شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالفيديو.. بشريات عودة الحياة لطبيعتها في أم درمان.. افتتاح مسجد جديد بأحد أحياء أم در العريقة والمئات من المواطنين يصلون فيه صلاة الجمعة    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنا النبي لا كذب (13) حقوق المرأة: مساواة، حرية، لا جواري، لا رجم، لا حجاب، وزوجة واحدة
نشر في حريات يوم 17 - 02 - 2014


سيف الحق حسن
[email protected]
وإستمرارا وإستمراءا في إتباع شهوتي الجنس والمال ضللت مفاهيم وعكست مقاصد كبيرة.
قالوا تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمنا السيدة عائشة وعمرها تسع سنوات ليقننوا الدخول بالطفلات. وقد فردنا مقالا قبل ذلك يدحض هذا الإدعاء. وذكروا بأن قوته الجنسية صلى الله عليه وآله وسلم بقوة أربعين رجلا!!. والله تعالى يقول له قل: ((قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي)) [الكهف: 110]. فهو بشر مثلنا أولا، وحيث قالوا عنه أيضا إنه كان يحب النساء بحديث آخر (حبب لي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة). ولكن أي نوع من الحب؟. هل هو الحب الشهواني أي بالبصبصة وإمتاع النظر منهن والجنس؟ ورسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يغض بصره كما يأمره الله تعالى وهو العفيف الطاهر. وإذا كان يحب النساء كما يدعون بحبهم، لكان تزوج في شبابه الكثير، ولكنه تزوج كإنسان أمنا السيدة خديجة فقط، ولم يقترن بأخرى إلا بعدما صار عمره الثالثة والخمسون، وحتى الذين إقترن بهن كن من الأرامل أو ملكات الأيمان إلا أمنا السيدة عائشة. وإذا كان له نساء بهذا العدد وبتلك القوة الجنسية فمن المتوقع أن يكون له أولاد كثيرين من نسائه إذا كان متزوجا أساسا من تسعة نساء!!.
وإذا كان يحب النساء فهو بالتأكيد الحب الإنساني وليس الشهواني وهو المعصوم. فقصده به العطف عليهن والتحنان لهن والسعى لإحقاق حقوقهن، وهذا الأرجح إذا صح الحديث أساسا. وأيضا الحب الزوجي لزوجاته أمهاتنا رضي الله عنهن. وبالنسبة لعادات زمانهم فيمكنه صلوات الله وسلامه عليه أن يتزوج أخريات ولكن ما هي الحكمة أن يكون له أكثر من أربع نساء خلافا للقرآن العظيم؟، وهل أربعة هو أساسا العدد الأقصى للزواج أم ذكر الله تعالى رباع كرقم وقف فيه مجازا و على حسب الإستطاعة، فيمكن أن يتزوج المرء أكثر من أربع نساء كما تزوج رسول الله. و كتاب الله لم يوثق لعدد زوجات النبي صلوات الله وسلامه عليه، أمهاتنا رضي الله عنهن، فربما كن ثلاثة أو أربعة بالكثير، وليسوا تسعة أساسا. ولا ندري ما الصحيح في هذا الأمر، ولكن المؤكد ان كلام الله تعالى يطابق سنة رسولنا صلوات الله وسلامه عليه المطهرة ولا تخالف القرآن لأن ذلك سيكون حجة على ديننا. فالأولى أن نستوثق بكلام الله ذو الجلال والإكرام دون الروايات المزيفة.
وفي تقديري إن مثل هذ الأحاديث ضللت العقول و مررت زمن ترف السلاطين للمساعدة في إشباع شهواتهم الجنسية الكبيرة و إتمام مغامراتهم الصبيانية ومراهقاتهم اللامنتهية. وبهذا فتح المجال لأعداء الإسلام بصياغة الأفلام المسيئة لسيد الخلق ورحمة العالمين صلوات الله وسلامه عليه، وتشريع القرآن يخالف ما يأفكون والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المساواة الإلهية وظلم الجاهلية..
خلق الله تعالى الناس كنفوس بشرية واحدة متساوية رجالا ونساءا. ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء)) [النساء: 1]. وجعل من تلك النفوس أزواجا ليسكن بعضها إلى بعض. ((هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)) [الأعراف: 189]. ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)) [الروم: 21].
وخلقه الله لآدم زوجة واحدة وهي أمنا حواء عليهما الصلاة والسلام ليسكنا الجنة، ((وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)) [البقرة: 35]. وعندما هبطوا إلى الأرض عاشوا فيها كزوجين. وكذلك كان الأنبياء، لكل منهم إمرأة واحدة كما يقول لنا الله عز وجل في كتابنا العزيز: بإمرأة نوح ولوط وزكريا وأيوب وإمرأة عمران أم السيدة مريم عليهم صلوات الله وسلامه جميعا. وقد بينا في مقال سبق، ومن القرآن الكريم، إن إبراهيم كان لديه إمرأة واحدة أنجبت له إسماعيل ثم إسحق عليهم الصلاة والسلام وليس كما تدعي الإسرائيليات التي تقول بأن إسماعيل ابن الجارية وإسحق ابن السيدة.
