خالد دودة قمر الدين.. [email protected] فقه الإسترحام الذي تنّزل على (بتوع المحاولة الإنقلابية) الأخيرة من منسوبي النظام المعروف حتى هذه اللحظة بعقلية (لا تصالح ولو منحوك الذهب ، أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى ..؟ هي أشياء لا تشترى). من أين أتت هذه السماحة إن لم تكن تعني المحسوبة في أبهى صورها. هل تغير نظام الإنقاذ الحاكم بين ليلة وضحاها مائة وثمانين درجة من الإنتقام إلى الإسترحام ، ام ياترى هو فقه الضرورة تجاه (الأخوان) من منسوبي مؤسستي الجيش والامن. ماذا إن قام بإنقلاب آخر ابن بلد أصيل من خارج منظومة الأخوان ؟ وماذا يكون جزاءه ؟ هل ياترى تباعد بينه وبين شبح الضياع (وريقة بيضاء) مكتوب عليها إسترحام ام حينها سيكون للنظام موقف آخر؟ وما أكثر المواقف المتذبذبة؟ . هل الضغوط وحدهاهي التي جلبت هذا الموقف (الإسترحامي) من لدن وقفة السائحون التي برزت على السطح مؤخراً ؟ وما حجم قوة هذه الجماعة؟. هل لقوة الجبهة الثورية وهجماتها المتوالية ونشاطها في دارفور وكردفان والنيل الأزرق تأثير ودور يذكر في الرجوع إلى (فقه الإسرحام) وترتيب البيت الداخلي تجنباً ل(يارب بهم وبآلهم )… إلى (وأشغل أعدائي بأنفسهم) حتى يكون النظام قد تفوق على نفسه رغم حالات التفوق النادرة وتفرغ تماما لما هو خارج البيت الواحد (بيت الحكم). الواقع ان كل بن أُنثى عاقل بالضرورة هو ضد الإنقلابات ، ولكن مسألة الإسترحامات التي شملت متهمي المحاولة الإنقلابية الإخيرة إن كان هناك إنقلاب من أساسو يفتح الباب واسعا امام سيل من التساءلات المستحيلة وممكنة. ماذا لو تنزّل فقه الإسترحام هذا على الآخرين من إبناء الوطن نزلاء السجون المتهمين في قضايا مختلفة ، أقلّ جرما بكثير من محاولة قلب الحكم ، حتى لا يقول لسان حالهم مع امل دنقل صاحب (لا تصالح): لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).