ما حدث في مصر خلال الأيام الماضية، تحت أبصار كل العالم، كان كتاباً مفتوحاً لا غموض فيه. فقد بلورت قوى المعارضة المصرية، في جبهة الأنقاذ وحركة تمرد وغيرها، المطالب الشعبية الضاغطة والجوهرية التي يتوقف عليها إنسياب العملية السياسية الديمقراطية في سهولة ويسر. إنها قضايا تتعلق بالدستور ومجلس الشورى والنائب العام والأداء الحكومي في مجمله وكل تفاصيله. وتأكيداً لإلتفاف الشعب حول هذه المطالب المشروعة، جمعت قوى المعارضة أكثر من (20) مليون توقيع. كما نظمت مسيرات مليونية في كل ميادين مصر بما في ذلك ميدان التحرير بالقاهرة. وتوجت المعارضة حملتها بإنتفاضة 30 يونيو 2013. وتماماً كما إنحاز جيش مصر للمطالب الشعبية في ثورة 25 يناير العظيمة، إنحاز مرةً أخرى لإنتفاضة الشعب. وأكد البيان الأول ضرورة الإستجابة للمطالب الشعبية خلال 48 ساعة لفتح الطريق أمام مواصلة العملية السياسية تفادياً للمواجهات وحقناً للدماء. غير أن د. محمد مرسي، رئيس الجمهورية المنتخب، لم يضع إعتباراُ بالمرة لا للمطالب الشعبية ولا لبيان القوات المسلحة. بل أخذ يردد ويكرر الحديث حول شرعيته هو بالذات. وكأن التوقيعات والمسيرات المليونية لا مكان لها في هذه الشرعية لا من قريب أو بعيد. والجدير بالذكر أن هذا التعنت قاد (10) من المسئولين الحكوميين لتقديم إستقالاتهم إستنكاراً وإدانة له. ماحدث بعد ذلك أن الجيش المصري بعد إنقضاء الفترة الزمنية التي حددها، أقدم على إصدار البيان الثاني والذي قضى بعزل الرئيس ووضع خارطة طريق لتنفيذ المطالب الشعبية على يدي سلطة جديدة مؤقتة يرأسها رئيس المحكمة الدستورية. كما أكد البيان شرعية العمل السياسي لكل القوى السياسية، وإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية في فترة لا تتجاوز الثمانية أشهر، وتم كل ذلك بحضور ومباركة ممثلين للأزهر والكنيسة وقوى المعارضة. وكانت الدعوة قد وجهت للإخوان أيضاً إلا أنهم لم يحضروا. وكرد فعل على ذلك دعى تنظيم الأخوان المسلمين للمقاومة والعنف وقام بإحتلال مؤسسات حكومية. وإستناداً على هذه المعطيات فإن أحداث مصر الحالية هي تأكيد وزخم جديد لثورة 25 يناير 2011 العظيمة. والنصر معقود بلواء الشعب المصري سكرتارية اللجنة المركزية 6 يوليو 2013. ……………………………………. كلمة الميدان July 7th, 2013 التحية لشعب مصر العظيم والقادمة في السودان حقق الشعب المصري البطل انتصاراً ماحقاً على نظام جماعة الأخوان المسلمين الذين حاولوا سرقة ثورة 25 يناير والعودة بالبلاد إلى عهود ظلامية تحت شعار الإسلام. فمنذ فوز مرسي برئاسة الجمهورية في انتخابات زيفت فيها إرادة شعب مصر، عمل نظامه، كعادة الأخوان المسلمين والإسلام السياسي، على تنفيذ برنامجهم الخفي. فشرعوا في خنق الحريات وسلب القضاء استقلاله ولجم الصحافة والرأي الآخر وإعادة المرأة إلى عهد الحريم وإفراغ الثقافة والفن وحتى الرياضة من أي مفهوم تقدمي يساير العصر. وأغلقوا كل مسارات الإبداع والتطور. كل ذلك تمهيد للتمكين الذي يجعلهم يصوغون إنسان مصر الذي أبدع منذ عهد الفراعنة وفعل المعجزات وفقاً لرؤاهم التي تتمتع بضيق الأفق وقصر