عبدالباقي الظافر.. www.facebook.com/traseem حينما وقعت مدينة هجليج تحت براثن الاحتلال الاجنبي تحرك والي الجزيرة الى مناطق العمليات..الزبير بشير ارتدى لامة الحرب وحلق رأسه على (الزيرو) وبات مقاتلا برتبة جندي نفر تحت امرة القوات المسلحة..في تلودي كان الجندي الزبير يصد هجوما عسكريا.. لم يكن والي الجزيرة أول مسئول يمضي طوعا لمناطق العمليات في عهد الانقاذ..السيرة تتحدث عن شهداء في قامة المهندس محمود شريف ووزير الصناعة محمد أحمد عمر..كل هؤلاء بلغوا الخطوط الامامية كجنود مشاة الا ان لقوا ربهم ومنهم من ينتظر. الاسبوع الماضي مضى على ذات الدرب شيخ الحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن الذي سجل زيارة تاريخية لمدينة كادقلي..الشيخ الزبير لم يمضي الى الجبهة الامامية وحيدا بل اصطحب مجموعة من الصحفيين..الحقيقة ان امين الحركة الاسلامية ذهب الى هنالك في رحلة عمل لحضور تدشين نفرة البنيان المرصوص..من بين ثنايا البرنامج خاطب الشيخ الفرقة (14) التي تحرس حدودنا الملتهبة مع دولة جنوب السودان. في حوار صحفي مميز كان الشيخ الزبير يرد على اسئلة زميلنا ضياء الدين بلال رئيس تحرير الزميلة السوداني..شيخ الزبير اقر ان حركته لا تملك خاتما رسميا ولاحساب بنكيا في ادارة عملها الضخم..وبالطبع الحركة الاسلامية ليست مسجلة في اروقة الحكومة بأي صفة حتى لو من باب التبشير بالدين الاسلامي والحث على عمل الخيرات..رغم هذا وحسب رؤية الشيخ الزبيرفحركته تملك مع اخرين حزبا يمثلها في الساحة السياسية. في ذات الحوار تحدث شيخ الزبير عن رؤاه بضرورة استخدام فقه الغنائم لتحفيز الجيش..ومن قبلها تحدث ايجابا عن دور الجيش في الحفاظ على استقرار السودان.. وتحدث الشيخ الزبير بدبلوماسية لم تخف دورا له في العفو عن المحكومين على ذمة المحاولة الانقلابية. بمعنى ان الشيخ الزبير ومن موقعه التنظيمي اوغل في الدخول في منطقة حساسة لايجدر بالمدنيين الدخول اليها الا استثناءا..اللافت للنظر ان شيخ الزبير كان حساسا في قضايا سياسية مثل خلافة الرئيس حيث ترك الجمل والجمال للمؤتمر الوطني باعتباره الذراع السياسي للحركة الاسلامية. في تقديري ان للشيخ الزبير ان يتحرك بحذر شديد بعد ان بات امينا للحركة الاسلامية..المناطق العسكرية يجب ان تكون خاضعة لمنطق سر الليل بمعنى الا يدخلها ولا يناقش امورها الا ابنائها او من يخول له موقعه التنفيذي الخوض في شئونها..اذا فتحت ابواب الحاميات العسكرية فتصبح مساحة لعرض الرؤى السياسية في غير مكانها. لن نتخيل الاثر السالب لزيارة شيخ الحركة الاسلامية وحديثه عن شئون عسكرية بحتة الا اذا استخدمنا فقه القياس..في مصر يرأس الرئيس مرسي المجلس الاعلى للقوات المسلحة باعتباره القائد الاعلى للجيش المصري..لكن ماذا اذا خاطب مرشد الاخوان في مصر اى مجموعة من ضباط الجيش..بالطبع ستقوم الدنيا ويهتف الناس لا لاخونة الدولة. بصراحة نطلب من ساستنا ان يتركوا الجيش لرجال الجيش. الاهرام اليوم.