أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عماد الدين أديب .. وصحافة المهلبية!!
نشر في حريات يوم 30 - 03 - 2014


[email protected]
لا شك أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو المصريتين عظيمتين، ولا شك أن شخص عبد الفتاح السيسي عظيم، ولكن!!
يجد المصريون أنفسهم مرة أخرى أمام معضلة الصحافة. فحين قامت ثورة 23 يوليو 1952م، وبعدها بقليل، أمم جمال عبد الناصر كافة الصحف المصرية، ولكن من أدار هذه الصحف المؤممة من الداخل هم نفس الصحفيين "الزبالة" الذين كانوا يتعيشون من موائد الأحزاب الفاسدة، ومن المائدة الملكية!! ولكي يفهم القارئ الكريم ماذا نقصد .. نرجع به لعام 1961م، أرسلت السعوديةفي ذلك العام إلى مصر شخص يسمى حسن الشربتلي (إبنه عبد الرحمن أحد أمناء مؤسسة الفكر العربي "السعودية"!) كي يمرمط عبد الناصر ونظامه عبر هؤلاء الصحفيين الزبالة!! توطن حسن الشربتلي بمصر كمستثمر وأدعى أنه غاضب على عائلة آل سعود، وأشترى عمارة وأصبحت هذه مغناطيسا لكافة الصحفيين المصريين!! الرجل يحمل مئات الآلاف من الجنيهات المصرية في "بقجة" يوزعها يوميا على الصحفيين بالرزم، وصنع من بعضهم حاشية له، فتجد غير المحظوظين بالعشرات محلقين أمام بوابة العمارة وداخلها، وحين يخرج يلهثون خلفه ويتسابقون كي يفتحوا له باب سيارته، وآخر يقبل يده الخ. قد بلغ الحال بهؤلاء الصحفيين المصريين الزبالة أن الف الصحفي مصطفى حمامي قصيدة في حسن الشربتلي في غاية الدعارة والذلة، ونشرتها له مجلة روز اليوسف وقتها!! ولن تصدق نفسك لو قرأت هذه القصيدة.. ونترك للقارئ يبحث بنفسه، ما عليه إلا أن "يقوقل" كأن يضع اسم الصحفي: مصطفى حمامي + حسن الشربتلي!!
أتصل المناصل، ابن حائل، الشهيد ناصر السعيد بعبد الناصر وأخبره بالدور القذر الذي يقوم به حسن الشربتلي!! وقتل الفضول عبد الناصر كي يرى بنفسه هذا الجاسوس السعودي الذي تديره الرياض وواشنطون فأنوا له به، وكان اللقاء طريفا معه، سأل الشربتلي عبد الناصر: "كيف الأمور! يا طويل العمر؟." فقال عبد الناصر فورا: "أمور ايه يا شربات؟!." بخفة الدم المصرية!! وطرده من مصر. برطع الإبن عبد الرحمن حسن الشربتلي في عهد مبارك في مصر، وصنع لنفسه مملكة تجارية لتركيع المصريين منتقما لأبيه الذي طرده الرئيس الخالد ناصر..!!
أقرأ القصة كاملة هنا
http://www.sudaress.com/sudanile/5011
مع الأسف التاريخ يعيد نفسه!! وكأننا في بداية الخمسينيات!!
