(الميدان) تحاور فاروق أبوعيسى رئيس الهيئة العامة لقوى الاجماع الوطني (1-2) . إما أن يتخلى المؤتمر الوطني عن انفراده بالحكم أو يستعد للإسقاط . 100 يوم لاستنهاض الجماهير من أجل ازالة النظام . الحزب الشيوعي أول من دعا الى فكرة تحالف المعارضة حوار/ إبراهيم ميرغني عندما تجلس إلي الأستاذ فاروق أبوعيسي فإنما تجلس إلي تاريخ السودان المقاوم طيلة أكثر من أربعة عقود من الزمان ، كان فيها ولا زال في قلب العمل المناضل والمصادم بلا هوادة . الشارع السوداني يمور بالغضب ، والأزمات تحيط بالسودان من كل جانب ، والهيئة العامة لقوي الإجماع الوطني وفاروق علي رأسها تتبني خطة جديدة في مسار عملها المعارض . ماذا أمام السودان في مقبل أيامه ؟ هذا السؤال وغيره حملته ( الميدان) إلي الأستاذ فاروق ، فكانت هذه الحصيلة : في كل حين يتحدث الشارع السوداني عن البديل ، وبخاصة وسط هذه الأزمات التي تحيط بالسودان ، هل يمثل البديل الديمقراطي طموح الشارع السوداني وهل انغلق الطريق أمام أي تسوية سياسية شاملة للخروج بالبلاد من النفق المظلم ؟ ++ قوى الإجماع الوطني تملك برنامجاً متكاملاً وخطة متكاملة لتصفية نظام الانقاذ من جذوره وذلك لخلق تربة صالحة لقيام نظام تعددي ديمقراطي يتداول السلطة في ظل سيادة القانون والقضاء المستقل، وهذه الخطة تتكون من قسمين أو من ذراعين ،الذراع الأول هو إننا نحن ملتزمون بأهدافنا وهو العمل من أجل الإجماع الوطني في مواجهة المخاطر الكبرى المحدقة بالوطن والتي تهدد سيادته وتهدر وحدته وتهدد استقراره وأكل وشرب ومعيشة أهله كما هو حاصل الآن . نحن ندعو إلى وفاق وطني كما نسميه ،أساس هذا الوفاق أن يلتقي الجميع على تصفية نظام الحزب الواحد ويقبل المؤتمر الوطني أن يتخلى عن أجندته القائمة على إقصاء الآخرين ورفضهم والكنكشة في السلطة منفرداً ، ويقبل معنا أو يتفق معنا على برنامج وطني نضعه سويا وتضطلع بتنفيذه حكومة قومية يشارك فيها الجميع بشرط أن ينزل المؤتمر الوطني إلى حجمه الحقيقي بدلاً عن هذا الانتفاخ بسبب عدم الفصل بين الحزب وأجهزة الحكم المركزية والولائية ، وهو بالتالي منتفخ انتفاخاً غير طبيعي فيجب أن يرجع إلى حجمه الطبيعي ليشارك في حكومة انتقالية تنفذ البرنامج الوطني والذي أساسه تكوين حكومة تستعيد الديمقراطية وتكون قائمة على التعدد وتداول السلطة مع هذا يجب إنجاز برنامج اقتصادي أو خطة إسعافية في الاقتصاد تعمل على تحسين الأحوال المعيشية للمواطن لأن المواطن الآن يضج بالغلاء وارتفاع وتائر التضخم وانعدام السلع الضرورية والخدمات كالماء والكهرباء في كثير من احياء العاصمة لا تتوفر هذه الخدمات؛ ناهيك عن المناطق الطرفية في الاقاليم هذا بالإضافة إلى برنامج يسعى لإيقاف الحرب في كل من دارفور والقبول غير المشروط بكل مطالب ثوار دارفور وأهل دارفور في الاقليم الواحد؛ والتعويضات الخاصة والعامة ونملك برنامج متكامل في هذا الصدد وبالمثل ايقاف الحرب في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق والعمل على وضع خطة إسعافية لمواجهة الاحتياجات الضرورية من مأكل ومشرب وتعليم وخلافة لسكان هاتين المنطقتين؛ هذا هو البرنامج وتلك معالمه الأساسية بعدها علينا الاتفاق على فترة انتقالية ثلاث سنوات أو أربع أو خمس المهم ما يتفق عليه الناس . == ثم ماذا بعد أن تنتهي الفترة الانتقالية ؟ ++ تنتهي بمؤتمر دستوري يتداعى إليه كل أهل السودان الأحزاب النقابات الطرق الصوفية العسكريين النساء الشباب وكل أطياف المجتمع يجلسون جميعاً، وفي البداية لا بد من تشخيص لأزمة السودان منذ الاستقلال وحتى الآن وفشل كل حكوماتنا الوطنية والعسكرية بما فيها نظام الانقاذ الحالي في مواجهة هذه الأزمة والعمل على تفكيك صواميلها؛ عشان السودان يمشي للأمام، وعندما يحصل التشخيص ويشارك في وضعه كل الموجودين في الهامش والأطراف والمركز والوسط والشمال والجنوب بعد ذلك حتظهر ملامح للدستور الذي يحكمنا لأجل سودان جديد قائم على أسس جديدة فيها عدل ومساواة بين المركز والأقاليم؛ وهكذا كيف نعود مرة ثانية للقضاء المستقل، وللقوات المسلحة القومية، للشرطة القومية وهكذا. == ولكن المؤتمر الوطني يرفض رفضاً باتاً فكرة الحكومة الانتقالية والمؤتمر الدستوري .. ++ مقاطعاً هو رفض ذلك من قبل وتهكم علينا ونحن ماشين في طريقنا حتى النهاية == خطة ال 100 يوم ؟ ++ نعم وهي استنهاض الجماهير من أجل تصفية هذا النظام وإسقاطه تماماً ، ومن أجل تعزيز قدراتنا ورفع قدرات شعبنا شباباً وطلاباً ونساءاً وزراعاً، في العاصمة والأقاليم، وكنا قد شكلنا لجنة متخصصة وعملت برنامجاً من أجل تطوير أدائنا الخاص بالتعبئة لمدة(100) مائة يوم وهذا برنامج في الحقيقة فكرنا فيه قبل شهر ونصف، لكنه تأجل لانشغالنا ببعض الأمور الأخرى، وهو أصلاً فكرة بعض مجموعات المعارضة السودانية الموجودة في المهجر في كل ولايات امريكا وفي بريطانيا وأوروبا واستراليا والهند..، كل هؤلاء توافقوا ما بينهم بما يملكون من وسائل اتصال حديث ،توافقوا على أن يخصصوا شهر يونيو من يوم واحد إلى الثلاثين منه يوم الكارثة يوم وقوع انقلاب الجبهة الإسلامية – لأعمال مختلفة فيها إبداع وفيها فكر وفيها ندوات ومظاهرات ووقفات أمام السفارات ومكاتب الأممالمتحدة والتعاون مع المنظمات الدولية من أجل الانتصار لقضايا أهل السودان في دارفور وجنوب كردفان ، ولما عرض هذا الاقتراح على الهيئة العامة لقوى الإجماع ، قررنا أن نُخرج بالداخل برنامجنا الخاص بالمائة يوم ونجدد فيه ونطور وليس كما قال بعض كتاب نظام الانقاذ حددنا مائة يوم لإسقاط النظام، هذا البرنامج تعبوي وتنظيمي، من أجل استنهاض عمل الجماهير، الناس في الخارج قالوا شهر، نحن في الداخل قررنا مائة يوم لاستنهاض عمل الجماهير، واذا أحسسنا أن بعض المسائل تحتاج إلى تعديل سنعدلها ، ونعمل على تطوير هذا البرنامج وتحسينه أكثر، وهكذا وممكن التخلي عن بعضه أو نقدم البعض عن الآخر، لسنا حواة أو منجمين فنحن كما قلنا لسنا حواة أو منجمين حتى نقول: إن النظام سيسقط بعد مائة يوم، لا يمكن لأحد يعرف في السياسة أن يقول مثل هذا الكلام، وأنا عارف إن شعبنا واعي وفاهم، ونحن ما قصدنا أن نقول ذلك، وأنا كنت موجود في المؤتمر الصحفي لم يقل أحداً مثل هذه الكلام، خطة المائة يوم وزعناها على الصحفيين، وكان من المفروض أن يقرأوا هذه الخطة وكان الكلام في الهواء الطلق، ولكن صحافة المؤتمر الوطني لوت عنق الحقيقة ،وطبعاً دي أساليب المؤتمر الوطني. == قلتم استنهاض الحركة الجماهيرية ، هل من عقبات أمام هذا الاستنهاض ؟ ++ نعم ما نفتقده هي آليات الشعب السوداني المجرَّبة في تصفية النظم العسكرية، والنظم الشمولية وهي النقابات ومنظمات المجتمع المدني واتحادات الشباب والنساء ونقابات العمال والمهنيين، هذه آليات صنعها شعبنا وأجاد صنعها، وكان يلجأ لها في كل المنحنيات في تصفية النظم العسكرية في اكتوبر 64 وابريل 85 الآن مافي الآليات دي، ولأن ناس المؤتمر الوطني أول ما وقع الانقلاب سارعوا بحل مؤسسات القوى الحديثة والنقابات، واستولوا عليها بقانون نقابة المنشأة، وأصبحت هذه النقابات تابعة لهم، وتحولت اتحادات الطلبة إلى مصالح حكومية في مباني حكومية، كذلك اتحاد الشباب والنساء صارت