تحصلت (حريات) على صورة للانذار القانونى الذى وجهه المحامى معاوية خضر الامين – كوكيل عن وكالة رورو للخدمات التجارية التى يملكها عبد الجليل علاء الدين يعقوب – لوزير المالية السابق على محمود . ويكشف الانذار القانونى بتاريخ 7 سبتمبر الجارى بان وزير المالية السابق على محمود عبد الرسول اشترى منزله بالرياض بمبلغ مليون وثمانمائة وخمسين ألف دولار ! وقال معاوية خضر الأمين محامي وكالة عقارات لصحيفة (الأهرام اليوم) ان المبلغ تم دفعه بالدولار في عاصمة دولة خارجية. وكعادة طفيليى الانقاذ الذين لا ينتهى طمعهم عند حد ، (مكر) على محمود على سمسار العقارات فى عمولته البالغة 5% مما قاد الى الفضيحة الموثقة الحالية . وسبق ونشرت (حريات) قائمة بقطع أراضى على محمود (مرفقة). كما سبق ونشرت صورة لقصره بحى (المجاهدين) بالرياض ، وصورتي قصرين آخرين له بحي المجاهدين وشارع القيروان . و ذكر وزير المالية في حوار مع صحيفة (السوداني) بتاريخ 22 يونيو 2011 انه يتبع ( سياسة تقشفية) على مستوى احتياجات أسرته ! وأظهر نفسه بمظهر محدود الدخل الذي ينتظر متبقي (نثريات) السفريات الخارجية ، وأدعى بأن موارده الخاصة تنحصر في مرتبه كوزير مالية الذي يبلغ مع كل البدلات ( 11 ألف و 165جنيه) واستثمارات محدودة تدر له – بحسب قوله – مابين 5 – 6 ألف جنيه شهرياً . وأدان في الحوار نفسه رئيسه عمر البشير باقراره بأن البشير يعطي كل الوزراء (2) ألف جنيه كل فترة ، ليؤكد محدودية دخله . وقال ان نسائه الثلاث (لاحظ الثلاث، منتهى التقشف!) يشتكين من غلاء الأسعار ! والفساد في الانقاذ فساد بنيوى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، وتؤكده شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.