راي: عبد السلام كامل عبد السلام حملت الأخبار إليَّ البارحة أنه سيعقد مجلس تحقيق معي بخصوص كتاباتي في الصحف السيارة، وضحكت من هذا المجلس الذي سيحقق معي ! عمّاذا يريد أن يحقق؟ لقد بدأت السلسلة التي تتصل حيناً وتتوقف أحياناً أخرى.. بدأتها بالتحديد في أكتوبر عام 2010 في صحيفة «الانتباهة» في عمود الأخ علي محمد يس بتاريخ 9 ديسمبر الموافق 23 محرم 1432، أي قبل أكثر من ثمانية عشر شهراً من اليوم ، وكان عنوانه : «التلفزيون.. متى يتغير حاله..»، كان فيه حديث عن تأخر استحقاقات العاملين المالية لأربعة أشهر كاملة، وفيه حديث عن بناء مبنى بأجمل الصور ولكنه- يا ويحي- سيهدم ليقام مكانه برج الإعلام التخيلي!! والمبنى لم يتجاوز عمره جزءاً من خمسين جزء من العمر الافتراضي.. تحدثت فيه عن ترويج المدير العام لنفسه في البرامج التلفزيونية عبر «عزيزي المشاهد» وغيرها، وعن وعوده الكاذبة بحوافز إضافية نظير الأعياد.. وكان الثاني عن رد المدير السابق للشؤون المالية والإدارية بخصوص أنه لا يوجد شيء اسمه «إسناد برامجي» ورددت عليه الحجر! فأسكته الله بحمده تعالى، وسألت عن بدل اللبس للسائقين بالهيئة.. أين ذهب؟وكذلك عن صندوق التكافل للعاملين.. كيف تم اغتياله جهرة؟ وسألت عن التساهل والتجاوز الذي حدث في توزيع العربات الحكومية.. كيف ينال المتعاقَدُ معه عربةً والقانون لا يعطيه إياها؟ ثم كان ثالث مكتوب عن شركة شيكان للتأمين وإعادة التأمين التي أدخل العاملون إليها قسراً واستقطعت اشتراكاتهم منهم ولا يجدون الخدمات، لأن الاستقطاعات لا تصل للشركة، أو لأنهم بدءاً لم يعطوا بطاقات علاجية، أو هم يجدون آباءهم وأمهاتهم لا يدخلون في الشبكة.. وتحدثت عن الذين يتسنمون مناصب قيادية في أهم الإدارات، وهم ليسوا أهلاً لها من جانب الشهادات العلمية أو الاحتكاك بالعمل الإداري ولم يكتفوا بذلك، بل جلبوا معهم عمالاً أجانب فنيين، ليكونوا لهم مستشارين! فجلبوا معهم عمالة هندسية بدون أية لجنة اختيار«ولا يحزنون».. تحدثت عن الذين تفوز أعمالهم الإبداعية في المهرجانات العالمية، فلا ينالون غير ملصق في «بورد» الإعلانات، «ومزيداً من التفوق!» ويسافر المحظوظون ليتسلموا الأنواط والجوائز المالية، ولكن الفريق العامل لا يجد غير «مصمصة الليمون» حسرة على أموالهم التي ضاعت عليهم في تنفيذ العمل.. تحدثت عن البعثات التي تسافر خارج البلاد من دون أي تمويل إلا وعوداً خُلاَّبة لا تنفذ بعد الرجوع من هناك.. تحدثت عن المباني التي تقام لتهدم.. عن واجهة التلفزيون.. كم مرة بنيت وكم مرة هدمت؟ لمصلحة مَن هذه العملية القبيحة؟ تحدثت عن الموروث الإعلامي الذي ذهب به المدير العام.. المخاطبة الجماهيرية.. شركة «أنهار».. قناة «المعرفة».. وجاء مكتوب لي بعد هذا عن تلميع المدير العام نفسه عبر الصحف السيارة«نجم ومعجبون!».. تحدثت عن الذين يقذف بهم في مأموريات محددة ثم تمتد المأموريات شهورا عدة، دون أن توفر لهم النثريات اللازمة.. وعن الذين أدخلوا السجون في الجنوب قبل انفصاله، لعدم دفعهم الديون المستحقة على التلفزيون باسمهم.. تحدثت عن الحافز المالي الذي قدمه النائب الأول آنذاك وتم التصديق عليه من جانب وزير المالية آنذاك- عوض الجاز- لكل العاملين بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون التي تحولت إلى هيئات ثلاث، ولم يصرف للتلفزيون والإذاعة إلى اليوم.. تحدثت عن الكذب الصراح الذي يمارسه الصحفيون المأجورون وهم يكتبون من وحي خيالهم الكذوب، عن صرف العاملين استحقاقاتهم المالية كاملة! وتدافعهم نحو الخزينة بعد أن دبت فيها الحياة، وانصراف المدير العام لمشروعاته المعروفة و«حتى يبدأ عهده الزاهر في رئاسة اتحاد الإذاعات».. ورددت في مكتوب بعده على وزيرة الدولة السابقة للإعلام الأخت سناء حمد العوض عن حديثها في لقاء صحفي أن