قبل حدوث الثورتين المصريتين العظيمتين باع الصحفيون المصريون انفسهم بأكملهم لنظام مبارك وتم تجنيدهم بمباحث أمن الدولة المصرية. إلا من رحم ربي!! ونكاد نجزم كلهم!! إذا لم يوافق الصحفي أن يتجند لصالح مباحث أمن الدولة .. فلن يكتب أبدا في الصحف!! وينطبق هذا أيضا على الصحفيات. ولكن أسوأ من الإرتهان لمباحث أمن الدولة باع الصحفيون المصريون أنفسهم لدول الخليج، خاصة للسعودية ولقطر الخ. وكان العراب الأكبر "المتسعود" الصحفي اللص إبراهيم سعدة. في عهد أصبحت صحيفة الإهرام تطبع في داخل السعودية!! وعموما، تخصص إبراهيم سعدة في حلب دول الخليج إلى درجة أن مؤسسة الإهرام "الصحفية" و"الإستراتيجية" في عهده أصبح لديها ديربي للحصين – لزوم "الإحتكاك" بحاكم دبي محمد بن راشد!! فالوصول إلى قلب الأمير الإماراتي يمر عبر تربية الخيول العربية الأصيلة والإشتراك في هذه الإحتفاليات الرياضية!! ولكن للصحافة المصرية "جولات" مع العقيد القذافي لا تخلو من طرافة، فقد أتفق عليه صحفيو "المهلبية" ووزعوا الأدوار فيما بينهم، فمنهم من "يمرمط" القذافي لكي يستعين الأخير ببعض زملائهم المؤيدين له، بينما هؤلاء "المؤيدون" للقذافي يهاجمون دول الخليج لكي يستفيد "الممرمطون" للقذافي من دول الخليج، دواليك، ففي كل حالة خاصة تجد توزيع الأدوار ما بين مهاجم ومدافع.. وهكذا يكسب الجميع من هذه اللعبة المرسومة.
ما الجديد؟
حدثت الثورتان المصريتان بأسرع مما يتخيل الصحفيون المصريون – ونقصد بالطبع صحفيي المهلبية والمجندين بمباحث أمن الدولة المصرية!! ومأ أكثرهم؟!
ماذا فعل صحفيو مبارك؟ أستداروا 3600 درجة مع الثورتين وركبوا الموجة الشعبية، ولكن!!
إخلاصهم لريالات دول الخليج هو هو، واقوى، رغم دفاعهم عن الثورتين!! لقد اعتادوا قبض الريالات من دول الخليج، ولكنهم سقطوا في التناقض وفضحوا أنفسهم واثبتوا إنهم صحفيون زبالة كما ستفهم لاحقا. أحد هؤلاء الصحفيين الزبالة والفاسدين يسمى عماد الدين أديب!! وهكذا يعيد التاريخ نفسه، أمم عبد الناصر الصحف المصرية في الخمسينيات وترك إدارتها لصحفيين فاسدين. واليوم سيعتلي قمة السلطة المصرية احد ألمع الشباب الوطنيين المصريين: عبد الفتاح السيسي!! ولكن مع الأسف سيحكم بلدا معظم صحفيينه فاسدين يقبضون من دول الخليج.. لا يقلون بشاعة عن "مصطفى حمامي" في شيء!!
التناقض السياسي الذي لم يتخيله هؤلاء الصحفيون الزبالة أمثال عماد الدين أديب.. أن تسقط مصر نفسها ضحية إرهاب الإخوان المسلمين والتنظيم الدولي ولاسلفية الوهابية بدفع خليجي!! فقبل ثلاث سنوات، بشكل موازي مع إنفجار الأزمة السورية أبريل 2011م، الصحافة المصرية بكاملها ضد الدولة السورية ورئيسها بشار الأسد!! مؤسسة الأزهر نفسها وحتى الأسبوعين الأخيرين من شهر يونيو 2013م –أيام قليلة قبل سقوط مرسي- كانت تقف في خندق "الجيش السوري الحر"، و"النصرة"، و "داعش"..!!
ما يثبت عمالة الصحف المصرية "لدول الخليج" وما يثبت إنها صحافة زبالة، هو إستمرارية الصحافة المصرية في عدائها لسورية شعبا وجيشا ولرئيسها الأسد بعد الثورتين!! أليس هذا شيئا غريبا؟ ألا يثير التأمل؟ لا تفسير لهذه الظاهرة إلا لكون هؤلاء الصحفيين بائعين أنفسهم لهذه الدول الخليجية. تدفع لهم في السابق مباحث أمن الدولة وبقيت لهم دول الخليج تدفع!! هذه الأزدواجية، أو هذه الخدعة، لم يلحظها الشعب المصري في صحافته، غريبة!! الصحفيون المصريون يؤيدون دول الخليج التي دمرت سورية وتدمر مصر الآن أيضا. ولم تهاجم الصحافة المصرية أردوغان إلا بعد أن بلغ السيل الزبى، وبعد أن أساء أردوغان شيخ الأزهر أحمد الطيب. والذي لديه عقل يعلم، فالجرم التركي في سورية لا يقل عن الجرم الخليجي بل اكبر منه!!
