قالت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة إنها لن تعيد النظر في رفض دعوى قضائية رفعت ضد الولاياتالمتحدة من قبل صاحب مصنع الشفاء السوداني مطالباً بتعويض قدره 50 مليون دولار عن الاضرار التي تسببت فيها ضربات الرئيس بيل كلينتون لمصنع الشفاء بالسودان بالصواريخ عام 1998. ورفضت المحكمة يوم الثلاثاء الموافق 18 يناير الجاري الاستماع لمطالب من قبل مالك مصنع الشفاء للصناعات الدوائية في شمال الخرطوم، السودان. وكانت الغارات على المصنع رداً من حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية على تفجير السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا من قبل شبكة اسامة بن لادن الإرهابية. وقال كلينتون إن المصنع كان على علاقة بأنشطة بن لادن الإرهابية. وقال أصحاب المصنع في دعواهم القضائية إنه تم التشهير بهم في سبيل تبرير الضربة. كما أنهم لم يعوضوا عن تدمير المصنع. وكانت المحاكم الدنيا التي نظرت في الدعوى ألقتها جانبا وقالت إن الضربة قرار سياسي لا يمكن النظر فيه من قبل المحاكم. وتعرف هذه القضية بقضية الشفاء للصناعات الدوائية المحدودة ضد الولاياتالمتحدة، رقم 10-328. وذكرت (البي بي سي) في يونيو الماضي ان محكمة في العاصمة الامريكيةواشنطن ردت طلب الاستئناف الذي تقدم به اصحاب مصنع الشفاء للادوية في السودان ضد قرار سابق برفض تعويضهم عن الغارة. وذكر كلينتون في تفسيره لاستهداف المصنع بان له علاقة بالشبكة التي يديرها اسامة بن لادن، وانه كان يصنِّع مواداً تدخل في انتاج الاسلحة الكيماوية. الا ان اصحاب المصنع اصروا (وما زالوا يصرون) على ان مصنعهم لا علاقة له ببن لادن او الشبكة التي يديرها، وانه لم يكن ينتج ابدا اية مواد لها علاقة بالاسلحة الكيماوية. وكان قاضيا فدراليا رد الدعوى الاصلية، في حكم صادقت عليه محكمة الاستئناف، ثم صدقت عليه مؤخرا المحكمة العليا. وقال القاضي توماس جريفيث رئيس محكمة الاستئناف في منطوق القرار الذي اصدرته المحكمة: (اذا كان لمبدأ عدم البت في القضايا السياسية من جانب القضاء من معنى في مجالي الامن القومي والسياسة الخارجية، فإن ذلك هو ان المحاكم لا تستطيع تقييم صلاحية قرار الرئيس بشن هجمات على اهداف خارج الولاياتالمتحدة.) ومضى للقول: (بموجب هذا المبدأ، ليس للمستهدف بالعمل العسكري الامريكي حق الطعن في حكمة اي رد عسكري تقوم به الولاياتالمتحدة.). يذكر أن مالك المصنع وهو رجل الاعمال صلاح إدريس كان قد رفع دعوى في يوليو 2000 بتعويضه مبلغ خمسين مليون دولار لإعادة بناء المصنع الذي دمر بواسطة هجمات صلروخية أمريكية. الجدير بالذكر أن ضربة مصنع الشفاء بالخرطوم بحري حدثت مساء يوم 20 أغسطس 1998م، حينما كانت العاصمة الخرطوم تشهد مظاهرات في الشارع، ولكن النظام استغل الضربة حينها في تعبئة الشارع ضد ما وصفه بأنه غزو أجنبي. وكان نظام الخرطوم في عقده الأول استعان بالعديد من الإرهابيين وتم تدريب العديد منهم في معسكرات سرية، وأقام أسامة بن لادن خمس سنوات في الخرطوم. لاحقا طرد النظام بن لادن وتعاون مع وكالة المخابرات الامريكية (CIA) امنياً، رغم استمرار علاقاته الفكرية والتنظيمية والمالية مع التنظيمات الارهابية، مما افقد النظام مصداقيته لدى الاطراف المختلفة.