التلفزيون ليس مشكلته إدارية، وجزاها الله خيراً، فقد هاتفتني لأكثر من ساعة.. ولم تضق أو أضق بالصراحة منها ومني.. كتبت عن الذين أهينت كرامتهم لأنهم ينتسبون إلى التلفزيون الحاتمي، وعوملوا بكثير من الإذلال، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الدخول للسجن، لأنهم ظنوا أن التلفزيون ملتزم بدفع استقطاعات العاملين لشركة شيكان للتأمين وإعادة التأمين، ولكن فوجئوا بمطالبتهم مالياً من المستشفى بقيمة العلاج كاملاً، فالتلفزيون لم يدفع باستقطاعات العاملين للشركة، والشركة أوقفت مساندتها للعاملين! تحدثت عمّن دفعت قيمة ولادتها بالمستشفى التي دخلته تحت رعاية التأمين، ولكن كصاحبها خرجت لتجد الشركة تتنصل عن التزامها مع العاملين بسبب إدارة التلفزيون الحاتمية.. هناك مكتوبات أخرى لم تجد حظها في النشر، بسبب وصول الإدارة إلى بعض الصحف وضمها «تحت إبطها».. بل وصل الحال ببعض الصحف الى أن تقول إن الأخ المدير ليس هو الطالح الوحيد، فلماذا التركيز عليه؟ وهذا من المضحكات المبكيات في زمننا هذا.. نترك الطالحين ونتجاوز عن سيئاتهم.. ما هذا في ظني هو الهدف من الصحافة الجادة التي تعرف ما لها وما عليها.. ما لكم كيف تحكمون؟ أما المكتوب الأخير فقد طفح بي الكيل وأنا أرى المعايير تنفلت، والمستحقات الخاصة بالعاملين تبتسر من غير ما وجه حق.. كيف يستبيح الأخ المدير العام أن يستلم البديل النقدي الخاص به، وهو يعلم أن هناك الكثيرين من الفئات المستحقة والمنسحقة التي لم تصرف هذا البديل؟ إن مرتبه فقط في الشهر من دون أية مستحقات أخرى يصل إلى الخمسة آلاف جنيه.. أي أكثر من كل مستحقات الكثير من العاملين لشهور عديدة، وهو مع ذلك لا يستحي أن يصرف بديله النقدي قبلهم! لا أريد أن أقارن بين عمر بن الخطاب وبين هذا المدير الذي يتلذذ باستخدام العاملين تحت أقسى الظروف، فإذا ما مات أحدهم بسبب سوء الأحوال الصحية قال إنه قضاء وقدر! هذا القضاء والقدر الذي ذهب بثلة من المبدعين بالتلفزيون «ومنهم من ينتظر».. عيسى تيراب- وبابكر موسى- وسعدية الحسن- والنذير إبراهيم- وبسيوني- وعبد الله محمد إبراهيم- وعز الدين خضر ! هل ينتظر مني الأخ المدير أن أنقص الساخطين عليه إلى تسعة عشر فرداً؟ هذا لن يكون إلا أن أعطي كل أجير حقه غير «مبتسر» وأعاد قبل ذلك الحافز الشهري الذي صدق عليه الوزير السابق للمالية عوض الجاز عام 2008م، وأعطى العاملين الذين ينفذون العمل في العطلات الرسمية والأعياد الدينية مستحقاتهم، وكذا النثريات لفرق العمل بالولايات، ولم يتركهم لرحمة الولاة.. عندما يتسلم العامل إسناده البرامجي أو الهندسي عن شهر يناير في اليوم الحادي والثلاثين من مايو! أيظن المدير العام أنني سأسلخ جلدي من جسدي، وأكون راضياً عنه؟ هل يظن المدير العام أنه باستكتابه بعض الصحفيين، بل وذهابه إليهم ليجروا معه المقابلات المفبركة أنني سأقتنع بصدقه؟ لقد كذب الرجل في أطهر بقاع الأرض وهي المساجد، فما له لا يكذب في أية بقعة أخرى؟ لقد قال أحدهم يوماً- وهو يستمع إليه في لقاء- إنه «كلام جوامع سااااي»!! هل رأيتم كيف أنزل هذا الرجل بمستوى أطهر بقاع الأرض؟ سؤال أخير يعنُّ لي الآن.. كيف استباح المدير العام أن يعطي عربتين حكوميتين لاثنين ليس لهما قريب شأن أو بعيد بالتلفزيون، وأعني بهما المدير السابق للشؤون الهندسية والتقانة، والآخر هو السابق للعلاقات الدولية؟ ..هل يريد القارئ أن يعرف ما سيستقر بي الحال عليه؟ فانتظروا.. إني معكم من المنتظرين.. تلفزيون السودان/ أم درمان نقطة خاتمة : لقد وصلني خطاب قبل ربع ساعة تقريباً بإيقافي من العمل إلى حين التحقيق معي! والخطاب موقع من الأخ المدير العام للتلفزيون.. الشخص الذي اشتكيه لرئيس الجمهورية يقدمني إلى مجلس تحقيق! وأنا هنا أبتسر بيت المتنبي: فيك الخصام وأنت الخصم والحكم !