ولإنهم عملاء منذ أربع عقود (اي منذ 1973م).. وخيانة السادات للراحل حافظ الأسد لم تدافع الصحافة المصرية عن أي سوري مطلقا. بل في الثلاث سنوات الأخيرة لن تقرأ مقالة واحدة دفاعا عن سورية!! وكما اشعل التنظيم الدولي الإرهابي النار في سورية 2011م، يشعلها الآن في مصر. ومع ذلك تقف الصحافة المصرية في خندق دول الخليج، حتى إنها لا تنتقد هذا الأبله المدعو نبيل العربي!!
ربما ما ضلل البعض لفهم حقيقة المشهد السياسي مسارعة السعودية والإمارات والكويت بوضع ودائع مالبة بالبنك المركزي المصري، وبعض "البقشيش" للنظام الجديد. فالسعودية مثلا أنفقت عشرات المليارات منذ 1970م في مصر، إن لم تسارع بإحتضان ثورة الشارع المصري تكتيكيا لفقدت كل ما بنته من إختراقات في مصر من تنظيمات سلفية الخ، وجهة أخرى يتركز الخوف السعودي حصرا على ألا تضع مصر يدها في يد سورية مرة أخرى. بينما الإمارات والكويت اللتان تخشيان "مؤامرات" الإخوان المسلمين في بلادهم، تدعمان الإخوان المسلمين سرا في سورية لإسقاط الأسد. فماذا تفهم من هذا النفاق السياسي؟ يدعمون مصر، ويدمرون سورية؟
عميلا المخابرات السعودية أيمن الظواهري وشقيقه محمد اللذان يتزعمان تنظيم القاعدة ينشطان في سيناء، ويعملان في تحالف وثيق مع التنظيم الدولي!! فكيف إذن تدعي الصحافة المصرية ان السعودية تؤيد ثورة 30 يونيو؟ ومنذ متى تدعم السعودية كلب أمريكا الرخيص ثورات الشعوب العربية من أجل الإستقلال الوطني؟ ليست هنالك مقارنة أصلا ما بين الثورة المصرية وثورة تصنعها أجهزة المخابرات، أجلسوا عليها مؤخرا عميلهم الجربان "أحمد الجربا". لا تعجب!! الإدعاءات السعودية المسربة مثل أن "السيسي" صناعة سعودية، وأن السعودية تدعم الثورة المصرية الخ ترفع الحرج عن الصحفيين العملاء الزبالة الذين يقبضون من آل سعود. لذا الصحافة المصرية تدعي الغباء، وتدعي إنها لا "تفهم" ما يدور في سورية، وتستمر في مدح دول الخليج.
