*كلام السبت الذي قصدنا أن يكون خفيفا على الأذهان والنفوس المرهقة وجد قبولا لمسناه من خلال التعليقات والاتصالات والملاحظات الشفاهية بل صارت هناك ملاحقة من كل الأعمار للكتابة فى الشأن الانساني والاجتماعي والعاطفي. *لكن تلاحظ اننا حتى عند تناولنا لهذه المسائل ننسى ابناءنا وبناتنا الشباب ونحن نجتر تجاربنا ومشاكلنا وقد كنت على وشك الكتابة عن بعض مشاكل المراهقة الثانية والثالثة قبل أن يشدني احد الأبناء الشباب وهو يروي لي حكايته المؤثرة. *وجدت أن قصة هذا الشاب تشكل ظاهرة اجتماعية انسانية قديمة متجددة عايشنا بعضها بأنفسنا عندما كنا شبابا وربما هي نفسها بعض اسباب ظاهرة المراهقة الثانية والمراهقة الثالثة التى تثقل كاهل الكبار ايضا. *عدد كبير من الشباب عاش تجارب عاطفية صادقة وحميمة واخلاقية وهم يتطلعون لبناء حياتهم الاسرية ويعدون عش الزوجية قشة قشة لكن للاسف كثير منهم لا يستطيعون اكمال مشوارهم الاسري نتيجة للظروف الاقتصادية الاصعب وصعوبة الحصول على وظيفة وحتى من يحصل على وظيفة فإن عائدها لا يكاد يكفي حاجاته الشخصية. *في مثل هذه الظروف الاقتصادية الأصعب التي تكون الفتاة قد تعلق قلبها بشاب مثلها يبادلها نفس المشاعر بصدق واخلاص قد اجبرتها ذات الظروف على الارتباط بآخر تقدم لأسرتها بعد أن اعد نفسه للزواج وكثيرا ما تتم صفقة الزواج دون اعتبار للمشاعر او الأحاسيس أو حتى القبول النفسي. *هكذا تصبح الخسارة مشتركة بل ثلاثية الأبعاد رغم مظاهر الفرح الخارجية حتى وإن تماسك الشاب (المشوكش) او تظاهرت الفتاة بالسعادة وتدخل الحياة الزوجية في سلسلة من التعقيدات النفسية والاجتماعية وتتراكم وتكبر حتى تحيل الحياة الاسرية (المصطنعة) الى جحيم. *اننا نعلم انه ليس بالأحلام وحدها يعيش الإنسان وتبنى الأسر لكن تظل شروط الرحمة والمودة بين الزوجين اساس الحميمية الأهم لتأمين السعادة في اجواء الاسرة لكن من الضروري ايضا أن يعلم الشباب أن الحياة لا تتوقف عند فشل اول تجربة فالحياة لا تنتظر اليائسين والمحبطين ولابد من مواصلة المشوار وتجديد الدماء في شرايين القلوب حتى تتفتح ازهار الحياة من جديد. *وحتى نساعد الشباب من الخروج من حالات الاحباط واليأس لابد من الأخذ بيدهم بمسؤولية أكبر تجاههم بإلحاقهم بعجلة الحياة مهنيا واجتماعيا لأنهم كل مستقبلنا.