الأحد 20 فبراير 2011م….. ذهبت أمس لزيارة أبوذر بالسجن وتقابلت مع (أشرف والطاهر) الذين يفترض أن يطلق سراحهم بعد غداً، لإكمالهم عاماً بالسجن!!!!!!. تهللت أساريري غبطةً، عندما رأيتهم، وقلت لهم بفرح شديد: تبقى لكم فقط يومان للخروج وسوف تتركون أبوذر لوحده!!!!!!!. أجابني الطاهر وأمارات التجهم تعلو وجهه، أنه يفترض أن يخرج بعد غدِ من سجن كوبر من البوابة الشمالية، لتتم إعادته بالبوابة الجنوبية ولعنبر الشرقيات (عنابر جهاز الأمن)!!!!!!!. أضاف أشرف: بأنه يوافقه فيما ذهب إليه، وخاصة أن أفراد المؤتمر الشعبي الآن مستهدفين وما زالت هنالك حملات اعتقالات واسعة بالخارج، ولن يتم استثناءنا منها!!!!!!!!. توقعت أن تعشعش عليهم الفرحة والسعادة، ووجدت بدلآ الحزن واليأس والتشاؤم مكانها!!!!!!!!!!. شعرت بالخوف والفزع من حديثهم، وتلاشت فرحتي التي لم تدم أكثر من لحظة، وتحيرت في توقعهم الرجوع للسجن مرة ثانية، ومن عدم شعورهم بالأمن!!!!!!. تعجبت لحديث أشرف والطاهر وأحسست بالكدر والحزن الذي يملأهم، ومن شعورهم بعدم الاطمئنان ومن القلق الذي يبدو عليهم!!!!!، وقد خلت نبراتهم من أمارات الفرح والسرور، خاصة لخروجهم من السجن بعد انقضاء عام كامل!!!!!!!!، وأصبح شغلهم الشاغل الذي يسيطر عليهم، أنهم حتماً سوف يرجعون للسجن مرة ثانية!!!!!!!!. تألمت لشعورهم بعدم بالأمن والأمان!!!!!!!!، وتساءلت في نفسي، أإلى هذا الحد، أصبح الشخص لا يشعر بالأمان في نفسه؟؟؟؟؟؟ أين العدل والعدالة من ذلك؟؟؟؟؟ وما ذنبهم بعد أن قضوا عاماً ظلماً بالسجن أن يرجعوا له مرة ثانية؟؟؟؟؟؟ ولماذا وإلى متى سوف يستمر هذا الظلم يحيط ويحدق بنّا من كل جانب؟؟؟؟؟؟ ولماذا يتخذ هذا الاستهداف السياسي ويتلبس هذه الصورة البشعة البغيضة؟؟؟؟؟ وما ذنب الأبرياء ليدفعوا ثمن أخطاء أشذاذ العقول؟؟؟؟؟؟؟ وإلى متى سيكون الخلاف السياسي سبباً وحجةً لتصفية الأحقاد والتشريد والتنكيل؟؟؟؟؟؟ وإلى متى سيستمر هذا العنف والظلم والظلامات ؟؟؟؟ وإلى متى سيصحبنا هذا الشعور المقيت بأننا لا نأمن على أنفسنا أو أُسرنا؟؟؟؟؟؟. كنت أعرف أن سجنهم كان خطأً كبيراً، وأنهم قضوا عاماً كاملاً بالسجن دون ذنب جنته يداهم، والآن يتعمقهم إحساس بالعودة من جديد!!!!!!!!. وذهبت بتفكيري إلى أسرهم الذين ينتظرون قدومهم بفارغ الصبر!!!!!!، وقد خبرت مدى المعاناة للأسرتين، إذ يأتون مسافرين إلى سجن كوبر لزيارتهم!!!!!!!، وطيلة العام الذي قضوه بالسجن، ظلت أسرهم تسافر بعيداً وتحضر مرة بعد أخرى لزيارتهم!!!!!، وأستطيع أن أتكهن مدى فرحتهم بخروجهم الذي طال انتظاره عاماً كاملاً!!!!!!!!!، ولكني لا أستطيع أن أعلم إلى أي مدى ستكون صدمتهم قاسية ومصيبتهم وفاجعتهم كبيرة عندما يعلمون أن عمر الفرح قصير ولا يدوم إلا للحظات!!!!!!!. تحيرت في نفسي، وشعرت بالأسى والحزن، من الشعور المؤلم الذي يسيطر على نفسية الطاهر وأشرف، من انعدام التمتع بالحرية وفقدان الأمن والأمان!!!!!!!!، وتأسيت أكثر على حالهم، فبعد أن فقدوا وظائفهم في صحيفة (رأي الشعب) بعد إغلاقها، سيواجهون بمشكلة أكبر وهي أين يمكن أن يجدوا وظيفة؟؟؟؟ وأي الصحف يمكن أن تقبلهم بها؟؟؟؟؟ وخاصة مع ماضيهم وسجلهم مع جهاز الأمن؟؟؟؟؟؟ فهل يجرؤ أياً من رؤساء التحرير بضم أشرف والطاهر إلى طاقمه؟؟؟؟؟؟ وكيف ومن أين سوف يتعيشون؟؟؟؟؟؟. وأحسست بأن رأسي يكاد أن ينفجر من فرط التفكير فيما ستؤؤل إليه الأمور معهم بالخارج!!!!!!، وفي المستقبل القاتم والمظلم الذي ينتظرهم!!!!!!!، فبعد كل الظلم الذي تعرضوا له، ينتظرهم ظلم أكبر بالخارج!!!!!!!!!. وعرفت أن أكثر المتآسين من سجن أشرف والطاهر هو أبوذر، فقد كان دائماً ما يتحسر على سجنهم، وعامهم الذي قضوه ظلماً، ويظل يردد: أنا الذي كتب المقال، فماذا ذنب أشرف والطاهر ليسجنوا عاماً كاملاً!!!!!!!!!!. شعرت بأنني أرغب بالانفجار في البكاء والصراخ بصوت عالِ من هول المأسأة التي عاشوها ومن الظلم الذي سيتربص بهم بالخارج حال خروجهم!!!!!!، وقلت في نفسي، لأي شئ سوف يفرحون، للملاحقات والتشريد التي سوف يتعرضون لها من جديد!!!!!!!!، أو لعدم تمكنهم من الحصول على وظيفة!!!!!!!!، أو لفرحة أسرهم التي لن تدوم طويلاً!!!!!!!!!. ووجدت لهم العذر، في شعورهم بالكدر والحزن وفي إحساسهم بعدم الأمن والأمان والاطمئنان!!!!!!. احترت في أمري ولم أجد ما أفعله أو أقوله سوى، لا حول ولا وقوة إلا بالله العلي العظيم!!!!!!!!.