وأكثر ما تطبل له صحافة المهلبية بسذاجة هي المطالبة باستعادة "ريادة" الدور المصري، ولا يخلو الطلب طبعا من تقزيم الدولة السورية – لصالح السيناريو الخليجي الصهيوأمركي. الريادة!! كيف؟ يظن هؤلاء الصحفيون البلهاء أن "الريادة" هي محض طبل وزمر صحفي كما أعتادوا. يطبلون فيصبحون رواد!! هذا رغم أن الشعب المصري هو الذي يطالب بإستعادة هذه الريادة!! ولكن قطعا هذه الريادة الإستراتيجية أو الإقليمية لا تأتي من فراغ، مثل إهتزازات الميكروفانات وإستهلاك أحبار الطباعة كما الحالة المصرية!! فمنذ خيانة السادات للسوريين في 22 اكتوبر من عام 1973م أعطى المصريون ظهورهم للقضية الفلسطينية، ولفظوا "اية" مقاومة، وتحولوا إلى وسيط "سلام" إقليمي يسمسر ما بين كل الأطراف، ويقبضون 3.3 مليار دولارا سنويا. وربما يعول هؤلاء الصحفيون البلهاء على حجم مصر السكاني الضخم، ولكن لم يمنع الحجم الصغير لحزب الله من هزيمة إسرائيل مرارا وتكرارا!! الآن لا تخاف إسرائيل مصر كما في السابق، بل ما يرعب إسرائيل حقا هو خط المقاومة إيران وسورية وحزب الله!! ولن يفوت على المحلل أن الصحافة المصرية التي تقبض من دول الخليج تضع هؤلاء الثلاثة المقاومين في خانة "المنبوذين". فأي ريادة إذن ترغبها الصحافة المصرية؟
فعلى الصعيد الجيشين المصري والسوري، الجيش السوري أقوى من الجيش المصري بمئات المرات!! لا توجد مقارنة على كافة المستويات!! أما على مستوى التسليح وصناعته فسورية تتفوق على مصر خسمين سنة!! مصر لا تمتلك تقنية الصواريخ، ولا تمتلك بنية تحتية لصناعة الصواريخ، وكما هو معروف حيدت الصواريخ الإيرانية والسورية ولحزب الله الجيشين الأمريكي والإسرائيلي. فأية ريادة مصرية إذن يمكن أن تتحدث صحافة المهلبية؟
يزغرد الصحفي بائع "المهلبية" عماد الدين أديب، تلميذ مدرسة مباحث أمن الدولة الصرية، أن الريادة المصرية قادمة بإنتقال إجتماع قمة الدول العربية من الكويت إلى القاهرة!!
نقول، ما زال هذا الأبله "الضخم" يحجم نفسه في دائرة الخطب والمايكروفونات، وبعقل عصفور!! لم يفهم بعد أن توازن الرعب التسليحي الاستراتيجي أصبح لصالح إيران وسورية وحزب الله، وليس في صالح الكيان الصهويني منذ إنشائه. وبدلا من أن يتحدث بلغة الواقع الإستراتيجي وتقديرات موازين القوى التسليحية كصحفي محترف، تجده يكرر مقولات المعسكر السعودي، متحسرا أن أمريكا لم تضرب سورية عسكريا، يقول: (حينما قام النظام السورى بحملات إبادة جماعية، مستخدماً السلاح الكيماوى ضد مواطنيه كان الفشل الأمريكى الكامل فى عمل رد فعل حقيقى، وتم إيقاف القطع البحرية الأمريكية فى المتوسط بعدما أعلنت موسكو عن مبادرتها الدبلوماسية الخاصة بالكيماوى السورى!).
لاحظ ماذا يكتب، يقول "حينما قام النظام السوري بحملات إبادة جماعية"، وماذا أيضا؟ "مستخدما السلاح السلاح الكيميائي ضد مواطنيه"..الخ. فهل عماد الدين أديب لا يعلم أن النظام السوري يبيد هؤلاء خوارج العصر كما يفعل الجيش المصري في سيناء؟ وهل لا يعلم أن العصابات الإرهابية هي التي استخدمت الكيميائي؟ بل يعلم، ولكنه صحفي عميل، مرتزق، يكتب لمن يدفع له، ويخدم في معسكر آل سعود.
