بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في قومة للوطن .. النساء يتحزمن ويتلزمن
نشر في حريات يوم 17 - 01 - 2011

السبت 15 يناير كان يوما استثنائيا في تاريخ السودان حيث كان آخر يوم للاقتراع في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب الذي حتما سيختار الانفصال. نساء السودان عبرن عن مواقف متسقة في ذلك اليوم عبر منشطين نظمتهما جهتان مختلفتان وإن كان مقرهما سويا هو دار حزب الأمة بأم درمان، وموضوعهما سويا هو الإفصاح عن موقف نسائي واضح بإزاء ما يدور في البلاد.. ففي الساعة الثانية عشرة ظهرا انعقد المؤتمر الصحفي ل(مبادرة لا لقهر النساء) والذي غطته (حريات) أما في المساء فقد عقد لقاء نظمنه (نساء من أجل السلام) وهي مبادرة قامت بها كل من الأستاذتين سارة نقد الله ونعمات كوكو مستندة على ضرورة التماسك بين نساء السودان شماليات وجنوبيات من أجل السلام والتعاهد على تحقيق وحدته مستقبلا.. بعض النساء بقين مرابطات بدار الأمة منذ الظهر وحتى المساء.. (حريات) حضرت تغطي تفاصيل المنشط الأخير في هذا التقرير..
سارة نقد الله: نساء السودان في الشمال والجنوب سيُعِدن المليون ميل مربع
كيجي رومان: لو صارت جوبا كالخرطوم فهي الكارثة!..
يفكرون بشمال فيه نقاوة عرقية كله عدس أو فاصوليا!
أجوك عوض الله: المؤتمر الوطني يستخدم الدين مطية لأغراض دنيوية
نعمات كوكو: حقوق الجنوبيين في الشمال خط أحمر!
المزيد من قهر النساء حقيقة قادمة!
في الخامسة عصرا وحتى الثامنة مساء تمدد النشيد والكلمات التي تعبر عن عزم نساء السودان الجديد –شمالا وجنوبا.. بدأ اللقاء بأهزوجة الاستاذة رباح الصادق المهدي والتي جاء فيها:
الحسيس الناقى في جوف الظلام
ينهز الراقد قفاه يقوم تمام
حاربونا وأنحنا ناشدين السلام
فرقونا ونحن تامين الغرام
نحن قاسمات يا وطن
الكتب فينا ورطن
بي قسم واعي وفطن
ريدة مننا يا وطن
ريدة فوق ود البطن
ننشلك من العطن
..
أدارت المنصة رباح الصادق التي هنأت الشعب السوداني من بعد الشعب التونسي الذي حرر نفسه بالثورة وأرسل إشارة الحرية قوية لكل الشعوب التي ترزح تحت القهر والطغيان راجية أن يسير الشعب السوداني في الطريق وقائلة: صحيح كلنا اليوم توانسة! كما رحبت بالناشطات في مبادرة لا لقهر النساء، وأكدت على ضرورة حمل دعوة الحداد لجميع النساء والرجال بلبس الشارات السود.
وتحدثت في البداية الأستاذة سارة نقد الله الناشطة والسياسية المعروفة القيادية في حزب الأمة وقالت إن الفكرة نبعت في لقائها بالأستاذة نعمات كوكو يوم تأبين المرحومة آمال كنة إذ كان لا بد للنساء من فعل شيء، فهن الفاعلات في كل المستويات داخل البيت وخارجه وقالت إن مصير الوطن يهمنا جميعا، فهذه دعوة لكل النساء السودانيات سياسيات أو منظمات مجتمع مدني أو نساء مهمومات بشأن البلاد. وإن المبادرة تحتاج لكل التنظيمات الموجودة بإذن الله تعالى افرج الجاي للسودان بإذن الله حقنا نحن. نحن نساء من الشمال والجنوب نريد أن نقول إن أهلنا في الجنوب من حقهم أن نتيجة الاستفتاء تكون انفصال بعد معاناتهم الطويلة لكننا نساء شماليات وجنوبيات سنعمل لنعيد السودان تاني أرض المليون ميل مربع.
