أحدث لقاء المهدي البشير يوم السبت 22 يناير بلبلة كبيرة وسط الشعب السوداني الذي أمّل في تنامي التصعيد ضد نظام الخرطوم الغاشم، واعتبر أن القطيعة بينه وبين القوى الوطنية هو أقل واجبات الإبقاء على درجة الغليان في تصاعد وأن حزب الأمة إذا لم يكن يريد مساعدة الشعب في هبته فعليه ألا يضع أمامها العراقيل والمعوقات.. سرى الإحباط وسط كثيرين داخل حزب الأمة وخارجه في حين رأى آخرون في اللقاء فرصة للسخرية من تراجع المؤتمر الوطني الذي ذكرهم بتراجعات بن علي في اللحظة الأخيرة.. حملنا هموم الديمقراطي السوداني وتوجهنا للسيدة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة.. الصخرة التي تكسرت عليها آمال “الإنقاذ” في اختراق الأحزاب الوطنية وظلت بوصلة للاتجاه الصحيح داخل حزب الأمة لا تداهن ولا ترائي ولا تدافع عن المواقف المشروخة.. ردت على تساؤلات (حريات) بكل وضوح. (نص الحوار أدناه) : - برغم نفي أمس صدر حديث من د نافع بأنه قد تم تكوين آلية مشتركة بين حزبيكما بل وقال إن رئيسها هو عمر البشير، وأيد بيان من قبل الأمانة العامة هذا الكلام صباح اليوم، ما سبب هذا التضارب في التصريحات؟ هذه التصريحات كلها غير صحيحة، أولا لم يتم تكوين أية آلية بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني ، وكل ما حدث هو أننا سلمنا لهم ورقتنا بالأجندة الوطنية، وتحدثنا حول محاورها ونحن الآن في انتظار ردهم، وإذا جاء بالإيجاب سننتظر بعد ذلك تكوين الآلية القومية باتفاق كل الأحزاب السياسية وبدون عزل أحد، وقد طالبنا في هذا الإطار أن يشاع جو الحريات ويطلق سراح المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي. أي حديث عن تكوين آلية ورئيسها هو حديث خاطيء. - تقولون إنكم سلمتم لهم الأجندة الوطنية؟ ولكن الشائع أن هذه الأجندة طرحها حزب الأمة وخاطب بها المؤتمر الوطني منذ فترة طويلة واعتقدنا أنها سلمت لهم من قبل؟ أبدا، لم تسلم لهم، وتصريحاتهم نفسها لم تكن تبشر بأي تفاهم، وتقديري أنهم الآن تجاوبوا مع نداءاتنا وعبروا عن استعدادهم لدراسة مقترحاتنا بعد أن كالوا لها في المنابر، فتمت دعوة أمس، وهذا لم يتم إلا بعد أن وجدوا أنفسهم في حيز ضيق. نحن قلنا هذا الكلام في المنابر كثيرا في يوم 18/12 وفي خطاب رئيس الحزب لقيادات وجماهير الولايات في 24/12 وفي غيرها ولكن هذه المرة الأولى التي نلاقي المؤتمر الوطني ونسلم له ورقة الأجندة الوطنية المطلوبة رسميا. - قالت قوى المعارضة إن اللقاء تم بغير عملها، ونظرا للتنسيق الجاري بين الأحزاب كيف يقوم الحزب بخطوة كبيرة كهذه بدون الرجوع لحلفائه؟ في الحقيقة نحن نحرص على التنسيق مع حلفائنا في قوى المعارضة دائما، ولكن هذه الأجندة ومخاطبتنا للمؤتمر الوطني بها مسألة ليست سرية وقد أعلناها في المنابر، وحينما كانت قوى الإجماع تتحدث عن وصولها لخيار الإطاحة كنا نقول إننا حددنا موعدا محددا للمؤتمر الوطني هو يوم 26 يناير للاستجابة لمطالبنا وبعد ذلك سنقرر فموقفنا ليس فيه جديد. وكانت قوى الإجماع تقبل هذا التفاوت في مواقفنا. أما عدم الإخطار باللقاء فسببه تأخر الدعوة نفسها، لقد تفاجأنا بالمواعيد أمس. إذ حينما وجهت الدعوة لرئيس الحزب صباح أمس دعا لاجتماع مكتب تنسيق طارئ هذا الاجتماع انعقد في الثانية ظهرا وناقش الموضوع الذي كان بالطبع مثار خلاف بين مؤيد وبين مخالف لكن كما تعلمون نحن حزب ديمقراطي وقد غلب رأي تأييد قبول الدعوة والتزم به الجميع، كان المنطق الذي غلب هو أن ننتهز الفرصة للدعوة للحل القومي الوطني فالبلد