صادرت السلطات الامنية التابعة لجنوب السودان صباح اليوم صحيفة المصير الناطقة بالعربية بعد طباعتها ، علي خلفية تغطيتها لمؤتمر صحفي عقدته قيادات من الحزب الحاكم بجنوب السودان أمس بجوبا ، قاموا فيه بتوجيه انتقادات لرئيس الحزب سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان ، كما طالبوا بجملة من الاصلاحات الجوهرية في الحزب الحاكم ، قبيل انعقاد اجتماع مجلس التحرير القومي للحزب الاثنين القادم ، كما قامت سلطات جهاز الامن باستدعاء رئيس مجلس ادارة صحيفة المصير وول مطوك ، والمدير الاداري ابراهام مرياك لمكاتبها بجوبا . وقال المستشار الصحفي للصحيفة اقوك ماكور المحامي ل (حريات) من جوبا تعليقا علي مصادرة الصحيفة : (اولا كمستشار للصحيفة أأسف للخطوة التي اقدمت عليها السلطات الامنية هذا الصباح بمصادرة عدد صحيفة المصير بعد طباعته مباشرة ، لان ذلك يعد انتهاكاً خطيراً لحرية الصحافة و التعبير ، فالمصير مؤسسة اعلامية مستقلة ومسجلة رسميا لدي السلطات ، اذا كان الغرض من المصادرة هو حجب مادار في المؤتمر الصحفي الذي عقدته قيادات الحزب الحاكم عن العامة والقراء فان ذلك يصب في خانة التعدي علي الحريات العامة في البلاد ، فقد كان الاجدر بجهاز الامن منع انعقاد المؤتمر الصحفي الذي اقيم بدار الحزب ، في تقديري ان السلطات قد خالفت نص المادة (5) من الدستور الانتقالي لجنوب السودان الذي كفل حق وحرية التعبير وتداول المعلومة والحصول عليها فيما يعرف بوثيقة الحقوق ، نطالب السطات بالافراج عن الصحيفة ، وتعويضها عن الضرر المادي الذي لحق بها جراء المصادرة ، واذا لم يتم ذلك فاننا سنلجا للقضاء للمطالبة بتلك الحقوق ). وكانت صحيفة المصير قد تعرضت لعديد من المضايقات حيث منعت نسختها الانجليزية من الصدور كليا بعد ان اعتقل رئيس تحريرها في العام 2011 عقب الاستقلال مباشرة ، كما تواجه خطر الايقاف بعد تهديدات اطلقها وزير الاعلام مؤخرا باغلاق جميع الصحف اذا رفضت التسجيل لدي الاجهزة الامنية ، الشئ الذي وصفته الصحيفة بتقييد حرية العمل الاعلامي في البلاد .