وحين تقرأ مقالة عماد الدين أديب "الأسد الأمريكي!!"، يصيبك الضحك!! وتشفق على السيسي أن مهمته القادمة جد صعبة زمرهقة بوجود مثل هؤلاء الصحفيين على قمة الصحافة المصرية!! يدعي فيها "الأديب" أن "الأسد الأمريكي" تسامح مع كل أنظمة دول العالم "الشريرة" ما عدا مصر (ينفخ أن مصر دولة خطيرة على الأمن والسلم العالمي، وكأن مصر لديها حدود مع أمريكا وليس مع إسرائيل!! وحين تفحص ماذا أعدت مصر لإسرائيل من صواريخ مقارنة بإيران سورية وحزب الله، النتيجة صفر، لا شيء). ويعترف الصحفي "المتسعود" أن "الأسد الأمريكي" الذي ترجع أصوله إلى غابات كينيا يستأسد على المصريين لكنه ارتعب أمام "الأسد الشامي" السوري!! أما فيما، وكيف، استأسد أسد كينيا على الفراعنة المصريين، يقول "الأديب" الفلتة: (فإن البيت الأبيض يزمجر، والكونجرس يناقش، والإدارة توقف شحنات الطائرات «إف 16» وتؤخر قطع الغيار، وتجمد 200 مليون دولار!!).
بحسبة صغيرة نقارن ونحاسب عقل الصحفي المصري الصغير. فحرب كونية (بل حرب عالمية ثالثة!!) تقودها دول الخليج والناتو وأمريكا، ويدفعون ب 250 ألف إرهابي مجرم داخل سورية من ثلاث وثمانين دولة، وتفتح لهم خزائن الخليج والعالم الغربي من أموال وسلاح، ويساعدهم حوالي 600 قمر صناعي أمريكي تجسسي، ومن مخابرات الدول لا يقل عن عشرين جهاز، أجرموا في حق الشعب السوري، كل هذا لا يكفي في نظر الأرعن عماد الدين أديب!!
يرى الأبله "الإستئساد" في بعض المناقشات اللفظية بالكونجرس، ووقف شحن أربع طائرات أف 16، وتجميد 200 ملوين دولار!!
ألا توافقوني أن عماد الدين أديب إما أبله وإما إنه يخدم في معسكر آل سعود؟ وأن الصحافة المصرية ستكون كارثة على عبد الفتاح السيسي كما كانت كارثة في كل مراحل حكم جمال عبد الناصر؟
السيسي هو رجل المرحلة المصرية فعلا، ولكن القوى المضادة الداخلية التي تعمل لصالح المعسكر الخليجي (أمريكا) جاهزة لتحجيمه، فكيف لم ترى الصحافة المصرية مثلا سوى الإرهاب الدموي الذي أشتعل في مصر. ومتى؟ فقط بدءا من 30 يونيو 2013م. وتعتبر زيارة السيسي لروسيا فيها الكثير من دلالات التغيير القادم في الاستراتيجية المصرية، وأكد السيسي في خطاب إستقالته لترشحه لرئاسة الجمهورية أنه سيحارب الإرهاب ليس فقط في داخل مصر، بل في أي مكان!! وقطعا هذا لن يرضي رعاة الإرهاب الدوليين: "السعودية" و "قطر" ودول الخليج "عامة"، ثم طبعا "أمريكا" و"الإتحاد الأوروبي".
ومما لا شك فيه، أن شخصا وطنيا مثل السيسي، الذي تفوق في المهنية العسكرية، وتخصص في المخابرات العسكرية التي من شؤونها أيضا متابعة "الإستراتيجيات الدولية" ولعبة الأمم، يدرك، ويدرك تماما، أن أنور السادات كان عميلا سعوديا أمريكيا، ويدرك ان حسني مبارك ايضا عميل، ويدرك ان محمد مرسي أيضا عميل. فمثلا أختار العميل السعودي انور السادات حسني مبارك نائبا له طبقا لما رسمته له الإستخبارات السعودية والأمريكية!! أما محمد مرسي.ز جميعنا محظوظين وتابعنا كيف تركب أمريكا عميلا لها – محمد مرسي- حتى سدة السلطة!!
