اعلنت وزيرة التربية والتعليم العام سعاد عبدالرازق عن تحويل أكثر من 25 بالمائة من مدارس الأساس في السودان إلى مدارس قرآنية وذلك خلال افتتاح مركز لتحفيظ القرآن الكريم ورياض الأطفال بحضور نائب البشيرعلي عثمان طه في منطقة الخليلة شمال الخرطوم، بحسب ما اوردت (الشروق) . وأشارت إلى أن وزارتها قررت استيعاب معلمين لمدارس تحفيظ القرآن الكريم ضمن الوظائف لهذا العام المقدمة من النائب الأول. وقالت سعاد عبدالرازق ان الوزراة ستقتدي بتجرية مدرسة تعرف بتاج الحافظين التي قالت انها اختصرت تدريس مواد الاساس من ثمانية اعوام الي عامين فقط بالاضافة لتحفيظها القران الكريم للتلاميذ. وكشفت الوزيرة عن البدء الفعلي لتطبيق هذا المنهج وتلك التغييرات بحوالي ما يقارب المائة مدرسة في ولاية الخرطوم وحدها للعام الدراسي 2011- 2012م. وفي المقابل وصف خبير في التعليم استطلعته ( حريات ) خطوة الوزيرة الجديدة بالمتخلفة والخارجة عن التاريخ ، وقال ان هذه الخطوة تتسم بالارتجالية وبشئ من الجنون الذي يفوق حتي اللوثة الاسلاموية الاولي في عهد الانقاذ. وحذر الخبير من التهور ومحاولة النظام اصباغ المزيد من الوجهة العقائدية ووجهة النظر الحزبية علي التعليم. مضيفا انها ستعيد التلاميذ للعصور الوسطي ولن تواكب التغييرات الكبيرة والحديثة في عالم اليوم الذي يتطور بسرعة فلكية، واضاف ان هذه الخطوة ان تم تنفيذها حقاً ترقي الي حد الجريمة في حق الاجيال الجديدة. وأكد الخبير الذي فضل حجب هويته انه من المستحيل ان يتم تدريس كل المناهج الدراسية بكفاءة خلال عامين فقط ، متسائلا عن انتظار الوزارة لكل هذه الفترة من السنوات لتكتشف ان كل المقرر الدراسي الذي صمم ليتم تدريسه في ثمانية سنوات يمكن تدريسه فى سنتين فقط. وأشار الي ان تقليل أو ضغط المناهج الدراسية يمكن أن يتقلص بحد أقصي لعام أو عامين حسب الاسلوب العلمي وكل التجارب العالمية في هذا المجال. وأوضح الخبير الذي شارك في وضع المناهج الدراسية في عدد من الدول العربية ان الخطوة أعدت بصورة أبعد ما تكون عن العلمية والتأني التي تقتضيها مثل هذه القرارات. داعيا الحكومة للتلاعب بكل شئ وترك الاجيال الجديدة وشأنها . وأبدت مديرة مدرسة أساس استغرابها لقيام الوزراة بتعميم تجربة قامت في مدرسة خاصة وليست حكومية هي مدرسة تاج الحافظين ، واصفة ما يحدث بالفوضي وغياب الرؤية. وقالت انه تم تغييب الخبراء والموجهين ومدراء المدارس عن كل ما يحدث، مشيرة الي ان تعديل المناهج يحتاج لأكبر قدر من الدراسات والمسوحات والاستبيانات وغيرها من الاساليب العلمية والتربوية قبل القيام بها كما انها تحتاج لتجارب قد تستمر لعدة سنوات لاثبات جدواها قبل تطبيقها.