قال المتحدث الرسمي باسم حركة العدل والمساواة، أحمد حسين، الذي ل( الشرق الأوسط) إن الخطوة التي أعلنها مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين بإجراء استفتاء إداري لمعرفة إن كانت دارفور ستصبح كما هي أم إقليما واحدا مرفوضة، واصفا الحكومة بالمعزولة، وأنها في حالة هستيريا وتخبط، وقال ( نعلم أن هناك صراعات داخل نظام الخرطوم، والخطوة التي اتخذها غازي صلاح الدين تعبر عن ذلك الصراع)، مشيرا إلى أن حركات دارفور ينسق بعضها مع بعض إلى جانب اتصالات تجريها مع القوى السياسية لاتخاذ مواقف مشتركة. وقال إن حركته لا تستجدي الحكومة للتفاوض معها، داعيا الوساطة إلى اتخاذ مواقف واضحة باعتبار أن أمر الاستفتاء ضمن أجندة التفاوض ولا يمكن أن يتخذ طرف موقفا ويمليه على الآخرين، وتابع ( المقصود من خطوة الخرطوم نسف العملية التفاوضية في الدوحة، خاصة أن الوساطة قدمت ورقة أجندة للتفاوض، من ضمنها الاستفتاء في دارفور) ، وقال إن الخرطوم يبدو أنها وصلت إلى اليأس وأنها كانت تحاول تنفيذ استراتيجية السلام من الداخل بعد أن رفضها المجتمع الدولي. من جانبه، قال كبير مفاوضي حركة التحرير والعدالة تاج الدين نيام ل( الشرق الأوسط) إن الحكومة السودانية تراجعت عن المفاوضات، وإنها تحاول احتواءها، مشيرا إلى أن حركته أبلغت الوسيط الدولي المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي وممثل الاتحاد الأوروبي حول تصريحات مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين، وقال ( ننتظر خطوات الوساطة وسنبحث مع الحركات الأخرى لتنسيق المواقف) ، داعيا الحكومة السودانية لتغيير مسؤولها في ملف دارفور غازي صلاح الدين، الذي وصفه بالفاشل، مشيرا إلى أن مسؤول ملف دارفور اتخذ 3 مواقف متناقضة؛ أولها ورقته حول السلام من الداخل، والثانية بسحبه وفده من المفاوضات في ديسمبر الماضي، وآخرها إعلانه إجراء الاستفتاء قبل التوصل إلى اتفاق سلام. وأضاف أن الخرطوم لا تستطيع أن تنفذ أي استفتاء قبل الوصول إلى اتفاق سلام شامل في دارفور، وإعادة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية، وإجراء إحصاء سكاني في الإقليم، وتشكيل لجنة للاستفتاء بإشراك الحركات المسلحة والقوى السياسية وبمراقبة إقليمية ودولية. وقال إن المواطنين سيختارون ما إن كانوا يريدون إقليما واحدا أم الإبقاء على 3 ولايات. وشدد على أن المجالس التشريعية في ولايات دارفور الثلاث لا يمكنها أن تتخذ الخطوة، لأن أعضاءها تم انتخابهم بالتزوير، وقال ( الخرطوم طعنت أهل دارفور من الخلف، وإنها أرادت أن توجه ضربة قوية للمفاوضات في الدوحة، وإنها غير راغبة في تحقيق السلام). واعتبر نيام أن الخرطوم تحاول استغلال التطورات في الإقليم ودول الجوار، في إشارة إلى تغيير النظام في مصر والأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية، إلى جانب تحسين علاقاتها مع تشاد، وقال إن التطورات الجارية في الإقليم ستكون لها تأثيراتها على مواقف الخرطوم. وأضاف (لكنها لن تكون في صالحها على المدى البعيد، لأن ما حدث في القاهرة أو غيرها تغيير ضد الأنظمة الديكتاتورية، وأظن أن الخرطوم ضمن تلك الأنظمة).