وبالإنتقال من الفيلم المصري الردئ – سيناريو وإخراج عماد الدين أديب، نأتي على مقالة صاحبها الكاتب اليساري الأردني ناهض حتر!! وهو من كتابي المفضلين واقرأ له دائما، ولا أفوت له اية مقالة. يكتب ناهض حذر مقالة بعنان: فضيحة متلفزة، مراجعة تاريخية حان وقتها!! ومسرح الفضيحة خشبة قناة «روسيا اليوم»، أما بطل "الرواية" فهو سفير فتح في القاهرة كمال سعيد فيما يشبه إعترافات!! بينما المسرح السياسي للفضيحة التاريخية ليس القضية اللسطينية فقط بل تضم كل من مصر وسورية في حرب 1973م!! يقةل ناهض حتر:
تتواصل حلقات فضيحة متلفزة؛ سفير منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة، سعيد كمال، يتذكّر… بل قل يقدّم اعترافات، بلا رتوش ولا تبريرات، وليس في ثناياها أي شعور بالذنب: كان السادات واضحاً؛ إنه غير مهتم بانضمام السوريين والأردنيين إلى مفاوضاته مع الإسرائيليين، ولكنه يعتبرها فرصة للفلسطينيين..
وكان رد ياسر عرفات واضحاً: أعطوني دولة في الضفة وغزة، وسأترك لبنان مع المقاتلين، ونجيء، كلنا، إلى القاهرة! عرفات -وفقا لسعيد كمال- أصرّ على استمرار التواصل مع السادات، عبره، وأرسل إلى سفيره الذي تعرّض لحملة من جماعات الرفض، بكلمتين: «نحميك بعيوننا»، واصفاً «جبهة الصمود والتصدي» – التي انبرت دمشق لتأسيسها، مع عواصم عربية أخرى، في مواجهة الحل المنفرد – بأنها «جبهة الخنوع والتردّي»!
(و) كشف سعيد كمال عن لقاء مبكر جداً له مع الاسرائيليين. كان يتبع خطى عصام السرطاوي، تحت اشراف قيادة فتح. يصف رائده بأنه «متنوّر»؛ مَن أيضاً؟ جميعهم «متنوّرون» ما عدا الراحل الكبير جورج حبش!
لن أكرر، هنا، ذكريات سعيد كمال، بل أنصح بمشاهدتها على موقع القناة؛ جوهر ما يكشف عنه أن خيار أوسلو 1993 المستمر، لم يكن ناجماً عن التغيير الحاصل في موازين القوى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وضرب العراق 1991، وإنما كان خياراً قديماً يقع في قلب حرب لبنان، وقد رُفع السلاح، بمقتضاه، في وجه الجيش العربي السوري منذ 1976.
ولكن، دعونا نعود إلى القصة من أولها، وأولها حرب تشرين / أكتوبر 1973؛ أرادها الرئيس حافظ الأسد حرب تحرير، وأرادها السادات حرب تحريك. وقد ترك الثاني الأوّلَ، في عزّ الحرب يخوضها الجيش العربي السوري، وحيداً. كانت حرب تشرين/ أكتوبر، بالنسبة للسادات ونظامه، آخر الحروب، مما وضع الأسد في مواجهة بيئة استراتيجية جديدة: سوريا، وحدها، لا تستطيع أن تخوض حرباً تقليدية مع إسرائيل/ الحلف الأطلسيّ، لكن سوريا ليست في وارد الاستسلام، فكان البديل استراتيجية سورية مثلّثة الأركان: (1) الحرب خارج الأسوار من خلال دعم المقاومة، (2) السعي الى السيطرة على القرار العربي لتلافي وقوعه في براثن الخط الساداتي؛ فكانت «جبهة الصمود والتصدي»، ثم المساعي المثابرة للحفاظ على الحد الأدنى من التضامن العربي في وجه إسرائيل، (3) البناء الداخلي، بما في ذلك، بناء القدرات الدفاعية.
هذه الاستراتيجية المثلثة – بكل تناقضاتها وتعقيداتها – كانت الاستراتيجية الوحيدة الممكنة للدولة السورية. وكانت تقتضي، بالطبع، سيرورة من الصدامات والمساومات في إطار خوض صراع دام.
