الأثنين 28 فبراير 2011م…… قابلني (أشرف عبدالعزيز) وأخبرني مبتئساً: إنه ذهب لزيارة أبوذر بالسجن، ورفضوا له مقابلته، بحجة أنه صحفي، وأرجعوه من البوابة الشمالية، وكرّ راجعاً للبوابة الجنوبية، طالباً زيارة أبوذر، ولكنهم تعللوا بأن اللوائح تمنع زيارة الصحفيين للسجن!!!!!!!. تحدث أشرف والدهشة تعلو وجهه، رغم معرفته، بأن الصحفيين ممنوعين من زيارة السجن، من أول لحظة دخلوا فيها السجن!!!!!، ولكنه أبدى دهشة كبيرة، وأضاف، أنه يجب أن يكون هنالك تحرك، وألا يركن الصحفيين لمثل هذه القرارت المعيبة والغير قانونية، فالزيارة حق لكل شخص، ولا يجب استثناء الصحفيين منها!!!!!!!. استطرد أشرف قائلاً: إنه، يعتقد أن الاتحاد العام للصحفيين يجب أن يتحدى مثل هذه القرارات وأن يفعل شيئاً إزاءها، وذلك لأنها استهداف واضح للمهنة!!!!، قلت له، أوافقك، الرأي، وخاصة أن الوضع السائد، قبل أن تُسجنوا، كان الصحفيون يزورون سجن كوبر، ولم يحدث أن تم منعهم من الزيارة!!!!!!!. قال أشرف: هذه، أوامر وتعليمات صدرت من جهاز الأمن، وقاموا بإملاءها على إدارة السجن، كما أنه فعلياً، جهاز الأمن هو الذس يسيطر على السجن، فيمنع من شاء ويسمح لمن شاء!!!!!!!!!. وتعجبت فيما ذكره أشرف، فمن ناحية تقنية، جهاز الأمن هو مؤسسة والسجن مؤسسة أخرى مستقلة ولها أدوار ومسئوليات منوطة بها، وتنفصل تماماً عن جهاز الأمن، ولا تتبع له بأي مستوى من المستويات!!!!!!!. وتساءلت متعجبة، لماذا يتدخل جهاز الأمن في الشئون الإدارية لسجن كوبر ويتحكم بها؟؟؟؟؟؟ ولماذا تسمح له الإدارة، بأن يملي عليها قرارته وتعليماته؟؟؟؟؟؟ هل يحكم جهاز الأمن، فعلاً، كل المؤسسات الحكومية دون استثناء؟؟؟؟ ولماذا يتمدد جهاز الأمن هكذا دون حسيب أو رقيب؟؟؟؟؟؟ وما هي سلطات إدارة السجون في ذلك، ولماذا تذعن له، بدلاً من أن توقفه في حده؟؟؟؟؟ هل يتحكم جهاز الأمن حتى على مستوى الوظيفي للأفراد ويمرر تعليماته عبرهم؟؟؟؟؟ وإذا لم يستجيبوا لتعليماته، هل يقوم برفدهم وصرفهم من الخدمة دون أن يراجعه أحد في ذلك؟؟؟؟؟. قلت لأشرف: أنه، ليس من السهل على اتحاد الصحفيين أو مجلس الصحافة أو غيرهم، أن يغّير الواقع الذي رسمه جهاز الأمن، وذلك على غرار، ما باليد حيلة!!!!!!!!!، كما أن الصحفيين، قد قبلوا بهذا الوضع منذ المحاكمة، فقد تم إقصاءهم من المحكمة، بصفتهم المهنية أولاً، وإقصاء صحفهم كذلك، ولم يحرك أحد ساكناً!!!!!. قال أشرف: إن تحكم جهاز الأمن، في كل دواوين الدولة، يجعل من الصعب تحدي قراراته، وينعكس ذلك على مصير الأفراد، الذين أصبحوا يخافون من أن تصيبهم شروره، ويفقدوا وظائفهم، أو يتضرروا في أنفسهم!!!!!!!!. قال مبتئساً، إنه سوف يحاول جاهداً، حتى إن فشل، ولكن لا يمكنه تقبل هذا الوضع!!!!!!!!!. وتحيرت فيما سيفعله (أشرف) لوحده، فهو الآن، ممنوع من زيارة السجن الذي قضى به عاماً كاملاً، بحجة إنه صحفي!!!!!!!، وذهبت بتفكيري، إنه إذا اجتمع الصحفيين وحاولوا مواجهة الوضع لنجحوا في فك الحصار والضغوطات المفروضة عليهم!!!!!!!!!. وقلت في نفسي، تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً، وإذا أفترقن تكسرت أحاداً!!!!!!!!.