ثم تحدثت الدكتورة كيجي رومان الناطقة الرسمية باسم قطاع الشمال في الحركة الشعبية لتحرير السودان وقالت إنه لو كان العالم تديره نساء لن يكون هناك حرب أبدا بل تفاوض مستمر إذ للنساء الباع الطويل في التفاوض. وضربت مثلا بما حدث في ليبريا إذ أن مجموعة من النساء في كنيسة تناقشن وقررن أن الحرب لا يمكن أن تستمر وقررن عمل شيء فصرن يجلسن في شارع يمر به الرئيس يوميا في طريقه للقصر الرئاسي وكن 55 امرأة فقط اعتصمن في الشارع يوميا حتى تقتنع الحكومة بضرورة توقيع اتفاقية سلام مع المتمردين ثم ازدادت أعدادهن وانضم إليهن آخرون وأضربن حتى عن معاشرة أزواجهن وفي النهاية أثمرت حملتهن وأثناء المفاوضات ضغطن على المتفاوضين حتى تم الوصول للسلام. نحن كنساء يمكن ان نقرر قرارا صغيرا اليوم وبإصرار دائم نحققه. وقالت إن للسلام استحقاقات ولو كان هناك من يعتقد أن السلام ليس أولوية عليه أن يعيد النظر، لو حدث انفصال سنكون دولتين متجاورتين وبيننا ثاني أكبر حدود في العالم بعد الحدود بين أمريكا وكندا وهذا يعني أي عدم استقرار في أي منهما يعني عدم استقرار في الجزء الآخر، إن وجود عدم استقرار في الجنوب معناه عدم استقرار في الشمال والعكس صحيح، كذلك فإن التضحيات والحروب التي ستقام ستكون بلا معنى حروب ستكون مبنية على العنصرية، وتساءلت: ماذا كانت نتيجة الحروب السابقة؟ وأجابت: ان الجنوب انفصل، ماذا نريد أكثر من ذلك فالدماء التي تجري ستكون بلا ثمن وليس عندنا استعداد لدماء. وقالت إن القضايا في الشمال والجنوب لا تنفصل. في النهاية الدولة الجديدة جاية من الدولة الأم وأكثر ما أخشاه أن جوبا تشبه الخرطوم. وقالت: لو صارت جوبا تشبه الخرطوم هذه ستكون الكارثة وكررتها: ستكون الكارثة! وهذه من التحديات الكبيرة أمام الجنوبيين فقد ورثنا نفس التحديات. وحينما يتكلم الناس عن الحريات الأربعة والاتفاق بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فهذا لا يتعلق بهما فقط. الحريات الأربعة ضمان للسلام والاستقرار في السودان بصورة عامة لأن الفصل يحدث سياسيا وليس بين الشعوب ولا بد من ضمان حقوقها التي تكفل لها العيش بقرارها: حق التملك وحرية التنقل والإقامة، كذلك موضوع الجنسية، فليس منة من المؤتمر الوطني للجنوبيين بل حقهم. لا يمكن لشخص أن يجد نفسه فجأة منعدم الجنسية stateless فلو وضعت امراة طفلا في طائرة ينسب للدولة التي وضع في حدودها الجوية، فكيف بملايين النساء السودانيات اللائي ولدن أطفال هل تنزع منهم الجنسية؟ هذا حقهم وليس منة من المؤتمر الوطني وهو أساس للاستقرار أن يكون للشخص حق المواطنة. وقالت إن المؤتمر الوطني يقفل باب الجنسية خوفا من الجنوبيين لأنه بفكرة أو فلسفة غبية يعتقد أنه بعد أن يذهب الجنوبيون سيبقى له شمال فيه نقاء عرقي كله عدس أو فاصوليا وهذا أساس غير صحيح، لن يكون هناك عرق أو سلالة واحدة. نحن كنساء سودانيات يجب أن نقول لهم إنه سواء أكان في الشمال أو الجنوب فإن التنوع باق ولذلك إذا اعتقدت أنك حققت انتصارا لفكرك بانفصال الجنوب لتحقق مشروعك فمعناه أنك لم تستفد من الدرس وتريد تفتيت السودان لأجزاء (تقطيع السودان تقطيع المرارة) وهو فكر نازي. والفهم الغريب بأن الحركة الشعبية ورؤيتها ستموت في الشمال غير صحيح وقد أتيت لأقول ذلك فالحركة الشعبية باقية في الشمال برؤية التغيير للديمقراطية والسلام. باقية كحزب وموجودة كعضوية وكل الأحزاب الأخرى العاملة للتغيير، وقالت إن انفصال الجنوب ليس النهاية بل البداية لأن مصير السودانيين أن يمشوا لمرحلة لا بد من التغيير ولا مفر من التغيير إلا التغيير، وستكون عندها نظرة مختلفة لكل السودانيين. وقالت: الحقيقة إن الذي يفرق السودانيين ليس فقط نظرات السياسية بل أفكار وتنميط بينها نحسها ولا نقف عندها ونسائلها والنساء يمكنهن مراجعة ذلك لأنهن اللائي يربين الأطفال، لخلق جيل يحمل الضمير الأشمل من أجل سودان فيه مليون ميل يسعنا بدل أن يكون ضيقا علينا. وإن النساء يمكنهن لعب دور كبير اجتماعي واقتصادي وليس فقط السياسي. التغيير لا بد منه ولا بد كنساء نقف من أجل تغيير الشمال ولو موجودة في الجنوب أيضا. نحن دائما نصحو في وقت متأخر هذه الأيام هناك وضع الدستور الجديد وفي القوانين وسيغيرون كل قوانين الأجانب وربما فجأة يتم القبض علي كأجنبية في الخرطوم.