لقد خلق الله كل الناس أحرارا، ولاندري متى ظهر تحديدا الرق وإستعباد البشر والجواري في العالم. ولكن وبعد قصة هبوط آدم إلى الأرض تذهب سورة البقرة للحديث عن بني إسرائيل. ويذكر لنا القرآن الكريم بأن فرعون عبد بني إسرائيل وكان يقتل أبنائهم ويستحيي نسائهم ليغتصبن ويكن جواري ويعملن كعبيد مع ما يترك من الرجال. وقد روجت بني إسرائيل بأن سيدنا إبراهيم تسري أو تزوج بجاريته هاجر فأنجبت إسماعيل الذي يتصل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليخلطوا أمور الزواج، ويقللوا من قيمة رسول الله، ويضللوا المفاهيم ويبيحوا التسري من عهد ابراهيم وأنه ليس بدعة فى دين الله. وقد غرق العالم في هذا التخلف إلى أن بعث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ليحرر البشرية من الرق ويحقق الإصلاح المنشود ويعيد الامور إلى نصابها وللمرأة مكانتها.
كان المجتمع الجاهلي يسود فيه الإستعباد للمرأة بحيث يمكن للرجل الزواج –بعقد- من أي إمراة و يحق له إمتلاك ما يشاء من النساء الجواري ليتسرى بهن –من غير عقد-. غير إنتشار الزنى في أي وقت شهوة بمن يشاء، أو إتخاذ أخدان أي مصاحبة خليلات للزنى سرا. أو ممارسة الزنى مع بغي حيث كان البغاء وهي ممارسة الزنى كمهنة وما نعرفه بالدعارة منتشرا أيضا. ومن كل ذلك تنتج المسافحة وهي المجاهرة بالزنى فيكون للمرأة أولاد من السفاح ولا تبالي. والرجال ليس عليهم شئ في هذا، بل ويلقى كل اللوم على النساء. وقد نزل كلام الله لينهى الناس عن الفحشاء والمنكر والبغي.
وبالتدريج وبالبيان بالعمل وللتهذيب، يذكر الله تعالى في القرآن الكريم كلمة "نكاح" لإستحسانها عوضا عن تسري وجماع ومضاجعة لإستقباح تعاطيها. و النكاح يكون شرعيا إذا تم بعقد ((ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله)) [البقرة: 235]، وإذا لم يتم بعقد فهو زنى ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)) [النور: 3]. ومن ثم حرم الله زواج المؤمنين والمؤمنات بغيرهم من مشركين وكافرين لكي لا تتلوث مفاهيمهم التي يريد الله أن يشرع للناس من مثل وقيم يكون فيها المؤمنون النموذج الصافي الذي ينجذب له الخلق ويتبعوه بفطرتهم للنموذج المثالي للرباط المقدس.
ومن الحكمة الإلهية هو وجعل ((للذكر مثل حظ الإنثيين))، لأن الذكر هو مصدر إعالة الأسرة فالله تعالى يعطيه نصيبين تحسبا لأنه سيتزوج ويكون نصيبه نصيب إثنين. أما المرأة التي تتزوج فيكون لديها نصيبها محتفظة به، وزوجها هو الذي سيتكفل بإعالتها. فأي إنصاف يا رب العزة وحكمة أكثر من هذا.
الإحصان هو الحرية، و الله تعالى أكرم الإماء بالزواج لتحريرهن..
وأحل الله الزواج من "المحصنات" من الذين أوتوا الكتاب لأن دينهم في الأصل هو دين الله الواحد. ((اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)) [المائدة: 5]. ولكن من هن "المحصنات"؟ هل هن المتزوجات؟، وكيف يحل الله زواج المتزوجة؟.
ومما لا شك فيه بأن الله يعلم ان أهل الكتاب كانوا يتقيدون بشريعة الله في أنه لابد من النكاح بعقد كما يأمر الله تعالى وكان مجتمعهم يلتزم بقدسية الزواج. وهذه آية أخرى تؤكد حرية الإختيار الديني حتى للزوجة، شريكة الحياة، ولكن بالطبع شريطة أن تكون من أهل الكتاب فقط.
ومن جهة كان مجتمع الأميين الجاهلي يصنف الناس أحرارا وعبيد. ولكن الله تعالى أتى بتصنيف جديد: فنساء المؤمنات صنفن ب "محصنات" مؤمنات، و"فتيات" مؤمنات. ((ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات)) [النساء: 25]. فالمحصنات المؤمنات هن بنات الأحرار ويسمين الحرائر، وليس كما يعتقد الكثير بأنها المرأة المتزوجة. فكيف يحل الله زواج المرأة "المحصنة" إذا كانت تعني بأنها المتزوجة!. أما بنات العبيد فيسمين بفتيات. والفتاة معناها الخادمة أو المملوكة، والفتى هو ذو النجدة أو الخادم. وفيما يبدوا إن الذين أوتوا الكتاب لم يكن لديهم عبيد بينهم أو تخلصوا من العبودية بينهم إذ لم يذكر الله تعالى كلمة فتيات الذين أتو الكتاب وقال " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب". ومن المؤكد كان لديهم من يخدمهم ولكنهم خدم موظفون وليسوا عبيدا مملوكون.
