طالب الرئيس أوباما الزعيم الليبي معمر القذافي بالتنحي عن السلطة الآن قائلا إنه وحكومته يجب أن يخضعا للمحاسبة على انتهاكاتهما للحقوق الإنسانية واستعمال أساليب وحشية ضد الشعب الليبي. وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الرئيس أوباما أعرب في محادثة له مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم 26 شباط/فبراير عن قلقه الشديد من استمرار الحكومة الليبية في انتهاك الحقوق الإنسانية والمعاملة الوحشية التي ترتكبها ضد أبناء الشعب الليبي. وأضاف بيان البيت الأبيض أن “الرئيس قال إنه عندما تصبح الوسيلة الوحيدة لزعيم ما للبقاء في السلطة هي استخدام العنف الجماعي ضد شعبه بالذات، فإنه يكون عندئذ قد فقد شرعيته في الحكم وعليه أن يقوم بالعمل الصائب من أجل بلده، وهو أن يغادر الآن.” وكان أوباما قد صرح للصحفيين في وقت سابق من يوم 25 شباط/فبراير بأن “الحكومة الليبية تواصل انتهاكها للحقوق الإنسانية للشعب واستعمال الوحشية ضده، وأن التهديدات الفظيعة استقطبت عن حق شجبا شديدا وواسع النطاق من المجتمع الدولي.” وكانت هذه أول مرة يطالب فيها أوباما القذافي مباشرة بالتنحي عن السلطة التي ظل يتبوأها طيلة 42 عاما. وجاءت مطالبته في الوقت الذي فرضت فيه الولاياتالمتحدة عقوبات مالية جديدة وحظرا على سفر القذافي وأعضاء حكومته وأفراد عائلته وعشرة آخرين من أقرب أعوانه وحاشيته. يذكر أنه يجتاح حاليا ليبيا صراع مدني بدأ بثورة سليمة ضد الحكومة في 15 فبراير. ويقع الآن معظم النصف الشرقي من الدولة الشمال أفريقية التي تحد البحر الأبيض المتوسط وتقع بين مصر وتونس، تحت سيطرة الليبيين الثائرين. إلا أن الاقتتال في الشوارع والمظاهرات قد امتدا إلى أطراف العاصمة الليبية طرابلس. وشددت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون على موقف الرئيس أوباما مرددة القول إن الشعب الليبي يريد تنحية القذافي عن السلطة. وأضافت كلينتون في تصريح لها في 26 فبراير قائلة “لقد قلنا دائما إن مصير حكومة القذافي مسألة يعود تقريرها للشعب الليبي. وعندما تصبح وسيلة زعيم ما الوحيدة للبقاء في السلطة هي استخدام العنف الجماعي ضد شعبه بالذات، فإنه يكون عندئذ قد فقد شرعيته في الحكم وعليه أن يفعل الصواب بالنسبة لبلده وهو أن يتنحى الآن.” واستطردت كلينتون قائلة إن “القذافي فقد ثقة شعبه وعليه أن يرحل دون مزيد من سفك الدماء والعنف.” وقد غادرت كلينتون الولاياتالمتحدة الأحد 27 فبراير متوجهة إلى جنيف حيث ستجتمع بوزراء الخارجية من دول الاتحاد الأوروبي وروسيا وغيرها من الدول ومبعوثين من الدول العربية والأفريقية للتداول حول ما يمكن اتخاذه من تدابير إضافية. وستلقي كلمة يوم الاثنين 28 شباط/فبراير في مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان حول الأزمة المتفاقمة في ليبيا ووضع حكومتها. وستكون هذه أول مرة يخاطب فيها وزير خارجية أميركي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقد أجرت كلينتون قبل مغادرتها مشاورات هاتفية مع المفوضة السامية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وغيرها من الحلفاء الأوروبيين. ومن المقرر أن يزور أمين عام الأممالمتحدة بان كي- مون البيت الأبيض يوم الاثنين 28فبراير لإجراء محادثات مع الرئيس أوباما. وتحدث أوباما أيضا إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغيره من القادة نهار 25 شباط/فبراير. هذا وقد فرضت الولاياتالمتحدة حظرا على تأشيرات السفر لكبار المسؤولين الليبيين وأفراد أسرهم وسترفض أي طلب جديد منهم للحصول على تأشيرات. وتم تجميد كل الأصول والودائع والحجز على كل الممتلكات التي تخص القذافي وحكومته وأربعة من أعوانه وأفراد حاشيته. كما أغلقت الولاياتالمتحدة سفارتها في طرابلس وعلقت بعض الصفقات التجارية العسكرية المحدودة بين البلدين. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة “سوف تقف بثبات إلى جانب الشعب الليبي في مطالبته بحقوقه العامة وبحكومة مستجيبة لطموحاته. ولا يمكن حرمانه من كرامته.”