كشفت مجلة افريقيا في الحقيقة (Africa in Fact) لشهر نوفمبر 2013 ، بأن افريقيا تتحمل 25% من عبء الأمراض في العالم ، بينما تنفق 1% من الأموال المخصصة للصحة في العالم ، وفي افريقيا يوجد 1.3% من العاملين في الحقل الصحي لمعالجة 15% من سكان العالم. وأضافت المجلة التي أرسلت عددها ل (حريات) ان القطاع الصحي في افريقيا يعاني لأن القليل من الأموال ينفق عليه وغالباً في المجالات الخطأ ، مما يؤدي إلى عدم كفاية المرافق الصحية وتدني أجور العاملين في الحقل الصحي الذين يهاجرون للخارج أو يتحولون إلى وظائف أفضل أجراً . وقد إلتزمت دول الإتحاد الإفريقي يزيادة الإنفاق على الصحة لتصل إلى 15% من المصروفات الحكومية عام 2001 . ولكن وفقاً لمنظمة الصحة العالمية WHO فانه بعد عقد كامل كانت تنزانيا وحدها التي حققت الإلتزام . وتنفق الدول الافريقية في المتوسط 13.4 دولار لكل شخص في عام 2011 ، أي بزيادة (4) دولارات فقط طوال عقد من الزمن ، وهو رقم أقل بكثير مما أوصت به منظمة الصحة العالمية – (50) دولار لكل شخص في العام . ووفقاً لحسابات المانحين تستطيع الدول الأفريقية تخصيص (61) دولار لكل شخص إذا كانت المساعدات الخارجية للقطاع الصحي صرفت فعلاً عليه ! وأكدت منظمة الصحة العالمية ان جعل الناس أكثر صحة يعني تقليل الزمن الضائع من ساعات العمل وتحسين الإنتاجية وبالتالي زيادة الإنتاج القومي الإجمالي ، وانه إذا تم التخلص من الملاريا كمثال فإن الناتج القومي الإجمالي للدول الافريقية سيرتفع إلى (100) مليار دولار . وأشارت المجلة إلى ان حكام العالم الثالث عندما يمرضون يذهبون عادة للعلاج في الخارج ، فتلقى بوتفليقة العلاج لشهور في باريس ، ويفضل موقابي العلاج في سنغافورة وماليزيا ، وادوارد دي سانتوس – حاكم انقولا – ذهب للعلاج في البرازيل ، و( عمر البشير إلى السعودية – المحرر) ، وبالنسبة لهؤلاء الحكام فان التكلفة ليست القضية ، حيث يفضلون إنفاق أموال دافعي الضرائب على المرافق الطبية في الخارج بدلاً عن مرافق بلدانهم ، ويتركون مواطنيهم خلفهم مشلولين من الملاريا والسل والأيدز وغيرها من الأمراض المعدية والخطيرة . وأضافت المجلة إن تحسين الرعاية الصحية أمر في غاية الأهمية ، ليس فقط لأن الناس الأصحاء يساهمون أفضل في التنمية الإقتصادية ، وإنما كذلك باعتباره إلتزاماً أخلاقياً ، حيث يخفف البؤس والألم والموت ، وهذه إمتيازات يجب ألا تكون محصورة على النخب الحاكمة وحدها . جدير بالذكر ان حكومة المؤتمر الوطني خصصت للصحة في ميزانية 2013 ، 550 مليون جنيه ، وللتعليم 550 مليون ، بينما خصصت (1.55) مليار جنيه للقطاع السيادي (القصر وملحقاته) ، 8.59 مليار جنيه للأمن والدفاع والشرطة ، ولميزانية جهاز الأمن 1.45 مليار جنيه . وبحسب الارقام الرسمية فان الصرف على جهاز الأمن يساوي حوالي ثلاثة مرات ميزانية الصحة !! وحوالي ثلاث مرات ميزانية التعليم !!! وإذا كانت منظمة الصحة العالمية أوصت ب (50) دولار لكل شخص في السنة بافريقيا فان نصيب الفرد السوداني أقل من (3) دولار !!