور الهجوم والشجب وأنت تتهم بكل ما يحدث من خلل أو فشل. وإخوانك لا يهتمون بالدفاع عنك وإنما يهتفون وبتشنج «يا بديع يا بديع أنت تأمر وإحنا نطيع». فهل تهتف معهم؟ تنتظر منهم ولو على سبيل المجاملة أن يهتفوا «يا مرسى.. افضل قاعد فوق الكرسى»؟ ولكن لا هذا مقبول ولا ذاك ممكن.