النظر الذي قادهم إلى المصير المظلم. غير أن شعب مصر العظيم الذي صنع ثورة حقيقية، وقف بصلابة دفاعاً عنها. جمع 22 مليون توقيع لقيام انتخابات رئاسية جديدة، وواصل تظاهراته واحتجاجاته دون خوف أو خور رغم البطش. ولم يمر يوم دون أن يكون هناك مظهراً من مظاهر الإحتجاج ضد النظام. بلإضرابات والاعتصامات والتظاهرات التي شملت كافة مدن وصعيد مصر. هذا هو الذي راكم السخط وكسر حاجز الخوف وواصل 25 يناير ولم يمنح النظام فرصة لإنتزاع مطالبه من عقل شعب مصر وممارسته اليومية، ولم يقبل أن تذهب تضحيات المئات من شاباته وشبابه هدراً. أما الذين يتحاججون بالشرعية فلم تتجاوز حدودهم الألفي مواطن كانوا محصورين في ميدان رابعة العدوية. بينما كل شعب مصر في كافة ميادين المدن وساحات الصعيد. الجيش المصري الذي عين قيادته وقائده العام السيسي هو مرسي نفسه، لم يقم بإنقلاب ولم يكن أمامه إلا أن يخضع لإرادة الأغلبية العظمي لشعب مصر. ما حدث يمثل صفعة حادة للأخوان المسلمين في مصر، وكل دعاة الإسلام السياسي، وستكون له آثار ممتدة في العالم الإسلامي والشرق الأوسط وبشكل خاص على النظام في السودان وهذا ما جعل المشرف على مجمع مسجد النور عصام أحمد البشير يجهش بالبكاء عند سماعه ما حدث في مصر. وجاءت مطالبته بإصلاحات في النظام وانتهاج سياسة سلمية ومحاربة الفساد متأخرة جداً. الحزب الشيوعي المصري : ضرورة الإسراع بمحاكمة مرسي وجماعته الإرهابية قال الحزب الشيوعي المصري أن خارطة المستقبل تفتح الباب نحو تصحيح مسار الثورة باتجاه صياغة دستور مدني ديمقراطي يليق بطموحات شعبنا، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية خلال المرحلة الانتقالية، يطالب حزبنا بأن يكون على رأس أولوياتها اتخاذ إجراءات فورية تتجه نحو تحقيق مطالب الطبقات الكادحة وحقوقها في العيش الكريم والآمن. وهنأ في بيان صادر عنه أول أمس جماهير الشعب المصري بالنصر المبين على قوى الاستبداد والطائفية والتخلف، وطي صفحة بغيضة من التاريخ ليبدأ من جديد طريقه نحو تحقيق أهداف ثورته المجيدة في ديمقراطية حقيقية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية ومجتمع مدني حديث منفتح متعدد ، مضيفاً ما كان لهذا النصر أن يكتمل لولا الإرادة الصلبة والإصرار الذي لا يلين والاحتشاد بعشرات الملايين لأيام متصلة على هذا النحو غير المسبوق الذي قامت به جماهير هذا الشعب الثائر، . وطالب الحزب بالإسراع في تقديم مرسي للمحاكمة وأركان جماعته وحلفائهم من الإرهابيين الذين تورطوا في سفك الدماء وترويع وإرهاب أبناء الشعب المصري وأهاب بجماهير الشعب البقاء في الميادين والاستمرار في اليقظة حتى تضمن تحقيق الانتصار الكامل للثورة والتصدي لكل مؤامرات أعدائها. في سياق متصل أفادت التقارير الواردة من مصر بمقتل(36) شخصاً وإصابة أكثر من ألف في أعمال عنف واشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل الجمعة. وأعلن محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف " ارتفاع حالة الوفيات في أحداث أمس الجمعة إلى 36 وإصابة 1079 فى أحداث اشتباكات الجمعة فى جميع محافظات مصر".