كتب الطبيب د. حسام صديق في يومياته ( اسمها عائشة الخضر .. تبلغ من العمر ست سنوات .. تسكن امري القديمه (المغضوب عليها) .. حضرت حوالي السابعة مساء الى الحوادث تعاني من لدغة عقرب!!! قطع بها أهلها اكثر من (خمسين كيلومترا) لتلقي العلاج !!!! تلقت الاسعافات الأولية بالحوادث وادخلت عنبر الاطفال ..تسلمتها الساعة العاشرة ليلا مع نوبتجية الحوادث .. لم استطع ان أغمض عيني فتركت الحوادث شاغرة وجلست قربها حتى قبل قليل .. فعلت كل ما بوسعي من أجل دموع ابيها الكهل وأمها الخائفة الصابرة المتيقنة .. كان الأمل الوحيد – بعد الله – لانقاذها دواء لا يوجد بصيدلية المستشفى ولا عند احد اصدقائي الصيادلة الذين اتصلت بهم رغم انتصاف الليل .. تسربت من بين ايدينا كالماء وهي تنادي امها:- (يمه أمسكيني …. كضابه ماكي ماسكاني) .. انتقلت الى الرفيق الاعلى وسط حسرتنا .. لم نستطع فعل شيئ .. توفيت وروحها تلعن النظام الفاشي الفاسد القذر الذي يداوي أطفال حاشيته من نزلات البرد في الخارج وأطفال الغلابه المستغلين التعابه يموتون جراء عدم توفر الخدمه ولا العلاج .. من سخرية الموقف .. انهم يسكنون في بحيرة السد ولا تتوفر لهم الكهرباء ليحفظوا بها مصل العقرب في مبردات من التلف ..).