إنتقد الأستاذ فاروق أبوعيسى رئيس هيئة قيادة قوى الإجماع الحكم بالإعدام والجلد على الدكتورة مريم يحي إبراهيم بمحكمة جنايات الحاج يوسف أمس. وقال أبو عيسى في تصريح ل (حريات) : إن هذا الحكم يدل على أن الأخوان المسلمون لا يرعوون ولا يتعلمون من التجارب ، فقد سبقت لهم تجربة تكفير الأستاذ محمود محمد طه والحكم عليه بالردة وقتله بدم بارد في أيام النميري والتي كانوا وراءها ، وهي التجربة التي عملت جرحاً عميقا في التسامح السوداني والنقاء والصفاء السوداني وأساءت للفهم المتقدم والتسامح الصوفي للاسلام السائد في ربوع السودان . افتكرنا الاخوان المسلمين يتعلمون من تجربة الأستاذ محمود محمد طه المرة ولكن هذا لم يحدث. وقال أبو عيسى إنه من الثابت الآن فيما عدا قلة من المتطرفين من المفكرين الاسلاميين، جميعهم مجمعين على أنه لا جريمة للردة في الاسلام ، وهذا قال به كثير من الفقهاء والأسافير مليئة باجتهاداتهم والآيات القرانية والأحاديث التي تنفي جريمة الردة في الاسلام، فالإسلام ينص على مبدأ حرية الاعتقاد (لكم دينكم ولي دين) وهو مبدأ مصان بالقران وليس باحاديث مشكوك في ثباتها واصوليتها. وإنتقد أبو عيسى الحكم وقال إن شعب السودان ليس متجاوباً مع الحملة ضد هذه الشابة وهو متضامن معها وكاشف لهذه اللعبة ، وقال إنها واحدة من اجراءات عديدة يعمل فيها تيار متمكن في النظام من أجل تخريب الحوار. وعدد أبو عيسى عدداً من التصرفات التي تأتي ضمن هذه الإجراءات التعسفية قائلا: بدلاً عن التعلم من التجارب المرة بالأمس يعملوا هذه الفعلة القبيحة والشنيعة في حق السيد الصادق المهدي ويتهمه البرلمان بالخيانة العظمى مع أنهم هم الخائنين الذين انقلبوا عليه وعلى الدستور في صبيحة 30 يونيو. نحن نحمد لجهاز الأمن أنه هذه المرة لجأ للقضاء بدلا عن الاعتقال والتعذيب والتنكيل في مواجهة ما يقول الآخرون لكنهم في نفس الوقت حركوا البرلمان وعمل إدانة للسيد الصادق المهدي بالخيانة العظمى وهم الذين انقضوا على الشرعية والذين ارتكبوا جريمة الخيانة العظمى. ومن الإجراءات التي يقومون بها كذلك عملية الضرب بالسكاكين والسواطير على طلابنا في القضارف والبحر الأحمر والخرطوم، وتشريد طلاب جامعة الخرطوم أمس، ويعد ما حصل على مريم قضية ثالثة وكلها قضايا تثار في شكل دخان ليلخبط الساحة السياسية التي انفرزت تماما. وقال أبو عيسى : نحن ندين هذا الذي ذهب اليه المؤتمر الوطني ومتعسفيه الذين اطلقوا المهووسين وكل مصادر الهوس الديني في جعبتهم لإثارة ما اثاروه بالامس. نحن في قوى الاجماع الوطني والمعارضة جميعا تشاورنا وسنبني سداً منيعاً لحماية هذه السيدة التي عندها طفل صغير وفي بطنها طفل صفير عمره 8 أشهر، ولكنهم لا يفكرون في الاثار النفسية والانسانية التي تقع عليها عندما تواجه بحملة شريرة وعدوانية من هذا النوع، لعنة الله عليهم إنهم لا يعرفون الله ولا الوطن ولا الإنسانية ولا يعرفون شيئا غير التشبث بكرسي السلطة، وهؤلاء هم الأخوان المسلمون منذ عرفناهم قديما وحتى الآن. وأكد أبوعيسى على الإجراءات التي سيتخذونها لبناء ذلك السد المنيع بالقول: سنكون هيئة واسعة من كل القوى السياسية، نحن المحامين الديمقراطيين ومحامي الاحزاب لدينا تقاليد محترمة جدا في قضايا السياسية والعقيدة إذ ننبري للدفاع لمن تقدم لهم تهم من هذا النوع ونقف سدا واحدا لتوفير حق المحاكمة العادلة والدفاع الكامل لمثل هذه القضايا ذات الطابع السياسي والفكري. وسوف نضم لنا كل النشطاء والمنظمات النسوية والحقوقية العاملة من أجل صيانة حقوق الإنسان. وذكر أبو عيسى إن أمامهم استخدام حق النقض في المحكمة العليا لأن الحكم غير مؤسس تاسيساً شرعياً حقيقياً، والذين يحاولون اثبات الحكم هم من مهاويس النظام الذين ادمنوا التهريج باسم الدين. وشرح بأن المحكمة اعطتها مهلة حتى تضع حملها وستمتد المهلة لسنتين بعدها فهناك فرصة لكل القوى المستنيرة ورجال الدين الشرفاء ان يرفعوا راسهم ولا يقبلوا السكات على مثل هذه الاساءات للسودان والإسلام والسودان مليء بامثال هؤلاء.