شمائل النور [email protected] في منحى جديد من "قوة العين" يطلق القيادي بالحركة الإسلامية غازي صلاح الدين الدعوة لتشكيل حركة إسلامية جديدة،وكما يقول الزعيم بعد ربع قرن "خدمة في ثانوي"،يتطلعون إلى حركة جديدة حيث أن التجربة الأولى لم تحقق أهدافهم ولا برامجهم بل كانت عكس ما يتطلعون،ربع قرن من الزمن تجربة حكم،لم يكفهم فيها التشظي والتمزيق الذي لحق بالسودان جراء سياساتهم ولازال يفعل ولم يكفهم هتك النسيج والعنصرية البغيضة والقبلية المقيتة والتمييز والاستعلاء الديني،ولم يلب طموحهم حجم النفاق الذي تفشى في المجتمع الذي لم يعد يجدي معه علاج،بل أنهم يرون ما لانرى،هؤلاء فسروا انفصال جنوب السودان بالوفاء بالعهد،فماذا يُنتظر بعد. للأسف وإن كان غازي من الصادقين في مواقفه الأخيرة،إلا أنها لم تأت إلا بعد تغير المواقف تجاهه فهي نتيجة صراع قوى،فكل ما يراه الرجل سيء وعيب ويحتاج إلى تغيير،فهو أمر ليس حديث فقد سبقته دعوات عالية للإصلاح دون جدوى،فلماذا الصمت طيلة هذه السنوات والحديث الآن،أليس من العيب أن يُبريء المرء نفسه من خطيئة هو من وضع لبنتها،ألم يكن هؤلاء الإسلاميون يدركون ما يجري وإلى أين تنقاد البلاد بسياساتهم…ويا ل "قوة العين" يريدون أن يصيروا أبطالاً بعد ربع قرن من التدمير،وللأسف الشديد هناك كثير،بل الغالبية حتى من المعارضين لسياساتهم يرون في غازي صلاح الدين بطلاً لا مثيل له،كما التمجيد الذي يحدث الآن لرئيس الاستخبارات السابق صلاح قوش والذي هو مؤسس منهج اللا إنسانية تجاه معارضيه،وكما التعاطف المثير للشفقة الذي حُظي به مدبروا المحاولة الانقلابية من الاسلاميين،يا لسذاجتنا. هل إن أُنتخب غازي أميناً عاماً للحركة الإسلامية في مؤتمرهم الأخير،سوف يكون هذا موقفه،قطعاً لا،ونراهن على ذلك،وهل إن لم يُقال من رئاسة كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان سوف يتشجع لإطلاق هذه الدعوة،قطعا لا، لكن هو الحال جرى على هذه العادة،رفع الصوت حال التهديد بالإزاحة عن المنصب،ثم تطرح نفسك بطل حال تمت الإزاحة،ثم يقبل بك الناس بطلاً…ولو أن غازي وقبل أن يطلق الدعوة لتشكيل حركة جديدة في خطوة واضحة للانشقاق،لو أنه قدم اعتذارا عن مشاركته طيلة السنوات العجاف التي يتبرأ من أخطائها الآن لكان مقبولاً إلى حد ما،لكن لا اعتذار ولا طلب عفو ولا سماح،بل تدثر بثوب المجني عليه مباشرة،ولم يكن هذا الموقف الأول،فقد سبقه غازي بذكاء في أعقاب انفصال الجنوب وهو يدرك أن الانفصال سوف يفجر صراعات ربما تطيح به،حيث أقام الرجل ندوة عن صعود الاسلاميين في المنطقة العربية،فقدم نصحاً مطولاً،نعى فيها بشجاعة التجربة السودانية،والمفهوم مباشرة منه هو أن غازي يطرح نفسه بديلاً مواكباً،ويا للبساطة كثيرون يصفقون له