وسموا "المحصنات" لأنهن متربيات تحت ظل الحرية و أهلهم الأحرار يستطيعوا حمايتهن من سواءت ذلك المجتمع. فالحر سيد نفسه وقادر على حمايتها. والحر يفكر بما يشاء، ويقول ما يفكر، ويفعل ما يقول. أما "الفتيات" فهن خادمات وبنات عبيد لا يستطعن حماية أنفسهن لأن أبويها ليسوا أحرارا أساسا ولا يملكون قرارهم نا ولا حماية أنفسهم ناهيك عن حماية إبنتهم.
وقد رفع الله أولا منزلة الخدم العبيد بلقب جديد اسماه تعالى "ملكت أيمانكم" كخطوة في تحريرهم. وملك اليمين: هم الأرقاء المملوكون لِمن يملكهم عبيداً، ذكوراً كانوا أم إناثاً. ثم نهى الله المؤمنين أن ينكحوا بدون عقد كتاب، ويضمن ذلك الذين لديهم ملكت أيمان من النساء بأن لا ينكحوهن أو معاشرتهن من طرف كما جاء في سورة البقرة التي كانت من أوائل سور التشريع: ((ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله)) [البقرة: 235].
ثم يحث الله عباده بالزواج عموما: ((ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم، بعضكم من بعض، فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم)) [النساء: 25]. وهذه الآية توضح تماما إنه إذا لم يستطيع الرجل المؤمن الزواج بإمرأة حرة من المؤمنات المحصنات فيمكنه الزواج من المؤمنات الفتيات، ولنكاحهن لابد من الكتاب عليهن حسب ما ذكرنا. ويجب ان يكون بإذن اهلها، الذين جعل الله لهم قيمة في إستئذانهم ودفع المهر كما المحصنات. ليس ذلك فعندما تصبح زوجته تصبح حرة وليس أمة كما كانت.
ومن تلك نهى الله تعالى من نكاح الخادمات والجواري والوقوع فيهن بدون عقد!! كما كان في الجاهلية. فقد كانوا يجلبون نساءا خصيصا للإستمتاع بهن و يسمونهم بالجواري، وعملية نكاحهن والتسلي بهم بدون عقد يسمونها بالتسري بهن. وإذا دخلوا في حرب وإستولوا على نساء الطرف الآخر فيسموهن سبايا ويتسرون بهم أيضا. و كلمة جواري وتسري وسبي لم ترد في كلام الله عز وجل بتاتا. والله تعالى يريد أن يمحق هذه الكلمات تماما من تأريخ البشرية بعدم ذكرها في كتابه العزيز. ولكن بسبب السلاطين المترفين وبعض رجال الدين المأفونين نجدها وضعت في الدين كمسلمات وغيرها من الكلمات الكثيرة وضعت للتضليل ولتلويث العقول وتشويه الدين. فقد كانت جزء أصيل من حياتهم العادية، ولاندري كيف أصبحت من دين الله بعدما نهى الله عنها تماما. وللأسف ما تزال تسري على ألسنة المسلمين للآن كحضارة ومجد.
فهل لأن الأغنياء والسلاطين والمترفين لديهم الأموال والجاه يحل الله لهم النكاح بترف بشراء ما يشاءوون من العذارى، ومن طرف بمن يخدمهم بدون عقد و التسري بهن!!. لا والله، هذا ليس عدل الله سبحانه. و ما معنى التسري؟، أليس هو المعاشرة الجنسية بدون عقد نكاح!، ألا يتطابق هذا المعنى تماما مع الزنا!!.
بل ولاحظ للآية إذ يقول الله عز وجل ((فإذا أحصن))، أي أصبحن أحرارا بزواجهن منكم. أي رقاهن الله تعالى بلقب ملكات أيمان. فبعد ان كتب عليها لنكاحها بحق الله تصبح عندئذ في عداد المحصنات أي الحرائر. بل ولم يتركهن رب العزة ويقول تعالى: ((فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب))، لماذا؟ لأنهن كن متضطهدات طيلة حياتهن بممارسة الفاحشة في الجاهلية ويمكن أن تؤثر عليهن عدة عوامل للوقوع فيها ثانية بالرغم من أنها أصبحت متزوجة وحرة. فمن إنصاف الله أن تعاقب بنصف عقوبة المحصنات الحرائر اللاتي كن يملكن قرارهن منذ ولادتهن. فأي إكرام وفضل من الله عز وجل لهن أكبر من هذا.
زواج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للنساء نموذج لتحرير المرأة..
وفي السورة المفروضة يأمر الله عباده المؤمنين والمؤمنات بغض البصر والعفاف ومن ثم التزواج فيما بينهم. ((وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)) [النور: 32]. والأيامى من النساء هن من لا زوج لها، ومن الرجال من لا امرأة له. وكما ذكرنا فالأمة، أو الفتاة المملوكة، تسمى ملكت أيمان وإذا نكحها سيدها بالطبع بعقد كتابي فقط ويمكن بدون مهر كذلك لأن مهرها هو عتقها بالزواج منها فتصبح زوجته وإمرأة حرة، إذا لايمكن أن يكون هو حر ومتزوج بأمة.
فيشجع الله عباده المؤمنين الذين لا يجدون نكاحا بالعفاف، وأن يكاتبوا ملكات الأيمان. ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)) [النور: 33]. أما الذين لا يرغبون في نكاح ملكت الأيمان إلا نكاح المحصنات الحرائر فعليهم بالإستعفاف.
