نظم اهالي بورتسودان وقفة احتجىاجية امس على قرارات والي الولاية بتجفيف المدارس لصالح المستثمرين . وكان والي ولاية البحر الاحمر محمد طاهر أيلا أصدر قرارات بمصادرة أكثر من عشرة مدارس حكومية من مراحل الأساس والثانوي في مدينة بورتسودان وحدها. ويأتي القرار في اطار خطة للاستفادة من المواقع المميزة لتلك المدارس لصالح مشاريع إستثمارية . ومن بين المدارس التي تمت مصادرتها مدارس تاريخية كبري مثل مدرسة (الحكومية) الثانوية للبنين التي تم انشاؤها منذ ما قبل الاستقلال بالاضافة لمدارس نموذجية أخري مثل وسط المدينةبنين وبنات ( أساس) والشرقية بنين وبنات ( أساس) والبربري الثانوية وغيرها. وإنتقد معلمون تلك القرارات واعتبروها الخطوة الاخيرة في سلسلة جهود ومخططات الوالي لوأد الخدمات التعليمية المتدهورة في الولاية. وطالبوا الولاية بوقف قرارات المصادرة فورا وترك المنشات التعليمية التي لم تساهم فيها حكومة الانقاذ ولا بطوبة وشأنها، طالما ان اولويات الحكومة لا تقوم علي تقديم أي خدمات تعليمية أو صحية للمواطنين. ووصف المعلمون الذين تحدثوا ل ( حريات ) ما يقوم به الوالي بالبلطجة علي الممتلكات العامة في ظل سيطرته الكاملة علي الولاية بصورة غير مسبوقة وتحويلها لضيعة خاصة به وأعوانه ومقربيه من عديمي الكفاءة علي حد قولهم. وأكد المعلمون ان فجوة كبري ستحدث في الاجلاس وغيره من مستلزمات العملية التعليمية اذ ان تلاميذ تلك المدارس سيتم تحويلهم لمدارس أخري مما سيؤدي لحالة من التكدس غير المحتمل في المدارس الاخري التي تعاني أصلا من شح خدمات المياه والفصول والكراسي والحمامات. وحذر المعلمون من انهيار التعليم الحكومي بشكل نهائي في الولاية والاتجاه نحو التعليم الخاص بشكل نهائي وكامل في ولاية يعاني معظم سكانها من الفقر المدقع. وندد المعلمون بما وصفوه بالعقلية الاستثمارية الطفيلية التي يبني علي اساسها والي الولاية أولوياته والتي لا تهتم بالانتاج الحقيقي وتتجاهل ضرورة تقديم الخدمات الحكومية لصحالح العملية الانتاجية نفسها ، بل تقوم علي بيع الولاية ومنشاتها ومؤسساتها واحدة تلو الاخري.