كمال كرار قال وزير ذات مرة أن مرتبه يعادل 1200 دولار ، بالسوق الأسود 9600 جنيه ، ولو قالت تيسير الأحفاد كضباً كاضب لوقفت في المحكمة بتهمة إشانة سمعة صاحب منصب دستوري ، ولجلب محامي الحكومة دفتر المرتبات وفيه توقيع الوزير كيما يثبت أن الوزير ( تعبان) وربما جلب صاحب الدكان ليثبت أن الوزير مديون وأن فطوره جبنة وزيتون . ولكنه ( أي الوزير ) بحكم منصبه رئيساً لمجلس إدارة شركة قابضة يستلم مكافآته بالدولار ، وعضو منتدب في شركة إستثمارية بمرتب خرافي ، وعضو لجان حكومية تجتمع 10 مرات في الشهر بكذا مليون في كل إجتماع . والوزير يسافر في الشهر 5 مرات لخارج السودان ، ونثريات سفره الدولارية يجلبها له مدير الإدارة المالية في شنطة سامسونايت علي سلم الطيارة . وفي كل شهر يستلم ( سيادتو ) الملايين التي توصف في السجلات علي أنها نثرية الضيافة الشهرية لمكتب الوزير . وتدخل عليه الطلبات فيمررها ، ويأخذ مقابلها إكراميات نقداً أو عيناً فهذا زمان التسهيلات . ويفتتح شركة لإستيراد العربات فيمنحونه عربة هدية وميدالية من الذهب الخالص وشيك معتمد علي بنك مضمون . وفي عيد الضحية تنهال عليه الخرفان ، التي يجلبها له السدنة الذين يقدمون السبت ليجدون الأحد . وإذا تزوجت إبنته تبرع له زيد بصالة الأفراح وعبيد بعشاء الضيوف والجنيد بنفقات شهر العسل وعبد المجيد بعداد الفنان . وإذا ( جاتو ) نزلة سافر علي حساب الدولة لشم الهواء في اليونان ، وسيخلع ( ضرسو ) حتماً باليابان . وإذا دخل عليه المستثمرون ، ثم خرجوا فتأكد أن مدير مكتبه لا زال يحسب رزم الفلوس التي وضعها الضيوف أمام عينيه وهو عامل ما شايف . وإذا ماتت حبوبته في سقط لقط فالطائرة الهيلوكوبتر الحكومية جاهزة لتطير به إلي قريته النائية بعد أن سبقه التنابلة إلي هنالك بجوالات السكر والدقيق والعجول وصيوان العزاء من أجل ( تسمين ) المعزين . وكل فاتورة مهرجان أو مؤتمر أو إحتفال تقسم بالمناصفة بين الوزير وصاحب الفاتورة طالما أنها مضروبة . وبحكم قانون ( شيلني وأشيلك) فقد حصل الوزير علي مزرعة أبقار بضواحي سنار هدية من عبد الجبار . وحصل عبد الجبار علي إعفاء جمركي بمقدار مليار دولار . هل عرفتم الآن لماذا يبكي الوزير بعد أن يوضع في الرف ؟ ولماذا يبكي سدنته بالدمع السخين علي فراقه !! أقلب الصفحة لتعرف لماذا يتبسم الوزراء الجدد ، وينصبون خيام الأفراح ، والحفلة للصباح