ولاحظ ذكر الله كلمة بغاء ولم يذكر سبحانه كلمة زنى لأنهن كن مجبرات على ممارسة الزنى. لذلك فإما أن يتزوج المؤمن الأمة لتصبح زوجته وبذلك تصبح محصنة أي حرة، وإما أن يتركها تعمل دون التعرض لها وإكراهها على الزنى، والله غفور رحيم لما سلف من إكراههن على ذلك البغاء، فلا عودة له بعد ذلك. و أوصى الله سبحانه بالإحسان لما ملكت الأيمان، من النساء والرجال في سورة النساء المدنية [النساء: 36].
وقد يسأل سائل ويقول إن الله تعالى يقول ((والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)) [المؤمنون: 6]. وقد وردت أيضا في سورة المعارج. فسورة المؤمنون والمعارج سور مكية، فكما كان في تدرج تحريم الخمر فإن تحريم الخلوة ومعاشرة ملكت اليمين بدون كتاب أتى أيضا بالتدريج و نهي الله عنه فيما بعد كما ذكرنا. وفي سورة النور المدنية أمرهم بالإستئذان وعدم كشف العورة، وحفظ الفروج أمامهم. فيقول تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات…..ثلاث عورات لكم….)) [النور: 58].
وكان تطبيق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمليا لما يشرع الله تعالى للناس. فقد أحل الله للنبي الزواج ب: ((يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما * ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما)) [الأحزاب: 51].
والملاحظة الأولى التي يجب الإنتباه لها بأن النبي صلوات الله وسلامه عليه كل نساءه يطلقن عليهن إسم زوجات، أو أزواج وليس بينهن ملكت يمين. ((يا أيها النبي قل لأزواجك)) [الأحزاب: 28]. فلم يفرق الله تعالى بين الحرة أو ما ملكت اليمين عندما أصبحن زوجات له. فبالطبع من عقد عليهن النكاح من ملكات الأيمان صرن محصنات "أحرار" وإرتقين ليصبحن في مرتبة زوجاته. و في الآية يعطي الله سبحانه رسوله الخيار في زواج و إيواء أوعزل من يريد منهن.
وفي الآية التي تلي [الأحزاب: 51] يحرم الله أساسا على نبيه صلوات الله وسلامه عليه الزواج بالمحصنات الحرائر ولكن فقط الزواج من ملكات اليمين ليكون مثلا وقدوة للمؤمنين في تحرير النساء. ((لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا)) [الأحزاب: 52]. والحكمة من ذلك تشجيع المؤمنين بالزواج من ملكات الأيمان أو الإماء لزيادة العتق وتحريرهن بالزواج.
فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه تزوج من جميع نسائه إن كن محصنات –أي حرائر- أو ملكات أيمان بزواج شرعي، بمهر مال أو محصن أي محرر لإمرأة. أو بعبارة أخرى كما الآية "محصنا وليس مسافحا". ((والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما)) [النساء: 24]. فالله تعالى ينهى عن الفحشاء كليا وكل ما يستقبح كالزنى والبغاء والسفاح. ولكن السلاطين والأغنياء والمترفين لم يكونوا ليتقيدوا بشرع الله لشهواتهم: ((وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون)) [الأعراف: 28].
وللأسف الشديد فإن الزنى أبيح لهم بواسطة البعض من رجال الدين، بمعاشرة ما يشاءون من الجواري وملكات اليمين، بدون عقد كتابي، وبدون إحصانهن "تحريرهن"، وإبقائهن عبيد وجواري إلى ما شاء الله. والأنكى بأن كثير من المسلمين يرون ان هذا الزيف سنة يمكن أن يعمل بها إذا أتيحت الظروف ورجع العالم للوراء.
لا رجم في الإسلام نهائيا..
يقول الله تعالى ((سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون*الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)) [النور: 2].
أولا، فإن النكاح بدون عقد يعتبر زنى كما ذكرنا، والنكاح بعقد يسمى زواجا أو نكاحا، وذلك من سورة البقرة التي كانت من أوائل سور التشريع التي نزلت في المدينة ((ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله)) [البقرة: 235]. فعقاب الزاني والزانية إن كانوا متزوجين أو لم يكونوا هو الجلد مائة جلدة. فهو العقاب وليس هناك رجم مذكور في كتاب الله للتفريق بين حالات الزنى.
والله تعالى يقولها واضحة: ((من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)) [المائدة: 32]. فالزاني لم يقتل نفسا فكيف يقتل بدون نفس؟. فقتله كأنما قتل الناس جميعا إذا لم يقتل نفسا. وفي آية أخرى ((وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص)) [المائدة: 45]. فالنفس بالنفس وكفى. ولو لاحظت فهذه الآيات كتبت على بني إسرائيل لأن من شريعتهم كانت هي رجم الزناة المتزوجين، ويبدو إنهم مرروا نفس شريعتهم على المسلمين أصحاب دين الله الحق والأمة الوسط العادلة.