وتحدثت الأستاذة أجوك عوض الله جابو وقالت إن كيان نساء من أجل السلام جاء في الوقت المناسب، إن اعترافنا بفشلنا في السنين الطويلة جعلنا نكون واقعيين لدى الحديث عن الوحدة وحينما نقول إن الوحدة لن تحقق نتكلم عن ضرورة تحقيق السلام لا سيما في ظل المواقف التي ليس لها أي مسئولية اجتماعية ولا حس وطني وكلها نداءات تصب في خانة دق طبول الحرب والحريصون على بعث الحرب مرة أخرى لم يعيشوا الحرب ولا ظروفها فهي حينما تبعث تبعث ذميمة. المؤتمر الوطني يتعامل مع الجنوب إما أن تقبلوا الوحدة المبنية على القهر أو لا تكون هناك أي أواصر، وللأسف الشديد هذا لا يأتي من الحركة الشعبية رغم الدعاوى التي تقول إنها كافرة بل من المسلمين أنفسهم. ولو كان القول يأتي على لسان الرحم أن الله يصل يصل من يصله ويقطع من قطعه، فهم يقولون لا أسفا على الصلات بينما الصلات بين الشمال والجنوب صلات اجتماعية لا تقف بينها أي حدود سياسية أو جغرافية ستكون مستمرة ولكن المؤتمر الوطني لأنه يأخذ الأمور دائما بمنطق الهزيمة والانتصار حول الكلام عن المطالبة بالجنسية أو الحريات الأربعة لكلام استفزازي وأننا لن نعطي الجنسية إلا لمن يستاهل شرف الدولة بدون مراعاة للروابط التي تجمع الجنوب والشمال، هذا اختلاف فيه مفاجرة لأنه ليس فيه أدنى مراعاة للقيم الإنسانية التي نادى بها الإسلام وهم يقولون إنهم حركة إسلامية وهذه مجافاة صريحة لحقيقة دعوتهم، وأكبر دليل على أنهم لا يعبرون عن الإسلام وإنما يستخدمونه ككرت ومطية لتحقيق مآرب سياسية دنيوية خالصة. وقالت حتى لو حدث الانفصال تظل الروابط بين نساء الشمال والجنوب في التواصل تظل القضايا المشتركة النضال المشترك من أجل المناداة بالحقوق وتثبيتها، وأن الانفصال ليس الكلمة الأخيرة في شق الروابط بين الشمال والجنوب. والمعروف أن جمع النساء هذا ليس غريبا على ما جبلت عليه المرأة كرمز للوحدة والجمع. هناك رحم يجمع الناس والنساء حريصات على الوحدة وليس الحرب لأن المرأة ترمل وتثكل وتقطع كبدها من الألم من مآسي الحرب ولها المعاناة الأساسية لذلك على امتداد التاريخ منذ خروج المستعمر لا نجد جنوحا من النساء للحرب –اللهم إلا أخوات نسيبة (في إشارة للعبارة التي يصف المؤتمر الوطني بها نساءه) فيما مضى- فكلهن حريصات على الوحدة والسلام. لا يفترض أن نأخذ الأمور بموازين لا تخضع للعقل كألا نراعي طبيعة الروابط التي تجمع السودانيين شماليين وجنوبيين فإما تصوتون للوحدة أو تصيرون أجانب ولعل هذه الخطوة في إطار حرب نفسية . وفي إطار تجديد قوانين الأجانب أوصولوا للجنوبيين رسالة أنكم إذا صوتم للانفصال لا مكان لكم بيننا، واستطاعوا أن يوصولوا هذه الرسالة لرجل الشارع الشمالي العادي. قلت إن تصويت الجنوبي ليس لرفضه للشمال واستغنائه فالجنوبي وضع في محك وامتحان فالروابط الاجتماعية في كفة وكرامته وآدميته في كفة، لولا هذه الآدمية لا تكون هناك روابط أصلا. لم نجد منهم إلا كريم معاملة لا أقول ضيافة ومع أن المقام ليس مقام شكر إلا أن المواطن الجنوبي يشكر (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) الجنوبي جاء للشمال في المقام الأول لأنه يرى أن السودان بلده ولإيمانه بذلك. الجنوبيون لن ينسوا استضافة الشمال وإكرام التعامل معه والمواطن الجنوبي يستطيع التفريق بين الشمال كسياسة ممارسة وبين الشمال، فالفرحة بالانفصال ليس استغناء عنكم ولكن لنلتقي في فضاءات أكرم لنا ولكم، (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ربما كان ذلك خير يفتح الباب لكم تستطيعون تحيوا حياة كريمة. وطالما هناك صلة أرحام فإن التواصل سيتستمر وتواصل النساء. لم يكن هناك وجود حقيقي للشمال في الجنوب ومعرفة الشمال في الجنوب معرفة بسيطة اعتمد على النقل المتواتر عن الجنوب من قبل ناس لا تتوفر لهم الأمانة والأهلية فهم (المجاهدين) وغيرهم رسموا صور مغلوطة عن الجنوب ولولا أننا جئنا والشماليون عرفونا لكان الحكم معمما. بعد الانفصال نعمل على أمل أن الأجيال القادمة تأتي وتوحد السودان الذي وحدته الجغرافيا قبل كل شيء.