في مأزق خطير. الاجتماع الذي أقر اللقاء انتهى في وقت متأخر من عصر أمس، وأول ما قمنا به بعد عقد اللقاء هو أننا نورنا مندوبتنا لدى قوى الإجماع – د مريم الصادق المهدي- وطلبنا منها أن تقوم بتنوير قوى الإجماع وكانت حينها في اجتماع خاص بقوى الإجماع وقد قامت بالمهمة. وسنتفهم الغضب أو الانزعاج لو أننا كنا وصلنا لقرار ثنائي أو قمنا بتطويرآلية تعزل الآخرين ولكن كل هذا لم يحدث وما حدث هو أن اللقاء كان مجرد تسليم وتسلم لوثيقة الأجندة الوطنية وشرح لها ليأتوا لنا برد مكتوب حول الآلية القومية التي لا بد أن يشارك فيها الجميع. - هنالك رأي عام بان لقاء المؤتمر الوطني في هذا الوقت وقبل أربعة أيام فقط من تاريخ الفصل الذي حدده حزبكم جاء في توقيت خاطئ يكسب المؤتمر الوطني زمنا ويخلق بلبلة بين قواعدكم وفي النهاية يفشل التعبئة التي أعلنها حزبكم ما هو تعليقكم؟ أبدا جماهيرنا واعية ومدركة ولها ثقة في قيادتها ولذلك التعبئة لم ولن تنقص، صحيح هنالك جزء من الناس كان لديهم تشويش ولكن في البيان الذي اتفقنا عليه وأصدره مكتب الرئيس أمس تم شرح تفاصيل ما جرى بشكل توضيحي، وقد نزل كاملا في صحيفة أخبار اليوم وسعينا لنوصله للقواعد. وأقول إن تعبئتنا ماشية ومتصاعدة بإذن الله تعالى وحتى يوم 26 سنصل للقواعد في كل مكان كما أعلنا عن تجمع حاشد في مسجد الخليفة يوم 26 يناير وهذا يمضي في سبيله بدون أي تعويق بل هذا الموقف يزيدنا قوة ويؤكد أن المؤتمر الوطني بدأ يتراجع أمام مطالباتنا، ونحن لن نرضى بما دون تحقيق الأجندة الوطنية كاملة، المصير الوطني لا يحتمل أي تسويف. - هل يعني هذا أن المؤتمر الوطني عليه الرد قبل يوم 26؟ وماذا إذا لم يصل رده في التاريخ المحدد هل يعني هذا أن كلامكم يوم 26 يمكن ألا يكون فاصلا؟ سيكون لدينا بإذن الله تعالى كلام واضح وتوجيه واضح يوم 26 ، وقد وجهنا الدعوة لاجتماع موسع، كنا نأمل في عقد مؤتمر عام ولكن عقد مؤتمر عام مسألة غير ممكنة عمليا الآن لذلك سنعقد اجتماعا موسعا لتداول الرأي بأفضل طريقة تتيحها الظروف الحالية. سيشارك في الاجتماع أعضاء المكتب السياسي وقيادات الولايات الخمسة عشر فيشارك من كل ولاية رئيس الحزب ورئيس المكتب السياسي والسكرتير العام وممثلة المرأة، بالإضافة لأعضاء الهيئة المركزية في الخرطوم فهو اجتماع موسع سوف ينعقد صباح يوم الثلاثاء 25 بعد غد، وينتظر أن يخرج بقرار واضح وتوجيه واضح للقواعد. - إذا لم تكن هنالك لجنة قد كونت فما هي الآلية المشتركة التي أشار لها بيانكم وهل تضم بقية الأحزاب السياسية؟ الآلية المشتركة نعني بها الآلية القومية المشتركة وهي موجودة في نص بياننا أنها لا تستثني أحدا، هذه الآلية لن تكون بيننا وبين المؤتمر الوطني. - أعلنتم عن اجتماع بقوى الإجماع غدا الاثنين، في ظل الغضب الذي عبر عنه البعض هل هناك احتمال أن يفشل هذا الاجتماع؟ الاجتماع قائم بإذن الله في تمام الساعة السابعة والنصف غدا (اليوم) ولم يبلغنا من أي من الأحزاب الحديث عن مقاطعته، ونحن في النهاية نتفق على الأجندة الوطنية ورؤانا متحدة حول المطلوب فكلنا ننادي بدستور مدني ديمقراطي وبحكومة قومية وبحل دارفور وبالحريات وحقوق الإنسان وبمخاطبة الأزمة الاقتصادية وبالتوأمة مع الجنوب والتعامل الواقعي مع ملف المحكمة الجنائية الدولية وضرورة التعامل المتوازن مع المجتمع الدولي.. هذا الموقف الواضح هو الأساس الذي نلتقي عليه ولن يؤثر عليه كوننا لا زلنا نعطي المؤتمر الوطني فرصة ليستجيب لصوت العقل والوطن، فرصة حتى يوم 26 وإن غدا لناظره قريب.