ولماذا الرجم بالتحديد؟ بهذه العقوبة القاسية وليس بالسيف مثلا. والذي يقتل نفسا أو يفسد في الأرض يحضر وما هي إلا لحظات ويقطع رأسه بالسيف. فلماذا ترجم الزانية والزاني ويعذبان بالرجم حتى يموتان بالبطئ وجرمهما أقل من جرم القاتل أو المفسدون في الأرض!. وليس هناك كلمة في القرآن الكريم تشير بمعنى الرجم كعقوبة، بل يذكرها الله جل وعلا كوسيلة تعذيب وقتل وإرهاب يستخدمها المجرمين ضد الصالحين وأنبياء الله: ((إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم))، ((لئن لم تنتهوا لنرجمنكم))، ((ولو رهطك لرجمناك))، ((لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين)).
لقد إشترط الله تعالى في جلد الزاني والزانية حضور طائفة أو جماعة من المؤمنين ولم يسميها عقوبة بل سماها عذاب ((وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)). والعذاب: هو الإيجاع الشديد، و أصل التعذيب إكثار الضرب بعذبة السوط، أي: طرفها. وهل هناك عذاب لرجل وإمرأة متزوجان أكثر من إفتضاحهما أمام الملأ. فبالتأكيد حياتهما لن تعود مثلما كانت، بل و الموت أهون لهما بدلا من هذه الفضيحة.
ولا أدري بأي حديث يستشهدون والله تعالى يقول ((واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا)) [النساء: 15]، والفاحشة المذكورة تشمل الزنى أو كل ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال. فلماذا لم يقل الله تعالى أرجموهن بل فأمسكوهن في البيوت!!!، وحتى لم يقل الحق تعالى أجلدوهن على أقل تقدير؟، لأن تلك فضيحة ما بعدها فضيحة إذا جلدت، والله يأمر هنا بالستر عليها رحمة منه سبحانه من إنزال العقوبة عليها وإشانة سمعتها وتدمير حياتها بالكامل!. وفي الحقيقة فإن من تكتشف بهذا الجرم في تلك المجتمعات البدوية، وإلى يومنا هذا، يقوم ذويها بقتلها مباشرة، والله تعالى لا يريدهم أن يوقعوا عقوباتهم بهذا الشكل وأن الله هو التواب الرحيم. لذلك يقول تعالى بعدها: ((إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما)) [النساء: 17]. وإذا لا حظنا فإن الله يحمي المرأة ولم يبين الله تعالى ماذا يفعل الزوج لو إكتشف انه زنى، لأن المجتمع ذكوري ويستطيع الرجل حماية نفسه. وفي كلتا الحالتين: "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب".
ولأن الرجال لهم القوامة أو الرعاية والسيادة على النساء في ذلك الزمان الغابر لجهل النساء الزائد فقد دل الله تعالى كيفية تقويم الزوجة التي تأتي بفاحشة مبينة أي النشوز في القول القبيح وليس الوقوع في الفعل كما حذر أمهاتنا رضي الله عنهن، وعرفهم على طريقة لإحتواء الزوجة للدخول في طاعته. ((واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً. إن الله كان عليا كبيرا)) [النساء: 34]. فبالعظة والهجر ثم بالضرب الخفيف غير المبرح للتأنيب والدخول في طاعة الرجل، وإن أطعنكم فاحذروا ظلمهن. ولكن النساء في زماننا هذا أصبحن يتقاسمن الرعاية الأسرية أساسا مع الرجال.
أما ملكت الأيمان التي "أحصنت"، أي التي أصبحت حرة بزواجها، فعقوبتها نصف عقوبة المحصنات/الحرائر. ((فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب)) [النساء: 25]. والعذاب هو الجلد، أي جلدهن خمسون جلدة، بالتخفيف لأنهن كن ضحية هذا البغاء والعادة السيئة لمدة طويلة. فإذا كان الرجم هو العقوبة، أو العذاب، فكيف تنفذ "عقوبة الرجم" بنصف العذاب!!!.
ثم يقول الحق تعالى: ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)) [النور: 3]. وهذا تأكيد آخر بأن النكاح بدون كتاب هو زنى، والزنى لا يمارسه إلا الزناة الذين لم يتبعوا ما أمر الله به أو المشركون الذين لم يؤمنوا بالله. أما المؤمنون الذين ييتبعون أمر الله فقد حرم الله عليهم النكاح إلا بعقد.
ثم شرع الله تعالى عقوبة أخرى للذين يرمون، أو يقذفون الحرائر "المحصنات" بالزنى (متزوجات أم غير متزوجات) ولم يأتوا بأربعة شهداء، فهؤلاء يجب جلدهم ثمانين جلدة، بل وعدم قبول شهادتهم أبدا وسماهم رب العزة بالفاسقين. ((والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون)) [النور: 4]. فالقذف من الحدود الواضحة في القرآن. ولم يذكر الله قذف "الفتيات المؤمنات" أما الفتيات لأنهن يجبرن على الزني أصلا ويكرهن على البغاء ولا أحد يهتم بقذفهن أو بهتانهن ولأنهن أساسا ليس لديهم وزن في المجتمع.
