نشر نشطاء كلمة اللواء السر بشير حسين قائد القوات المسلحة بنيالا أثناء اندلاع التظاهرات بالمدينة 19 سبتمبر . ويقول في كلمته للضباط والجنود ( .. المظاهرات البتتخابر مع الحركات وتقول ليهم طالعين وتعالوا خاشين نيالا دي ما مظاهرة دي عمل عدائي ديل بضربوهم بالذخيرة ما بضربوهم بالسوط…) . وقال المحلل السياسي ل (حريات) أن خطبة اللواء السر بشير تكشف الآليات المختلفة التي تستخدمها حكومة المؤتمر الوطني في تبرير قتل المدنيين . وأضاف ان أية آيديولوجية إبادة لها أدوات نظرية تبرر القتل الواسع وبلا رحمة ، وبالنسبة للإنقاذ فان الابادة تجد جذورها فى المنطلقات الفكرية الأساسية للاسلام السياسي ، مثل إدعاء تمثيل الله تعالى على الأرض ، والذى يفضى بالضرورة الى الانغلاق والتعصب وعدم قبول الاختلاف والمغايرة ، كما يفضى الى اعتبار المخالفين لحزب (الله) إما كفرة أو مرتدين أو منافقين مما يؤدى لاستسهال القمع وجز الرقاب. اضافة الى منطلقات الهوية المغلقة وغير التاريخية (نحن) – المسلمين (والتى تنتهى الى الاسلامويين ) فى مواجهة (هم) – وتبدأ (هم) بالمختلفين دينياً وتنتهى بالمختلفين سياسياً ، حتى وان كانوا داخل حركة الاسلام السياسي نفسها ، و(نحن) و(هم) فى قطيعة حدية بلا مشتركات انسانية تجمع كل البشر ، ومثل هذا الفهم يرتب منطقياً رفض المنجزات الانسانية التى طورها غير المسلمين ، من جانب ، ومن جانب آخر يرتب ايضاً عدم قبول التعدد والاختلاف وبالتالى الاقصاء والتهميش وتبرير الانتهاكات . فضلاً عن منطلقات تقديس العنف (الجهاد) وتصويره كآلية شاملة وكونية للتغيير، بل وجعله معياراً لولاء واخلاص الاعضاء ، وهذه مع منطلقات التكفير والطاعة العمياء للقادة وذهنية ونفسية (المؤامرة) تشتغل كمنظومة فكرية فقهية تجوز وتبرر سفك الدماء. واضاف ولأن عنفهم عنف ممثلى العناية الالهية فى الأرض كما يدعون ، ضد (الكفرة والمنافقين وعملاء المؤامرة الصليبية الصهيونية )، فإنه عنف وثوقى لايشك ولايتردد ، وبالتالى عنف باهظ ومتوحش ،وفى حال مقاومته – خصوصاً مقاومةً مسلحة – فانه يصل الى تتويجه الأعلى – إلى العنف بلا عقال قانونى أو أخلاقى أودينى ، عنف غياب العقل والوجدان ، عنف الجنجويد والابادة الجماعية . وقال المحلل السياسي ل (حريات) انه لابد من وضع آيديولوجية النظام الإجرامي الدموي موضع المساءلة ، وكذلك لابد من مساءلة القائلين بتبريراتها ، وكمثال مجرم الحرب السر حسين الذى لا يسأل نفسه الأسئلة البديهية مثل : هل جميع من يخرجون في التظاهرات من الذين يتصلون بالحركات المسلحة ؟! وإذا كانت لديهم كسلطات معلومات حقيقية عن (تخابر) بعض الأشخاص مع الحركات المسلحة فلماذا لم يعتقلوهم بدلاً عن إطلاق الرصاص على كل المتظاهرين ؟! وهل يمكن في أي شريعة أو قانون أو عرف ان تصدر الإتهامات وتنفذ الإعدامات هكذا دون محاكمة ودون إعطاء المتهمين فرصة الدفاع عن أنفسهم ؟! وهل يمكن لأي وجدان سليم أو عقل طبيعي أن يقبل إطلاق الرصاص على المتظاهرين دون فرز ودون تثبت ودون تساؤل ؟! واضاف ان اطلاق الذخيرة الحية على متظاهرين سلميين يشكل جريمة ضد الانسانية ، وعاجلا او اجلا ، سيدفع مجرم الحرب السر حسين ثمن افعاله واقواله . وختم المحلل السياسي قائلاً ان آيديولوجية الإسلام السياسي ، كما يقول أمبرتو ايكو ، آيديولوجية شيطانية لأنها ( الحقيقة التي لا تعرف الشك) فتجز الرقاب دون شك ودون تردد . (استمع الى التسجيل الصوتى):