مصالح حكومية. ولها مقار حكومية تابعة للدولة، يعني مش منظمات شعبية وهذه منظمات أنشئت لحماية النظام وليس لمتابعة المصالح العليا للشعب، أمام هذا الظروف العجيبة ترتفع أصوات هناك وهناك حتى من الأصدقاء نقول: بأن الأحزاب غير قادرة على إنجاز التغيير بطريقة تركيبتها المعروفة خصوصاً الأحزاب التاريخية ،الانتماء إليها لا يظهر إلا في الانتخابات وما عندها سجل عضوية ولا اشتراكات، ولا تملك وسائل لتحريك قواعدها بالصفارة، كما يحدث مع النقابات . اللجنة التنفيذية للنقابة يمكن أن تقعد جمعية عمومية خلال 24 ساعة وتتخذ كل القرارات، لكن الأحزاب وفيما عدا عدد قليل منها لا تملك هذه المقدرة، طيب لما فوجئنا بهذه الكارثة التي اسموها الانقاذ في 89 كان لابد من المقاومة واعتدنا علي الوسائل القديمة في المقاومة ، في البداية قاوم الناس كأشخاص وقدموا تضحيات وشهداء في بيوت الاشباح، وكان هناك نقابات الظل واتحاد العمال الشرعي وكان عندها قبول عند الناس وبالتدريج استطاع النظام بالقمع إنهاء هذه الأشكال من المقاومة. إذن لا يمكن تصفية هذا النظام بكلام أو شعارات أو شطارة فلان أو علان أو قدرات هذا وذاك الموجود هو هذه الأحزاب، ولازم نوحد رأينا ونعمل منصة كمعارضة لهذا النظام، الحزب الشيوعي هو صاحب الفكرة : الحزب الشيوعي هو الذي دعا للاجتماع الأول بالمركز العام للحزب بالخرطوم 2 من أجل مناقشة فكرة التحالف ،دعانا بخطاب موقع عليه من طيب الذكر المغفور له الأستاذ التيجاني الطيب بابكر ، ومشينا قابلناه هو والدكتور الشفيع وحصل اجتماع لكل القوى السياسية المعارضة وبعض الشخصيات الوطنية، وناقشوا الأزمة التي يعيشها الشعب السوداني وكان ذلك عام2008 وكانت توجد تجربة هيئة الدفاع عن الحريات الأساسية وقالوا إن هذه التجربة ناجحة ،وشغلنا المشترك ناجح لذا قررنا عمل هيئة تنسق بين مجهودات هذه الأحزاب والعمل الذي نقوم به الآن هو بقدرات هذه الأحزاب، لكن أفق هذا العمل هو طموحات الشعب السوداني كله، المقهور من قبل النظام المحروم من الحريات وحقوقه الأساسية والمحروم من لقمة العيش والماء النقي وإنعدام الخدمات هذه المجموعة من الأحزاب بنت خلال خمس سنوات منصة اسمها المعارضة، قوى الإجماع الوطني رافعة شعار سقوط هذا النظام بطريقة منظمة وهي على علم أنها لا تنجز التغيير، فالتغيير حيعملوا الشعب بالآليات المفقودة الآن، فهل ننتظر حتى تقوم النقابات من جديد ؟، نحن نعرف أن أحزابنا ضعيفة وعلاقة هذه الأحزاب بالجماهير ضعيفة، وحاولنا ونزلنا للجماهير في الأحياء في أمبدة والكلاكلات كنا نقوم بندوات في بيوت جلوساً على العناقريب . عندما صادرت الأنظمة الشمولية كل المنابر في مصر وتونس ما كان في نقابات هناك لكن الشعوب اختارت الميدان أي الشارع. = = ما هو بديل النقابات وهي كانت وسائل فعالة في الثورة؟ + + نحن كقوى إجماع هذه المنصة البسيطة قادرة على التحرك وقادرة على خلق برامج وتعمل ليالي سياسية ومهرجانات وغيرها من الأنشطة. وصولاً إلى أن تخرج الجماهير للشارع. الشعب يطلع ممكن نستفيد من تجربة الآخرين أي التغيير بالميدان وفي هذا لم نقل أن من يخرج للشارع هم أعضاء الأحزاب، سيخرج الشعب السوداني كله، الشعب رافض للحياة في ظل هذا النظام، وهذا النظام فشل في حكم الناس ودي المواصفات النظرية الموجودة في الكتب الثورية للتغيير، إذن العنصر الذاتي هو الباقي ، وخطة ال 100 يوم لاستنهاض العمل الجماهيري تصب في خانة تقوية العامل الذاتي وصولاً للتظاهرات والاعتصامات حتى العصيان المدني، وبالتالي تكرار تجارب اكتوبر ابريل ورمي الشمولية الى مذبلة التاريخ.