وعلى كل الجبهات، كان الأسد يدير المعارك، كما يقود طائرته الحربية؛ لا يذهب إلى التورّط وراء استفزازات ثورويّة طفولية أو لئيمة – كما حدث مع الرئيس عبد الناصر في 1967 – ولا يقبل الركوع أمام إسرائيل -كما حدث مع السادات- ولا يتعاطى مع ارتهان الدول والشعوب، بلا تنمية ولا حياة ولا نظام، كما حدث مع «القوات المشتركة» في لبنان. منذ أواسط السبعينيات، تشكّل نهجان عربيان: (1) نهج الوطنية الواقعية في إدارة الصراع – وتمثله السياسة السورية – و(2) نهج القفز عن الصراع إلى أحضان العدوّ – ويمثله النظام المصري وحلفاؤه «المعتدلون»، ومن هؤلاء المعتدلين القدامى جداً: منظمة التحرير الفلسطينية.
الحرب الأهلية في لبنان، في مسارها الأساسي، انفجرت – رغم كل الجمل الثورية – ضد النهج الأول، وبقصد اضعافه، واقتضت تدخلاً سورياً لمنع المذابح الطائفية وتمزيق البلد وتحصين سياق الصراع مع العدوّ. وعندما فشلت تلك الحرب السوداء في تحقيق أهدافها، نشب في الداخل السوري التمرّد الرجعي الإخواني (في حماة 1982م)، وتزامن مع العدوان الإسرائيلي لاجتثاث ظاهرة وقوى المقاومة من لبنان (اجتاحت إسرائيل بيروت عام 1982م)، ومحاصرة سوريا بنظام ومعاهدة 17 أيار؛ الرد السوري كان بالمواجهة ودعم المقاومة، وضرب الرجعية الاخوانية واليمينين، اللبناني والفلسطيني.
استراتيجية (حافظ) الأسد أوصلت لبنان إلى التحرير العام 2000، بينما رحل الرجل من دون أن يوقّع كما وقّع السادات وعرفات والملك حسين؛ وحين يئس التحالف (العربي) الغربي الرجعي من ميول الوريث بشّار (الأسد)، وأدرك أنه مصمم على السير في الخط المقاوم نفسه، في لبنان وفلسطين والعراق، انفجرت في وجهه «ثورة» الأرز… وتواصلت حتى 2011، وتعاظمت الطعنات، وأكثرها لؤماً طعنة حماس.
في بلاد الشام قوتان: سوريا وإسرائيل؛ وصراعهما كان محور العقود الأربعة الفائتة، ولا يزال… هو البوصلة: كل خطوة بعيداً عن دمشق تساوي خطوتين نحو أحضان تل أبيب!
أنتهى هنا الكاتب ناهض حتر، نقلا عن صحيفة الأخبار اللبنانية (التقدمية اليسارية)، وهي من أفضل الصحف العربية قاطبة. وحين نقول اليسار، لا نعني ذلك اليسار الطفولي الذي يتعلق بالألفاظ اليسارية ويشاغب بها!!
ولنا بعض الملاحظات!!
أولا أن ياسر عرفات نفسه يهودي، صنيعة إسرائيلية زرعتها المخابرات الصهيونية في قيادة دائرة النضال الفلسطيني ودفعه نحو لا شيء!! ومثلي يصدق هذه الحقيقة!! فاليهود، زرعوا آل سعود في أرض الحجاز، مكة والمدينة، فهل يغلبهم زرع "مناضل فلسطيني"؟ آل سعود يهود بلا شك. أدخل هنا لتعرف أن ياسر عرفات يهودي وصناعة يهودية:
http://www.arabtimes.com/osama2/doc16.html
وما نستفيد منه في هذا الإستعراض، أي المقارنة ما بين الدور المصري والسوري بعد وفاة جمال عبد الناصر 1970م، أننا نكتشف ان الدور السياسي المصري ساذج، مكبل بالعمالة والإختراقات والأنانية، ولا تقارن مساهمات مصر بمساهمة سورية الكبيرة مطلقا. فمثلا كل حروب الشعب المصري كانت حروبا من أجل مصر نفسها لا من أجل فلسطين، بدءا بالعدوان الثلاثي 1956م لتأميم مصر قناة السويس، وحرب 1967م لتأديب جمال عبد الناصر ووقف تنمية مصر بتحريض الملك فيصل لليندون جونسون، ثم حرب 1973م من أجل تحرير سيناء المصرية، وليس لتحرير فلسطين.
