[email protected] إن الإنقاذ ومنذ مجيئها للسلطة بإنقلابها المشئوم في 1989/6/30م أظهرت إحتقاراً واضحاً وإستخفافاً بالغاً بالشعب السوداني ومؤسساته السياسية والنقابية والصحفية وبالتالي عملت علي إضعافها بل وتدميرها ، ولم تعمل أو تسعي للتصالح معها لحل أزمات البلد … وعلي العكس من ذلك تماماً ظلت الإنقاذ تتهافت علي الأجنبي سواء أكانت دول أو مؤسسات ، فظلت الإنقاذ تقدم التنازل تلو التنازل بصورة مهينة من أجل كسب ود الأمريكان فقامت بالتعاون مع CIA و FBI فيما يسمي بمكافحة الإرهاب فقدمت المعلومات عن حلفاء الأمس من أمثال أسامة بن لادن وآخرين ، ومع ذلك فإن أمريكا لم ترض عليه ولم تصالحه … وكذلك قام النظام ودون أي مناقشات بتنفيذ وتطبيق روشتة صندوق النقد الدولي وهي الروشتة التي أفقرت الشعب السوداني وأدخلته في النفق المظلم الذي يعيش فيه الآن ، ولكن النظام لايهمه الشعب السوداني بقدر ما يهمه ترضية أمريكا ومؤسساتها السياسية والإقتصادية . كذلك قامت السلطة بتوقيع عقود إمتياز التنقيب عن البترول مع الصين وماليزيا وغيرها من الدول ، وخجلت عن إعلان بنود هذه العقود لما فيها من شروط مجحفة ، وهي بذلك تعمل علي ترضية الأجنبي علي حساب الشعب السوداني ، وإلا لكانت قد كشفت عن تفاصيل هذه العقود إذا كانت تري أنها لمصلحة الشعب . عندما عجزت سلطة الإنقاذ عن إخراج جيش الرب من جنوب السودان قبل الإنفصال سمحت للجيش اليوغندي بالدخول في الأراضي السودانية لمقاتلة جيش الرب . الآن الخرطوم تستقبل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ، ويتم إستقباله خارج القصر الجمهوري ليصرح بأن الرئيس السوداني سوف يعلن عن أخبار سارة قريباً ، حتي قضايانا الداخلية يتم إطلاع الأجنبي عليها قبل الشعب . أليس كان مجدياً للنظام بدلاً من تقديم هذه التنازلات وعقد التحالفات واللهث وراء أمريكا والأجنبي ، أن يتصالح مع شعبه ويشرك الكافة في إدارة وحكم البلاد ؟ أم أن عقدة الأجنبي ما زالت تسيطر علي عقول وأفئدة قادة الإنقاذ . الحلول داخل هذا السودان فلا تبحثوا عنها في الخارج وعند الأجنبي .