استطلعت ( حريات ) قيادات قوى الاجماع حول خطاب عمر البشير امس . وقال الأستاذ فاروق أبو عيسى – رئيس الهيئة العامة لقوى الاجماع – أولاً الدعوة غير محترمة فقد فرقوا بين الناس، الدعوة فيها انتقائية ناس يدعوهم غندور وآخرين يدعوهم جابر عبود وكلها دعوات من المؤتمر الوطني لمناقشة ورقته التى كتبها حول الإصلاح. واضاف ابو عيسى : المؤتمر الوطني كحزب لماذا لا يحترم الأحزاب الأخرى ويرسل لهم ورقته في دورها لتدرسها؟ وقال: المسألة لا تستحق الزحمة والزمبليطة والمفاجآت المعلن عنها، إذ لم يكن هناك مفاجآت ولا يحزنون. وأضاف: الناس الآن يتصلون بي من جميع الجهات وهم في حالة صدمة شديدة جدا كانوا منتظرين على أمل أن يخرجوا بشيء ولكن لا شيء البتة. وهذا هو ديدن المؤتمر الوطني في كل مرة يهيئأهم و"يعطيهم بمبة" كما يقال ). وشرح أبوعيسى موقف التحالف من الدعوة قائلاً: دعونا الهيئة العامة وتشاورنا وأصدرنا بيانا حول الأمر، وكنا مفاجئين جداً بقبول حزب المؤتمر الشعبي بالدعوة فقد كنا نعرف مسبقاً بموقف حزب الأمة إذ أصدر بياناً قبلها بيوم، ولكننا فوجئنا بأن الدكتور حسن الترابي من المستمعين لخطاب البشير. وقال أبو عيسى حول محتوى الخطاب: استمعنا للخطاب ووجدنا صفرا كبيرا، وأضاف: لدينا اجتماع غدا لمناقشة محتوى الخطاب ومدلولاته وسنصدر بيانا حول الأمر. واضاف أبو عيسى ل(حريات): إنني وأنا أقرأ مشاعر زملائي في التحالف أؤكد أن هذه هي طبيعة هذا النظام فلن يخرج منه شيء إيجابي. هذا النظام يجب أن يذهب تماما اعطي فرصا ليس لها حد ولا عد. الشباب نزل الشارع وسيكملون الانتفاضة والثورة الشعبية ولدينا مقوماتها الجوع والمرض والعطش وغيرها، نحن يجب أن ندعو للانتفاضة وندع ما عداها. اذا ما اتحدت القوى والجهود بالعمل الجماهيري فإن هذا النظام منتهٍ أصلاً ولن يصبر علينا اسبوعا واحداً، ولكن الان يحصل خلل في صفوفنا، نريد توحيد هذه الصفوف. الانتفاضة جربناها ونجحت وما حدث في سبتمبر فتح الباب للهزة التي ضربتهم ولأن يضطربوا الاضطراب الذي حدث في الاسبوعين الماضيين. حتى حاملي السلاح بعد نجاح شبابنا قالوا صراحة اقتنعنا بتغيير النظام عبر الشارع السوداني بغير السلاح، الحل هو توحد الجميع من اجل الخروج للشارع وهذا يجعل الحركات المسلحة ينضمون الينا خاصة ونحن وهم متفقين على المستقبل، صحيح بيننا اختلافات على نقاط قليلة وبالاتصال بهم يمكن تجاوزها. وختم حديثه مؤكداً: هذا النظام ضعيف ليس لديه شيئه يقدمه ونحن مسئولون أمام الله والوطن والشعب ان نزيل هذا النظام ندعو لوحدة الصف تحت شعار زوال هذا النظام نوحد صفنا من أجل هذا الهدف. من جهتها رأت الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي بحزب الأمة أن الخطاب كان فيه "استهتار بالناس وبالبلد وبكل قيمة، ومن شدة الإحباط جعل كثيرين ممن تابعوه يحسون بالغضب الشديد"، وأضافت: "الكلام نفسه غير مفهوم". وتحدثت سارة عن مغزى الخطاب قائلة إنه "كلام غير مسئول، فبعد العثرات التي حدثت في البلاد كان عليهم ومن المتوقع خاصة بعد الاجتماعات التي حضرها خبراء وناشطون كثيرون في حضور الرئيس جيمي كارتر والتي خلصت إلى ضرورة حل سلمي حقيقي، كان منتظرا أن يعوا بأنه لا مجال الا المخرج السلمي". وقالت سارة إن الاجتماعات المذكورة تطرقت لحلول مطلوبة في الحل السلمي والتنمية وإزالة الفقر والحريات والتحول الديمقراطي والمواطنة وقالت: "هذه المحاور الأربعة التي تحدث فيها لم يقل فيها المعاني المباشرة المطلوبة ولا الآليات الممكنة"، وكررت وصفها للخطاب بأنه: "كلام غير مسئول"، ثم ختمت قائلة "الله يقدرنا على توحيد الشعب السوداني وعمل جبهة قوية من كل السودانيين احزاب ومجتمع مدني لعمل تحول ديمقراطي سلس يحقق شعاري سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، لكن هؤلاء القوم لا أمل يرجى منهم". وقال الأستاذ كمال عمر الناطق الرسمي بإسم قوى الاجماع في تصريح ل (حريات) ان الخطاب ليس فيه أي جديد ولا يمثل اي دعوة للحوار . مضيفاً بان الخطاب كان الفرصة الاخيرة للمؤتمر الوطني وللبشير لتفادي الانتفاضة الشعبية التي ستطيح به من سدة الحكم ولكنه كعادته لم يستغل السانحة . ووصف كمال الخطاب بالمحبط والمستفز ، وأكد انه يمثل مادة دسمة للمعارضة لتشحذ من خلاله همم الشعب السوداني لانهاء المهزلة الراهنة : (منحناه فرصة ذهبية بمشاركتنا في حضور هذا الخطاب الذي لم يحوي أي مفاجأة غير الطرح والطريقة الباهتة التي تم بها. مشيرا الي ان قوى المعارضة بما في ذلك حزب المؤتمر الشعبي ستعود للعمل مجددا لإسقاط النظام عبر الانتفاضة الشعبية وتحريك الشارع من أجل رفع المعاناة الاقتصادية واستعادة الديمقراطية ووقف الحروب.