نقول ذلك، لأننا لم نرى شيئا جادا في مصر مثل بناء تكتيك وإستراتيجية كما فعَّلها الراحل حافظ الأسد، وتقطف الآن الشعوب العربية ثمارها، وحتى صدام حسين ونظامه كانا صناعة سعودية أمريكية، كذبة كبيرة. فلولا تخطيط الراحل حافظ الأسد وصمود سورية الآن لأنتهى الإقليم العربي كله في يد الصهاينة و"غربانهم"!! لذا يمكنك أن تضحك وتضحك من أمثال عماد الدين أديب الذي يفتش عن الريادة المصرية الضائعة، ولا تستبعد أن هذه الريادة المطلوبة هي سحب الريادة الحقيقية من خط المقاومة اي سورية. وإلا قل لي كيف تظل هذه الصحف المصرية المأجورة تهاجم سورية الأسد وإيران وحزب الله؟ ولولا صمود هؤلاء الثلاثة ماذا تعني الريادة حقا؟
موجهات التغيير الاستراتيجية في مصر قطعا لا يرسمها أمثال الصحفي الأبله عماد الدين أديب، بل سيرسمها عبد الفتاح السيسي والشعب المصري. فالرجل –السيسي- إلى الآن يرعب أمريكا والعواصم الغربية ودول الخليج!! وفشلوا جميعهم في قراءة عقله ماذا ينوي أن يفعل مستقبلا، ولن يفهموا حقا حتى يعتلى حكم مصر. ولكن هنالك مؤشرات عديدة تثبت وطنيته، وإحترامه لإرادة الشعب المصري – ومن الأهمية إستناده على هذه الإرادة مستقبلا لتحرير مصر من الاتفاقيات السابقة مثل كامب ديفيد- التي عقدها الحكام المصريين العملاء – وهكذا يفهم لجوء السيسي للشعب المصري إستعداده لتغيير كبير في مسار مصر!!
وكي لا يغتر أمثال الأبله عماد الدين أديب، فحزب الله وسورية فعلا الكثير بدون مصر في أربعة عقود، ويمكنهم الإستغناء عن مصر لأربعة آلاف سنة، فحزب الله وحده تمكن من هزيمة إسرائيل بدون مصر، بل بدون مشاركة فعلية لسورية!! والآن تخيلوا أن ينضم لخط المقاومة كلا من العراق ومصر؟ فيصبح الخط المقاوم فضلا عن سورية وإيران وحزب الله أيضا مصر والعراق؟ لذا السعودية لا تكل ولا تمل في إرسال العصابات المجتونة لتمزيق العراق، وفشلت السعودية في إسقاط سورية.. وان أذتها، ولكن الجيش العربي السوري سليم.
الآن كل الآنظار تتجه نحو عبد الفتاح السيسي هل تنضم مصر لخط سورية إيران العراق حزب الله المقاوم؟ هذا هو الرهان الحقيقي لمصر!!
ولا أظنني مخطيء… فزيارة السيسي لروسيا لم تك سوى جس النبض كأن تصبح مصر في دائرة الشراكة الإستراتيجية الإقليمية تحت مظلة روسيا الإتحادية ودول البريك الخ. فمسار كل من الشريكين روسيا وسوريا.. اثبتا نجاحا لا تخطئه العين في تحييد الشر الصهيوني والغربي معا!! وتمتين العلاقة والشراكة الإستراتيجية الإيرانية الروسية في إزدياد!!
ولكن يظل السؤال الكبير حائرا: إن لم تتغير الصحافة المصرية وأن تتوب من العهر السياسي، فمن يستطيع على الأقل تحييدها؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.