[email protected] ……. فشل النخب والحكومات .... .... فشلت جميع الحكومات المدنية والعسكرية التى تعاقبت على حكم البلاد منذ الاستقلال وحتى الان فى وضع برنامج وطنى يحقق التنمية والاستقرار ويحقق الاجماع الوطنى المنشود تتوافق عليه جميع الاطراف الفكرية والسياسية والمجتمعية ويحقق مصالح الوطن والمواطن . كما فشلت فى خلق انتماء وطنى وجعل المجتمع يتجاوز الانتماءات التقليدية القبلية والجهوية والطائفية . فالسودان يعيش اليوم ازمة هوية وطنية كبيرة , تمثلت فى انفصال الجنوب والحرب فى دار فور والنيل الازرق وجنوب كردفان وغيرها من الصراعات التى تاخذ الطابع العنصرى والجهوى التى راح ضحيتها آلاف الأبرياء من المواطنين العزل . بل فشلت فى بناء تنظيمات حزبية قوية قادرة على قيادة المجتمع وتحقيق مصلحة الوطن والمواطن . احزاب المعارضة السياسية اليوم غير قادرة على فعل شئ لهذا الشعب المكلوم الذى ما ذال يعانى منذ الاستقلال من الظلم والتهميش الى يومنا هذا .. هذه الحكومات فشلت جميعها فى توفير الامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية لهذا الشعب الطيب . بل كانت تمارس سياسات كانت خصمآ على الشعب الذى ما ذال يدفع الثمن … اهمية الاحزاب السياسية ودورها فى المجتمع :- حيث ان الاحزاب هى اداة الفعل السياسى الاساسى فى المجتمع والتغيير المجتمعى وضعف الاحزاب السياسية فى اى بلد وانعدام فعاليتها يسهم فى تكريس التخلف ومعاناه الشعوب , فقد ادى ضعف احزابنا السياسية السودانية بمختلف توجهاتها وعدم فعاليتها فى المجتمع الى ضعف الثقافة السياسية والحزبية فى المجتمع وهذا جعل هذا المجتمع يبحث على مصدر اخر يستمد منه هذه الثقافة السياسية وهنا يبرز دور القبيلة والطائفة والجهوية . وهذا ما نعانى منه الآن فى احزابنا التقليدية التى تكرث للطائفية والمحسوبية (آل البيت ) على الآخرين داخل تلك المنظومات التى لا تقدم ولا تاخر .. فان ارتفاع مستوى الفساد والمحسوبية والعنصرية والطائفية والجهوية من الاسباب الرئيسية فى وصول البلاد الى هذا النفق والمحك التاريخى للوطن وهذا التحدى الصعب لكل السودانيين فى ان نكون او لا نكون … السودان الآن يمر بمنعطف خطير يبقى السؤال البديهى الذى يرد فى ذهن كل سودانى مدرك للحالة التى وصل اليها البلد, وفى اعتقادى وفى راى الشخصى اننا كسودانيين لم نفقد الامل بعد فى انصلاح الاحوال والدليل هو طرحنا لقضايانا كمحاولة منا لفهم مشاكلنا والتغلب عليها . فهى تعكس رغبة اكيدة منا فى ايجاد حل لهذه المشاكل والنهوض ببلادنا من حالة التدهور والانهيار الى رحابات اوسع واجمل. التنمية السياسية والمجتمعية :- التنمية السياسية مفهوم اوسع واشمل من الاصلاح السياسى لانها لا تقتصر على مجرد اجراء انتخابات او وضع دستور او سن قوانين جديدة او بعض الحريات السياسية الاخرى وانما تشمل التنشئة السياسية والوعى والثقافة العامة متعددة الاشكال والمشاركة الوطنية بفاعلية نحو الاصلاح الاجتماعى والاقتصادى والسياسى ومحاربة الفساد والطائفية والمحسسوبية والجهوية وغيرها . وهذا هو دور الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى فى تفعيل وتطوير برامج من شانها النهوض بالمجتمع ونشر الوعى والثقافة السياسية والحزبية لخلق مجتمع واعى قادر على مواجهة تحدياته .