المبعوث السابق وليامسون: ما يحدث في الحدود مثل (باب جهنم) إن فتح يصعُب إغلاقه …. نيوميديانايل-خاص- واشنطن: حثّ السيناتور دونالد باين رئيس لجنة أفريقيا في الكونغرس الأميركي إدارة أوباما على إستخدام “العصا” عوضا عن الجزرة. باين الذي كان يتحدث أمام معهد بروكنز في واشنطن قال إن: “غرايشن وأوباما قدموا بعض التنازلات لتشجيع الخرطوم على التفاوض، وتم التفاوض ب(الجزرة) أكثر من (العصا). نريد زيادة العقوبات او شيئا يؤذي المؤتمر الوطني”. وأرجع ذلك إلى أنه: “ليس هناك أذى مباشر على الخرطوم الآن، يجب أن تكون هناك خشونة في المفاوضات حتي يعلموا بأننا جادون معهم”. واستطرد: “إدارة أوباما بسياستها الجديدة تحمل الجزر لنفس النظام الذي إحتضن بن لادن الشخص الذي حاول إغتيال الرئيس المصري مبارك. ونحن ما زلنا نتحدث الفرصة تلو الاخرى”. تابع: “اتفق مع قرنق عندما قال إن هذا النظام مشوه بصورة لا تمكن من إصلاحه”. باين امتدح مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي، وأشار إلى أن المؤتمر: “خلق شعور بالوحدة في الجنوب. وهذه خطوة إيجابية من الحركة الشعبية والجيش الشعبي. سلفاكير التقي جنرالات الجيش الذين كانوا على خلاف معه، وأعلن العفو عنهم، الأمر الذي جعلهم متوحدين حول هدف واحد الآن (أي الإستفتاء).” وقال السيناتور باين إن نظام (البشير) إستخدم الطيران لتدمير الجنوب لكنه لم يفلح في تدمير روح الجنوبيين المعنوية- على حد تعبيره. وكشف باين عن أن حلم الراحل الدكتور جون قرنق كان السودان الواحد، لكن موته أضاع ذلك الحلم- على حد ذكره. وأضاف: “جون قرنق وقع الإتفاقية بفترة إنتقالية ست سنوات لجعل الوحدة جاذبة لكن الخرطوم فعلت العكس بجعل الوحدة غير جاذبة”. ورأي باين أن المؤتمر الوطني يريد تمزيق الإتفاقية، ورفض التعاون لحل قضايا رئيسية قبل الإستفتاء، وأفشل مفاوضات أبيي على حد تعبيره. ووصف مشكلة أبيي ب”المشكلة الخطيرة”، مضيفا: “لاسيما أنه تبقي للإستفتاء ثلاثة أشهر. ومفوضية ابيي لم يتم تعينها بعد”. واستطرد: “الخرطوم ما زالت تلعب، وعرقلت تنفيذ بعض بنود إتفاقية السلام الشامل. وهو نفس النظام الذي إرتكب الإبادة الجماعية الأولى، وغير معروف متى سوف يحل مشكلة دارفور. وما يحدث في دارفور إبادة جماعية صامتة”. وتوقع باين أن ينفجر عنف هائل في الجنوب بسبب ما أسماه: “إرسال النظام لإسلحة لدعم المليشيات الجنوبية لزعزعة إستقرار الجنوب. لان النظام يريد أن يقول أن الجنوب فشل في حكم نفسه”. لكنه عاد ليقول: “سلفاكير نجح في تهدئة الوضع، وسياسة النظام في زعزعة إستقرار الجنوب فشلت”. من جهته، قال السفير ريتشارد وليامسون، المبعوث الأميركي السابق إلى السودان أن مشكلة السودان الحقيقة هي إنعدام الهوية القومية. وأضاف: “هذا الأمر كان موجودا منذ الإستعمار البريطاني، والقبائل النيلية في الشمال ترى بأنها عربية ومسلمة، وتم تهميش جبال النوبة ودارفور وجنوب السودان… وقادة ما بعد الإستقلال واصلوا في سياسة المستعمر في التهميش والعنصرية والنتيجة هي ما نراه الآن”. وأمنّ وليامسون على حديث باين بشأن دارفور بالقول: “إن ما حدث في الكنغو يحدث الآن في دارفور حيث الإبادة البطيئة”. وحذر وليامسون من إنتشار قوات الشريكين على الحدود ما بين الشمال والجنوب. وأضاف: “ما يحدث الآن في الحدود ما بين الشمال والجنوب مثل باب جهنم، وعندما تفتح باب جهنم يُصعب عليك إغلاقه”. وأردف: “قيادة تلك القوات اذا أطلقت العنان لها سوف تكون إشكالية”. وتساءل وليامسون: “لماذا لا تريد حكومة الخرطوم السلام؟ رد علي أحد السياسيين: بالنسبة لهم هذا هو السلام… السبب هو انهم بعيدون عن العنف، والعنف لم يزر الخرطوم بل يزور الأبرياء والقري في في دارفور وجنوب السودان وجبال النوبة”. ووصف وليامسون سياسة الدولة الغربية الدبلوماسية تجاه السودان خلال الثمانية عشر شهرا الماضية بأنها “خالية من الجوهر”. وقال إنها: “أرسلت رسائل خاطئة”. وأوضح: “عندما أصدرت محكمة الجنايات الدولية قراراً بإتهام البشير بإرتكاب جرائم إبادة جماعية لم يحدث شىء من الدول الغربية سوى (نحن نؤيد قرارات الجنائية!)”. وأردف: “إدارة بوش والإدارة الحالية والكونغرس قالوا ما يجري في دارفور إبادة جماعية لكن لم يحدث شيئاً. وعندما تم طرد ثلاثة عشر منظمة إنسانية من دارفور كان الإحتجاج الغربي متوسطا. وعندما إتفق الشريكين على الذهاب إلى لاهاي بشأن أبيي لم تنفذ الخرطوم قرار لاهاي، والغرب لم يقل اى شىء”. وكشف وليامسون عن أن سبعين في المئة من النفط يقع في الحدود الجنوبية الموازية للشمال التي لم يتم الإتفاق بشأن تبعيتها بعد- على حد قوله. وتابع: “قضايا ما بعد الإستفتاء مثل إتفاقية مياه النيل والحدود والجنسية لم لم يتم الإتفاق عليها بعد”. وأكد وليامسون على أن المسالة الجوهرية تكمن في الإتفاق حول عائدات البترول ما بين الشريكين. وإقترح وليامسون الإتفاق مع الشمال بتصدير البترول عبر خط الإنابيب مقابل نسبة معينة من عائدات البترول تستمر لمدة خمس او عشر سنوات. وأرجع ذلك إلى أن: “الجنوب اذا أراد تصدير البترول عبر كينيا يحتاج الى سنوات لبناء خط أنابيب”. ورجح وليامسون أن ما يعرقل الإتفاق هو: “نسبة للعنف في الماضي وإنعدام الثقة لذلك لم يحدث تقدم في المباحاثات”. في سياق آخر، قال وليامسون إن رئيس حكومة الجنوب إستخدم أموال النفط بحكمة ودفع بعض الأموال لقادة المليشيات الجنوبية الذين إختلفوا معه- على حد تعبيره.