الأستاذة حنان حسن بابكر المحامية ناشطة حقوقية وعاملة ضمن هيئة دعم المعتقلين التي قدمت خدمات جليلة لمعتقلي القمع السياسي المتفاقمة أعدادهم في الآونة الأخيرة، التقتها (حريات) على هامش مناصرة البطلة سمر ميرغني وأجرت معها الحوار القصير التالي: كيف تقدمون العون للمعتقلين ؟ هناك معتقلون لا زالوا مفقودين لا نعلم أمكنتهم ولكننا سنظل نبحث عنهم بشتى السبل لنقدم لهم الدعم القانوني الذي يحتاجونه. أغلب المقبوضين يتم الحكم عليهم في محاكمات إيجازية، يعني يتم القبض عليهم وعقد المحكمة وإعلان الحكم وتنفيذه فوراً، وفي اغلب الحالات لا يحكم بالسجن ولكن بالغرامات والجلد، وهي متراوحة ولكن مثلاً قد يحكم على المعتقل ب200 الف جنيه غرامة (بالقديم) و20 جلدة معاً. أغلب هؤلاء المقبوضين من اسر فقيرة يقبضونهم في المظاهرات ويحاكمونهم في تلك المحاكمات الإيجازية، نحن في هيئة الدفاع عن المعتقلين تصدينا للدفاع عنهم تطوعا، وطبعاً مثل هؤلاء لا يمكنهم ان يدفعوا تلك الغرامات الطائلة، 200 جنيه للواحد منهم ممكن تعيّش اسرته شهر افضل لهم ان يترك في السجن من ان يدفعوا مبلغ كهذا، فكنا احنا المحامين (بنتخاتت) المبالغ ، وده موقف بورّي أصالة الشعب السوداني، انا عارفة في ناس كانوا بكونوا محتاجين المبلغ الدفعوه ده، لكن من أجل مساعدة معتقل كانوا بيدفعوه. - كم عدد المحامين المنضمين للهيئة وما هو حجم عملها؟ هيئة دعم المعتقلين لها منسقين في المناطق المختلفة في بحري وام درمان والخرطوم، ونحن على اتصال بمنظمات الدعم القانوني والمجموعات المختلفة عبر منسقينا ليقوموا بتقديم الدعم القانوني لدى الحاجة. والهيئة عضويتها كل يوم في تزايد، كما ان هناك مناطق قامت فيها أفرع اكتفت ذاتيا، مثلا في منطقة الحاج يوسف هناك 15 محامي ومحامية الآن يقومون بالدعم القانوني للمعتقلين والآن صرنا لا نذهب للحاج يوسف. – ما صحة الأخبار أنه تم فك سراح جميع المعتقلات؟ المعتقلات هن: أمل هباني، وأمل سليمان، وإيثار نصر الدين، وداليا الروبي، وإحسان عبد العزيز، وريان شاكر زين العابدين، هؤلاء بحسب علمي أفرج عنهن، ولكن هناك معتقلات لم يفرج عنهن بحسب علمي، وهن: إسراء إبراهيم عبد الحفيظ صفاء عمر عبد الحفيظ تسنيم عبد الله وآلاء عثمان. - هل السبب أن المعتقلات المفرج عنهن هن اللائي تركزت عليهن حملات المناصرة أكثر؟ اعتقد ذلك، فهذا النظام يخاف من الإعلام وخاصة الرأي العالم العالمي، ولذلك فإن فضح ما يقوم به يلعب دوراً في حماية المواطنين، وفي هذا الصدد أشير لحادثة أحد المعتقلين وهو أشرف سري من أهالي شمبات فقد تمت مداهمة بيته منذ يوم الجمعة الماضية وتم اعتقاله ولكن حتى الآن أهله لا يعرفون مكانه، نحن في الهيئة زرنا كل الأقسام لنعرف مكانه ولكن لم نستطع معرفة مكانه حتى الآن. هنالك حالات قاموا فيها بالتمويه مثلاً يحولوا شخص من بحري لأم درمان واستطعنا تتبعه لكن في حالات أخرى عجزنا.