خالد دودة قمرالدين عذراً موطني لم تعد ذاك الذي أوصانا جدودنا زمان عليك !! عذراً قبائل دارفور المتناحرة الغارقة في بحار الفتنة إبتدءاً ب(البني هلبة والقمر) مروراً ب(المسيرية والسلامات) ، إن (خمج) المديدة حرقتني لم تعد حكراً على الصغار الذين يلعبون بالتراب ويتنابزون بالألقاب !! عذراً صحفيو بلادي لم تعد تعني المهنة حتى في أسوأ حالاتها (كتابة بالليل ومحاكم بالصباح) ، أو كما وصفها حسين خوجلي ، ولم تعد أحلام مؤجلة لإصلاح المستقبل القريب او البعيد ، وإنما صارت وصايا وإنتداب بلغة الرقيب (الغريب) !! عذراً محبوبتي لن أتمكن من إهداءك زهرة هذا العام ،لأن النظام في بلادي إستمرأ الصدام ، ولم يعد يطيق حبنا ، فوسمني بعار الخيانة ،وانت التي اهمس في أُذنيها بآه ي(وطني) !! عذراً مواطن بلادي إن لم تعد لك ما لك من الحقوق ، مع الإبقاء على (عليك حتى ما لا تطيق من الواجبات) ، وثق أن حقوقك ستأتيك في زمان آخر أو حياة أُخرى، وأن كل دور إذا ما تم ينقلب !! عذراً يا من لم تعد تهتم لمرهقات يومك من (حق الملاح والمصاريف والمدارس والكتب) ، إنما كل همك في أن تصبح وتمسي سالم مقيم غير نازح أو قتيل أو جريح !! عذراً شعب بلادي الذي صار شعوباً وقبائل ليتعاركوا !! لا ليتعارفوا!! (رحة ربي ليت أسأل عدلاً) عذرً بلادي (الغابة والصحراء) ، الأغبياء عزلوا الغابة وابقوا على الصحراء !! عذراً نحن لم نعد (نطيق وداعاً أيها الرجل) ، أمشي انت !!.