انعقد مساء أمس الجمعة المكتب السياسي لحزب الأمة واتخذ جملة قرارات تنظيمية وسياسية، ألغى وفقاً لها تعيينات الأمين العام للحزب الأخيرة، وقرر مقاطعة مؤتمر الأحزاب الأفريقية. وعلمت (حريات) إن المكتب السياسي الذي اجتمع بدعوة من رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي المتوجه صباح اليوم للقاهرة استمع لتنوير من رئيس الحزب حول دعوة حزبه لحضور افتتاح وختام مؤتمر الأحزاب الأفريقية المنعقد بالخرطوم هذه الأيام ولقاء الحزب بلجنة مشروع الجزيرة. وقرر المكتب السياسي مقاطعة مؤتمر الأحزاب الأفريقية المزمع عقده اليوم السبت والذي وصلت دعوته من المؤتمر الوطني وفقاً للأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي. وقالت سارة ل(حريات): استعرض المكتب حيثيات الدعوة، إذ يحضر المؤتمر أكبر وثاني أكبر حزب من كل بلد أفريقي. وأضافت: يدعي المؤتمر الوطني أنه الأول وأن ثاني حزب هو حزب الأمة الفيدرالي، وذلك استناداً لانتخابات 2010 المزورة والتي لا يعترف بها أحد، إن حزبنا رفض تلك الانتخابات ولا يمكن أن نعطي هذه المهزلة شرعية بحضورنا، وسوف نصدر بياناً نخاطب فيه المؤتمرين من الأحزاب الأفريقية ونؤكد لهم إن الشعب السوداني مغيب تتحكم في مصيره سلطة ديكتاتورية غاشمة، وسوف يأتي اليوم الذي نتحرر فيه من هذا الاستبداد الداخلي الغاشم وحينها سوف نبني علاقات مثمرة مع أفريقيا ونبني لبنات وحدتها بالشعوب الحرة بإذن الله. هذا وعلمت (حريات) إن المكتب السياسي لحزب الأمة قرر في اجتماعه أمس إرسال وفد للاطلاع على الاحتراب الأهلي القبلي المتمدد في دارفور الآن ومناشدة القبائل بضبط النفس وتهدئة الخواطر، وذلك بعد الاستماع لتنوير حول الحرب الدائرة بين البني هلبة والقمر والتي راح ضحيتها أمس الأول 37 قتيلا وعشرات الجرحى. وألغى المكتب تعيينات اتخذها الأمين العام للحزب الدكتور إبراهيم الأمين مؤخرا، وأوصى بالإسراع في عقد اجتماع الهيئة المركزية الدوري الذي آن أوانه. الجدير بالذكر أن هناك خلافات تنظيمية راجت داخل الأمة في الآونة الأخيرة إثر إصدار الأمين العام لقرارات عين وفقا لها نائبا له ومساعدا لدائرة المهجر، وفي حين صرّح في المؤتمر الصحفي الذي عقده حزبه يوم الخميس بأن القرارات التي اتخذها تقع ضمن اختصاصاته وسيدافع عن حقه في ممارسة صلاحياته، يتمسك رافضو قراراته بدستور حزبهم الذي وفقاً لهم يضع دائرة المهجر ضمن الدوائر التي يختار رئيسها بالتشاور مع القواعد، كما يذكرون حق المكتب السياسي في إجازة الأمانة العامة، وأن المكتب سبق ورفض القائمة التي سمى فيها (إسماعيل آدم علي) نائباً له، ولم تجز القائمة بفارق صوت واحد إلا بعد أن سحبه منها، وكان قرار المكتب السياسي إبقاء المنصب لحين الوصول لشخص وفاقي، ويعتبرون تعيينات الأمين العام مؤخراً تخرق قرار المكتب السياسي المعني. وفي حين نشطت صحف عديدة في تصوير خلافات حزب الأمة على أنها حول المشاركة في السلطة نشرت (حريات) ما ينفي ذلك، وصرح قياديون بالحزب أن تلك الصحف تعمل بالتنسيق مع جهات أمنية. هذا ويتوقع مراقبون أن تتفاقم الخلافات حول إلغاء قرار المكتب السياسي لقرارات الأمين العام.