ويحذر الله تعالى من يقذف المؤمنات المحصنات الغافلات بلعنهم في آية لاحقة: ((إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)) [النور: 32]. ولو لاحظت فإن الله تعالى أدخل كلمة الغافلات المؤمنات. وهنا بالطبع تدخل أيضا ملكات الأيمان اللاتي تحررن "أحصن" وأصبحن زوجات. والغفلة عن الشئ هو السهو والوقوع في الشئ من قلة التحفظ والتيقظ. فربما تتبرج إمرأة أو تكشف عن مفاتنها عن غفلة، ويظن الظان بها مظان كثيرة. لذلك مهما كان فلا يحق لكائن من كان أن يرمي النساء بالزنى، إذا لم يكن هناك أربعة شهود عليها. وامثال هؤلاء قد لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم.
أما الذين يتهمون أزواجهم بالزنى فلابد لهم من شهود أربعة أو أن يشهدوا أربع شهادات بالله بصدقهم. وتقع عليها العقوبة بذلك وتدرأ عنها إذا شهدت عكس ذلك: ((ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين)) [النور: 8]. ولننتبه فالله تعالى لم يقل الرجم بتاتا والحديث هنا (((عن المتزوجين والمتزوجات)))، بل قال يدرأ عنها "العذاب". وما هو العذاب؟!!. نرجع لصدر السورة الكريمة لنرى بماذا يشير الله تعالى للعذاب: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)) [النور: 2]. إذا العذاب هو الجلد أمام الملأ وليس الرجم.
وللمفارقة نجد الأغنياء والمترفين والسلاطين أباحوا معاشرة ما شاءوا من الجواري، من دون كتاب، ولم يحرروهن بإحصانهن وتركوهم عبيدا، بينما أتوا بتشريع آخر شديد وصارم وإرهابي ليحافظوا به على عفاف الزوجات و يكبح جماحها. فتلك المرأة المسكينة التي هجرها زوجها جريا وراء الجواري والسبايا لإشباع شهواته كتب عليها القهر والذلة وعليها بالصبر وأن تعيش الكبت والحرمان، بينما هو يسبح في الشهوات ويغوص في الملذات، فأي عدل هذا؟.
ومن جهة أخرى ماذا يفعلن الجواري المسكينات اللاتي وطئن وفض غشاء بكارتهن، ومورس الجنس معهم ذلك المترف مرة واحدة ثم تركن بدون عشير؟. فما عساهن أن يفعلن؟. أليس هذا مدعاة للإنحراف والمفسدة وفتح لباب الفحشاء والظلم البين للمرأة. لذلك فإن الله تعالى ينصف النساء بأن الزواج بواحدة هو الأولى وما زاد عن ذلك فإثتثناء.
الأصل في الزواج واحدة..
فنكاح المثنى والثلاث والرباع مشروط بخوفين. إقرأ إن شئت الآية: ((وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا)) [النساء: 3]. فالإنسان غير المتزوج بطبيعته يميل لزواج البكر، ولقد كان في ذلك الوقت أرامل كثر بسبب الحروب ولهن أطفال يتامى. ليس لهم معيل والله تعالى يفرد مكانة عالية في كتابه للتعامل الإنساني مع اليتامى ويحث عباده المؤمنين بعدم قهر اليتامى والإنفاق عليهم وإصلاحهم، مما يطابق قوله صلوات الله وسلامه عليه (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة).
فالخوف الأول للمؤمن والذي يستوجب الزواج هو عدم القسط في اليتامى. أي عدم إيفائه أمر الله برحمة اليتامى. ولاحظ إستخدام كلمة "ألا تقسطوا". ويقال نلنا قسطا من الشئ أي بلغنا مرادنا منه. فالخوف من عدم القسط في اليتامى هو خوف في عدم الوصول للمرتبة السامية في التعامل معهم ونيل رضاء الله سبحانه ورحمته ومعية رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وللوصول لها، فمن الأفضل زواج أمهاتهن لكي يصبح اليتامى كأبناء له و يعاملهم كأولاده، ولكن يدعون بالطبع لأبائهم ((أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله)). وطمعا في إكرام اليتيم أباح الله تعالى زواج المثنى والثلاث والرباع.
أما الشرط أو الخوف الثاني فهو في عدم العدل بين هؤلاء الزوجات، إذا تم الزواج بالمثنى والثلاث والرباع أو في عدم المقدرة على إعالتهن. وهنا لاحظ كلمة "ألا تعدلوا". ففي هذه الحالة يجب على المؤمن الإكتفاء بواحدة، أو الزواج بما ملكت أيمان لكي يحررها، فيمكن أن يكون عتقها مهرها.
فإذا الزواج مشروط بالقسط في اليتامى والعدل بين الزوجات، وإستطاعة الإعالة من الأساس.
وكما قلنا فإن الآية تتحدث عن زواج أمهات اليتامى وليس لها علاقة بما أباحه فقهاء السلاطين للأغنياء ليتزوجوا الفتيات الصغيرات والعذارى وما شاء من النساء المثنى والثلاث والرباع وترك أمهات اليتامى. وكي يتمتع السلاطين بالجواري وملكات الأيمان، بدون عتق. ولا عجب أن رأينا عدة أنواع من الزواج فيما بعد للإستمتاع الشرعي ونسيان الغرض الأساسي من إباحة الزواج بأكثر من واحدة، بل وعدم مراعاة الميثاق والرابط المقدس مع الزوجة وتركها في سجن النزوة.
وإذا قرأنا الآية التي تسبق [النساء: 3] نتأكد بأن المقصود بهؤلاء النساء هن أمهات اليتامى ((وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا)) [النساء: 2].
