قال مسؤول جنوبي ان ميليشيات احرقت يوم السبت 5 مارس قرية في اقليم ابيي المتنازع عليه في السودان. ووقع الحادث بعد يوم واحد من اجتماع عقد بين قادة من كل من الشمال والجنوب بهدف انهاء القتال الذي قال احد التقارير انه اسفر عن مقتل اكثر من 100 شخص. وقال تشارلز ابيي المتحدث باسم ادارة اقليم ابيي ل (رويترز) ( الميليشيات ذهبت الى تجالي واحرقت كل الاكواخ التي وجدتها هناك) . وقال ( هذا يظهر نية الحكومة في محاولة احتلال المنطقة بأكملها. وهذا هو سبب طردهم للسكان من كل الجهات. لقد نزح سكان القرى في الجزء الشمالي من ابيي ) وقال رئيس إدارية منطقة أبيي دينق أروب لصحيفة ( الشرق الأوسط) إن الرئيس السوداني عمر البشير لا يسعى لحل مشكلة أبيي وإنه ظل يراوح حولها طوال السنوات الخمس الماضية من عمر الفترة الانتقالية. وأضاف «البشير في ذهنه أنه لا يريد حلا لمشكلة أبيي ولا يهمه استمرار القتال في المنطقة»، وتابع «أنا بصفة شخصية أحمل البشير مسؤولية حاضر ومستقبل المنطقة لأنه هو وحده الذي يؤخر حل المشكلة من دون سبب»، وقال إن مؤسسة الرئاسة لن تصل إلى حل لأنها لا تسعى إليه، متوقعا اندلاع حرب جديدة بين الشمال والجنوب بسبب عدم التوصل إلى حل لمشكلة أبيي، وقال «الحرب أصلا قائمة في أبيي». وتتبع إدارية أبيي مؤسسة الرئاسة مباشرة. وقلل أروب من نتائج الاجتماع الذي التأم أول من أمس في أبيي وضم إلى جانبه مستشار البشير للشؤون الأمنية صلاح قوش، والي جنوب كردفان أحمد محمد هارون، ووزيري الداخلية في حكومتي الشمال والجنوب، ومسؤول ملف أبيي في المؤتمر الوطني الديرديري محمد أحمد وممثلي بعثة الأممالمتحدة في السودان، وقال إن الاجتماع قرر تشكيل آلية لتنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها في كادوقلي عاصمة جنوب كردفان في يناير الماضي خلال 48 ساعة. وأضاف أن الآلية بالنسبة لدينكا نقوك لا تشكل أهمية لحل القضية ما دام ليست هناك إرادة سياسية متوفرة من الحكومة المركزية في الخرطوم وحزبها الحاكم المؤتمر الوطني، وقال إن الاجتماع لم يقدم أي شيء ملموس لأن النيات غير صادقة من قبل الخرطوم، داعيا إلى نزع السلاح من الدينكا نقوك والمسيرية على حد سواء. وأضاف «لكن الحكومة في الخرطوم لا تريد هذا الحل وتستمر في تسليح ميليشيا المسيرية من خلال الدفاع الشعبي التابع للقوات المسلحة»، معتبرا أن وجود قوات ميليشيا الدفاع الشعبي لمسلحي المسيرية والتابعة للقوات المسلحة في شمال أبيي ستقود إلى تجدد القتال في المنطقة، وقال «هناك وجود كثيف لقوات الدفاع الشعبي وتم تسليحها بأسلحة ثقيلة من قبل القوات المسلحة وتم نشر الميليشيات في المنطقة الشمالية لأبيي وهذا يشكل تهديدا لاستقرار المنطقة»، مشيرا إلى أن ميليشيا الدفاع الشعبي المنتشرة لا تستطيع القوات المشتركة من جيشي الشمال والجنوب أن تقف في مواجهتها في أي معركة قادمة، وتابع «لا بد من سحب تلك القوات.. لكن الخرطوم لا تسعى إلى السلام في المنطقة بدءا من عدم تنفيذ اتفاقية أبيي وقرار المحكمة الدولية حول ترسيم الحدود وانتهاء بشن حرب مستمرة في المنطقة». واعرب مجلس الامن الدولي عن (عميق قلقه) بشأن الارتفاع الذي شهده هذا الاسبوع في مستوى العنف في اقليم ابيي الخصيب بوسط السودان والذي يطالب به كل من الشمال والجنوب. وتبقى مسألة السيادة على الاقليم أحد اهم مصادر النزاع بين شطري السودان قبل انفصال الجنوب المنتج للنفط والمتوقع في التاسع من يوليو. وصوت الجنوبيون الذين يدين أكثرهم بالمسيحية وبديانات تقليدية بأغلبية كاسحة لصالح الانفصال عن الشمال في الاستفتاء الذي أجري في يناير والذي كان في اطار اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الشمال والجنوب والتي أنهت عقودا من الحرب الاهلية مع الشمال ذي الاغلبية المسلمة. وترك تحديد مصير ابيي في الاتفاقية مما اشعل التوتر بين قبائل عرب المسيرية التي تعيش على رعي الماشية وبين قبيلة الدينكا نقوك وكلاهما يستخدم المنطقة في الرعي. وقالت هوا جيانج المتحدثة باسم قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام في المنطقة ان القوة تلقت تقارير عن الهجوم وانها ارسلت دورية لتقصي الامر. وذكر فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ان اكثر من 100 من قوات الشرطة الجنوبية قتلوا في القتال الذي اندلع في قرى الى الشمال من مدينة ابيي يوم السبت. وقال (اعلنا في وقت سابق عن 70 ووردت لاحقا تقارير عن 36 اخرين) والتقى قادة بارزون من كل من حكومة الشمال وحكومة الجنوب في ابيي يوم الجمعة 4 مارس من أجل تأسيس لجنة لدعم اتفاق سلام وقع في وقت سابق. واندلعت الحرب بين السلطة المركزية في الشمال وبين الجنوب لاسباب عرقية وايديولوجية ودينية وتنموية وتسببت في مقتل نحو مليوني شخص واجبار اربعة ملايين اخرين على النزوح .