وتحدثت الأستاذة زينب حسين الناشطة والعاملة سابقا في جمعية أمهات السلام، واقترحت تكوين رابطة المرأة السودانية القومية. وقالت إن هناك تكوين عالمي هو رابطة المراة العالمية للحرية والسلام تكونت بأفرع من كل العالم وليس هنالك تمثيل للسودان فيها وإنها كلفت ببناء الجسم الخاص بالمرأة السودانية ليتبع ذلك التنظيم.
وفي نهاية اللقاء تحدثت الأستاذة نعمات كوكو مديرة مركز الجندر وطالبت الجمع النسائي الحاضر في البداية أن يقفن رافعات علامة النصر قائلات: القومة ليك يا وطني، وقالت إنها تفتقد دكتورة بلقيس بدري التي طالبت بحضور النساء لتوقيع اتفاقية نيفاشا وقالت بالنص إن علينا أن نتحزم ونتلزم ونبقى قدر قضية الوطن، وهذا بالضبط ما ينطبق علينا الآن وأكدت: وطن بقامة المرأة السودانية لن ينهزم ووطن بقامة الشعب السوداني لن ينهزم وبأواصر الجغرافيا والتاريخ بين الشمال والجنوب لن ينقسم. نحترم خيار أخوانا الجنوبيين في هذا المنعطف فهو خيار ديمقراطي أتاحته لهم اتفاقية السلام ولا بد أن نحترمه ونحترم خيارهم. ولكنها ليست نهاية التاريخ ولا نهاية السودان بل هي المحطة التي سوف نبدأ فيها تجميع صفوفنا وقراء الواقع واستنفار جماهير الشعب السوداني والمرأة السودانية ستكون في المقدمة. (تعالت هتافات: لا لقهر النساء، لا لجلد النساء)
وقامت بتحية مبادرة لا لقهر النساء فقد وضعت المبادرة أجندة النساء في المؤتمر الصحفي وقالت ولكن وقفتنا اليوم لا لقهر الوطن ومن أجل حقوق الجنوبيين الذين لا زالوا بيننا وبخيارهم وعلينا أن نعمل من أجل حماية حقوقهم، ولا نرضى المساس بحقوق أي جنوبي وجنوبية يعيش في الشمال، مهما كانت الظروف ومهما كانت التضحيات هذا خط أحمر. المرأة السودانية يجب أن تقف في ذلك وقفة حقيقية للذين يختاروا أن يعيشوا في الشمال فنتقدم ونحمي حقوقهم فهذا حق وليس استضافة. وعبرت كذلك عن الدور المرتجى من مبادرة لا لقهر النساء فهناك إحساس عميق وحقيقي وتقدير سليم أن الخطوة القادمة هي قهر النساء سواء كان عملنا في العمل السياسي أو الإعلامي أو منظمات المجتمع المدني فإحساس النساء أنهن سيكن أول ضحايا القهر الاجتماعي والسياسي والديني فقهر النساء قادم شئنا أم أبينا.
وقالت يجب أن تقف المراة السودانية وتعلن للعالم أجمع نحن نساء من أجل الوطن والسلام والديمقراطية واحترام التنوع الديني والفكري والعرقي والثقافي ولا مكان لمتخاذل بين صفوف الشعب السوداني، وتقدمت بالشكر لحزب الأمة على الاستضافة وللأخت المناضلة الأستاذة سارة نقد الله لحماسها من أجل الفكرة، وتحدثت عن مجموعة سويب العاملة من أجل حقوق النساء منذ 1997م وعن نساء شاركن في منشط نساء من أجل السلام العالمي والنساء السياسيات والنساء في المجتمع المدني وأن هذه المبادرات إبداعات المرأة السودانية وستتواصل إكراما للشعب السوداني ولن نتراجع وسنقوم بإعداد قائمة تحتوي على أنشطة النساء السودانيات توثق المبادرات المختلفة. وسوف تستمر إلى أن يرجع أرض المليون ميل مربع (ولن نفرط في بوصة من أرض الوطن) وسنضع برنامجا مفصلا لتحقيق أحلام وطموحات الشعب السوداني وحماية حقوق أخواننا من الشمال والجنوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.