وتستمر السورة في التحدث عن حقوق اليتامى عندما يكبرون فيقول تعالى: ((وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقير فاليأكل بالمعروف)) [النساء: 6]. ويرجع ويحذر القرآن من أكل أموال اليتامى: ((إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)) [النساء: 10].
إذن ليس المقصود من الزواج المتعة والتسلية.بل العطف والرحمة لليتامى وأن يتربوا في كنف والدين إلى أن يكبروا. فأمر الله هو العدل أولا وأخيرا وليس الغرض زواج المثنى والثلاث والرباع كفريضة أو سنة كما يدعي المدعون ويضلل المضللون.
والأمر ليس بهذه السهولة فالحق تعالى يقول: ((فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة))، أي من الخوف فقط من عدم العدل ناهيك عن الشروع في الزواج نفسه ومن ثم عدم العدل أساسا يجبب الإكتفاء بواحدة. ولكن تجد أغلب من يتزوج يتزوج بالنساء العذارى والصغيرات اللاتي يدللن على حساب الزوجة الأولى أو السابقة التي أصبحت كبيرة.
وإن كان الذي يزعم أنه إذا تزوج مثنى وثلاث ورباع بأنه يستطيع العدل بينهم فهو مخادع، لأن الله يقول ((ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما)) [النساء: 129].
وسبحان الله، وكأن سورة النساء نزلت لإنصاف وحقوق المرأة ولكننا نعجب إلى ما وصل له حال المرأة في أمتنا من جراء إهانة السلاطين وتقنين فقائهم بإستخدام المرأة كأداة جنسية.
وإذا كان زواج المثنى والثلاث والرباع مباح بإطلاق لكان أباحه الله تعالى لعلي بن أبي طالب. فقد عاش مع فاطمة رضي الله عنها لا يقرن معها أحدا إلى أن ماتت. فقد روي إنه صلوات الله وسلامه عليه كان يخطب على منبره الشريف ذات مرة، أي بحديث عزيز سمعه الكثير، حيث قال: (ان بني هشام ابن المغيرة إستأذنوني في أن ينكحوا إبنتهم عليا ابن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق إبنتي وينكح إبنتهم. فإنها بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها). فإذا كان الزواج بالمثنى والثلاث والرباع بهذه السهولة لكان طبقه رسول الله على السيدة فاطمة إبنته، فكل إمرأة تراب وتؤذى إذا تزوج زوجها عليها. فلا يمكن أن ينسى رسول الله شرع الله في ابنته ويطبقه على الناس و كما قال من قبل: (والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها). ولا يمكن أن يشرع للنساء وهو رحمة لهن. فإن لم يشرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إبنته فهل رضينا بتشريع فقهاء السلاطين علينا؟!.
ويخدع البعض البسطاء من الناس بأن نسبة النساء أساسا أكثر من نسبة الرجال والله تعالى جعل النسبة هكذا، لذلك يجب للرجل أن يتزوج حتى أربعة نساء لكي يعوض الفارق. وهذا كلام ليس له أساس من الصواب بتاتا. ففي آخر إحصائية في السودان بلغت نسبة النساء 51% والرجال 49%. وفي العالم بحسب تقرير الأمم المتحدة عام 2010 فإن عدد الرجال في العالم يفوق النساء ب 57 مليون فقط، أو بصورة أخرى من ال 7 مليار نسمة في العالم فإن لكل 101 ذكر يقابله 100 أنثى.
عفاف وإحتشام والحجاب للرجال..
ومن جانب آخر فرضوا الحجاب على المرأة بل والنقاب كذلك. وأصل الحكاية، ففي عهد السلاطين كان أصحاب الجواري حريصون على عفاف جواريهم بإقامة الأسوار العالية لهن ويشتدون في حراستهن حتى لا يطمع الفقراء بنظرة أو يحظى أحدهم بغمزة. وكان الوعاظ يعيشون على ما يرميه عليهم أصحاب الجواري ومن فضلات السلاطين والأمراء والأغنياء الذين يستمتعون بهؤلاء الجواري أو تجارة الجنس بالأحرى. فأخذوا يعظون بأن الحجاب فريضة في المجتمع الإسلامي يجب إتباعها مع تأييدها بالأدلة العقلية والنقلية.
فكلمة حجاب أساسا لا تعني زي، و وردت في القرآن الكريم في سبعة مواضع تقريبا، وتعنى الساتر الذي يحجب البصر. ((وبينهما حجاب وعلى الأعراف)) [الأعراف: 46]. أما الآية التي يستدلون عليها بقول الله تعالى: ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)) [الأحزاب: 53]. فإذا نظرنا للآية بإمعان فهي أولا تخاطب المؤمنين الذين يدخلون البيوت ولا تخاطب النساء. وثانيا فإن الله تعالى ضرب مثلا ببيت النبي نفسه بأن إذا أراد أحدا من الرجال مسألة فالينادي من وراء الباب ولا يقتحم مكان النساء في البيوت. ولهذا فإن الحجاب – والذي بمعنى إتخاذ ساتر- مفروض على الرجال في البيوت، لأن للبيوت حرمات.
أما إن كان النساء والرجال في مكان عام أمام بعضهما فالله تعالى يأمر بغض البصر للطرفين: ((قل للمؤنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)) و ((وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن..)). وغض البصر هذا حسب قلب الإنسان–من ذكر وأنثى- وتقواه لرب العالمين. ولاحظ فإن الله تعالى يقول: غض البصر وليس النظر. لأن البصر يعنى الجارحة الناظرة والتركيز وتقليب والنظر في الشئ. و نجد إن الوعاظ خصصوا غض "النظر" للرجال أكثر من النساء ليحفظوا به عفاف الجواري الحسان.
وأمر الله للمرأة هو العفاف والحشمة، ولبس الطويل، والذي يغطي الرأس ويسدل منه ليغطي النحر وعدم التبرج كي لا تبدوا زينتها و محاسنها الفاتنة. ويمكنها بذلك أن تلبس ما يناسبها من اللباس.
وإذا كان المنطق في النقاب هو المساعدة على غض البصر، فالرجال أيضا يجب أن يلبسوه لأن النساء يفتتن أيضا بالرجال. بل وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم كما ذكر الله تعالى في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام الواردة في القرآن.
ومن جهة أخرى يقولون إن المرأة كلها عورة، وصوتها أيضا، ويجب على المرأة أن تقر في بيتها ولا تخرج منه أبدا إلا لبيت زوجها ومن ثم للمقابر يرحمها الله.
ونقول لهم إن كلامهم صحيح ولكن للذين في قلوبهم مرض وكان ذلك في فترة محددة.((وقرن في بيوتكن))، ((إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)) [الأحزاب: 32]، وذكرنا إن ذلك كان في موقعة الأحزاب عندما كان المنافقون يلاحقون نساء المؤمنين في المدينة، والمؤمنون منهمكون في حدودها يحفرون الخندق. فأمرهن الله بالبقاء في البيوت ولباس الملابس الأكثر سترة لتبيين العفاف والحشمة أكثر وتغليظ أصواتهن حتى لا يطمع المنافقون المريضون بهم. تنافي كتب السيرة ما يدعون، لأن الوارد ان المرأة كانت في الظروف العادية تساهم في الحياة الإجتماعية مع الرجال. وقد روي في البخاري أن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان الرجال والنساء يتوضأون في المسجد في مكان واحد. وفي الطواف ومشاعر الحج فإن المرأة لابد أن تكون كاشفة لوجهها، فمن أين أتوا بفكرة النقاب!!. وكلامهم يناقض أيضا سيرة أمنا السيدة عائشة –رضي الله عنها- والتي يقولون إنها كانت منقبة. فقد خرجت ولم تقر في بيتها بعد إنتقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرفيق الأعلى، وشاركت في الحياة السياسية مع الصحابة الكرام وكان لها صوتا مسموعا بينهم. فكيف يتعرف عليها الناس في ذلك الزمان وهي كانت منقبة وتغطي وجهها معهم كما يزعمون.
فالنقاب هو عادة إجتماعية أكثر من شرع. والله تعالى يدعو النساء للإحتشام للمحافظة على عفافهن. والعفاف والحشمة أكثر من زي وكونه حجاب يغطي الرأس والجسد كعادة فقط. وللمرأة الحرية لتختار ما يجلب لها رضاء الله تعالى، والله تعالى يريد تقواها من قلبها.
تخيل فقط يوما كل نسائنا صرن منقبات، وتخيل كيف سيكون شكل حياتنا؟. فالمجتمعات التي تعامل فيها المرأة كأنها شئ غريب ومثير وجالب للشهوة وآلة جنسية ولا تحظى بحقوقها وولا تشارك بفعالية في المجتمع عادة تكون متخلفة و يتفشى فيها مرض عقدة المرأة. والإسلام ينظر إلى تكامل المجتمع بين النساء والرجال. و علينا جميعا أن نعرف إن دين الله يساوي بين المرأة والرجل وكل له حدود و لديه واجبات وحقوق. فالمجتمع لايمكن أن يسير برجل واحدة. فإذا كان الذكور الرجل اليمني فإن الإناث هم الرجل اليسرى.
وإذا كان المجتمع يسود فيه النقاب فهذا شأنهم فالكل حر في ما يختار من زي يلبسه. ولكن لماذا الإنفصام. فنجد الكثير من المنقبات يكن في بلادهم ملتزمات به، ولكن إذا سافرن لمجتمعات مفتوحة نجدهم ينزعونه نزع غرائب الإبل و يتبرجن ويغالين في المكياج، وكأنهن يردن تعويض الكبت والتغليف والسواد. فلا نريد نسائنا أن يكن بوجهين، فكل الأزياء تقدير نسبي وتسير بحسب تقاليد وعادات واعراف المجتمعات المختلفة.
وفي النهاية فالله تعالى يريد المجتمع المتكامل الطاهر الذي يسود فيه العفاف. ((و أن يستعففن خير لهن))، ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا)) [النور]. صدق الله العظيم. وسنة رسولنا الكريم تتطابق تماما مع القرآن الكريم. فلقد كانت آخر وصية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنساء: (إياكم والقوارير)، (استوصوا بالنساء خيرا). ولكننا ضيعنا هذه الوصية وضعنا كمجتمعات وامة معها، وذلك جزاء الظالمين.
*الحلقة القادمة الجمعة بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.