استطلعت (حريات) مزيداً من ناشطات المجتمع المدنى حول اغتصاب عناصر من حامية تابت العسكرية لاكثر من ( 200) امرأة بقرية ( تابت ) الجمعة 31 أكتوبر ، وننشر ادناه افادات الناشطات . الدكتورة ماجدة محمد احمد على (فى يوم الجمعة هجم جنود من حامية تابت بشمال دارفور على قرية تابت وقاموا على مدى أربعة ايام باغتصاب 200 امرأة وشابة وطفله …….والقرية مواطنيها سودانيين ونسائهم سودانيات وبناتهم سودانيات ودارفور فى دولة السودان !. وبتعريف علماء النفس ان من يقوموا بجريمة الاغتصاب معادين للمجتمع ولديهم احساس بالكره والخوف مما يقودهم الى الرغبة فى إثبات قوتهم بإذلال وإيذاء النساء المغتصبات للانتقام والثأر! اما بالنسبة لضحايا الاغتصاب فيصابوا بصدمة نفسية تعرف بمتلازمة الاغتصاب (Rape Trauma Syndrome) فالأثر النفسى قد يبقى مدى العمر نتيجة للانتهاك الجسدى والعاطفى والمعنوى المرتبط بأساس العلاقة الحميمية الانسانية بين الرجل والمرآة وبالتالى يدمر الكرامة الانسانية للضحية وتظل تعانى من تلك الاضطرابات النفسية التى قد تمتد لفترات طويلة من عمرها او قد لا تزول. لقد اصبح الاغتصاب من الممارسات الانتقامية ضحيتها المرأة خاصة فى دارفور واستشرت فى العديد من المناطق وأصبحت المرأة نازحة او عاملة او ناشطة او طالبة هى الوسيلة للتشفى والتهديد من قبل المليشيات وحاملى السلاح والقوات الاممية فى الاقاليم والسلطات فى المدن. فكيف يستقيم الامر ونصف بنى السودان تمتهن كرامته وينتهك عرضه اما بالاغتصاب او التهديد بالاغتصاب وكرامة الانسان هى شرفه ومنزلته التى خلقه الله عليها. فقد انزلت الاديان السماوية باعثه للكرامة الانسانية وحافظه لها بما جاءت به من مبادئ سامية تصون للإنسان حرمته وترعى كرامته وتضعه فى المنزلة التى انزلها الله اياه مكرما مكفول الحقوق جميعا. وقد ورد فى القرآن الكريم ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)الإسراء (70). وفي الإنجيل المزمور الثامن: (جَعَلْتهُ أَدْنَى قَلِيلاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَداكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَجَمِيعَ الْمَوَاشِي، وَوُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ أَيْضا) مزمور5:87 فهذه الصلة بين الإنسان وخالقه هي أساس كرامته وما يتمتع به من حقوق أساسية راسخة، كفيلها رب العالمين والتى لا يجوز لفرد ولا للمجتمع ولا للدولة ولا لأي مؤسسة بشرية النيل منها. أى مهانة هذه وأى عرف وأى عقيدة تجعل الجيش الذى يفترض به ان يكون حامياً للوطن بكل بنيه ورمز عزتنا وكرامتنا يفعل ما فعل ؟! ماذا سيكتب عنا التاريخ يا ترى ؟!!!). أ. حليمة عبد الرحمن (مؤسف ما يحدث للنساء في دارفور من هتك لاعراضهن واتخاذهن مطايا لكسر عين أهلهن، وآخره الأخبار الواردة من منطقة تابت بشمال دارفور، باغتصاب 200 امرأة وبنت وطفلة. كانت هناك في السابق مزاعم قوية بوجود انتهاكات جسدية عانت منها نساء دارفور، وكانت الحكومة تنفي بشدة هذه المزاعم. الآن، وبعد ان ثبت باعتراف ضابط وجود انتهاكات في القرية المعنية، واوصلت الأخبار الواردة عبر الوسائط الاجتماعية الأمر إلى مرحلة الإنتهاكات الجماعية لما يقارب مائتي امراة، هذا الحدث يدفعنا إلى الاعتقاد بصحة المزاعم السابقة. عليه لابد من استنهاض الهمم الشعبية بقطاعيها النسوي والرجالي للدفع في اتجاه ايجاد اجراءت رادعة للحد من مثل هذه الظاهرة التي لن تكون حادثة تابت هي الأخيرة فيها، طالما انها ليست الاولى. فالاغتصاب، ايا كان موقعه، انتهاك صارخ لحقوق الانسان، و جريمة مكتملة الأركان، مرفوضة في الشرائع السماوية والوضعية. وهي في حالة تابت، كما في حالة مناطق اخرى من اقليم دارفور المنكوب بالحروب والنزاعات منذ 2003 او في اي رقعة جغرافية ايا كانت، حرب على النساء وأسرهن ومجتمعاتهن. والمؤسف حقا أنها باتت جزءاً لا يتجزأ من الأعباء اليومية التي تعطل مسيرة حياة المرأة الفاعلة وتكبلها بقيود المعاناة الاجتماعية والاقتصادية والبدنية والنفسية الآنية والتالية. باختصار الاغتصاب اعدام نفسي للمرأة وموت بطئ لها ومعرقل لدورها الفاعل في بناء المجتمع وفي قيام أي مبادرة مستقبلية نَزَّاعة إلى بناء السلام والصلح ورأب صدع النفوس (الموكوءة بالغبائن). بدلا عن اجراءت الحكومة الامنية الفطيرة من قفل المنطقة ومنع قوات الاممالمتحدة من الوصول اليها، ثم مسلسل اعتذار قائد الحامية ، والاسراع إلى تكذيب الحدث بعد خمسة أيام من وقوعه، كان احرى بالسلطات فتح المنطقة للاعلام بنوعيه التقليدي الرسمي والخاص والالكتروني، وتكوين لجنة مستقلة لتقصي الحقائق و السعي إلى توفير الرعاية الصحية والنفسية والاقتصادية للنساء المعنفات جسديا في مناطق الحروب. أي اجراء خلاف ذلك يعد غضاً للطرف عن معاناتهن وأعطاء الضوء الاخضر بجعل اجسادهن ساحة معركة غير متكافئة. اشدد على الاجرائين المذكورين ، فاما أن تظهر الحقيقة وتنصف الضحايا او توأد الاشاعة في مهدها كما تدعي الجهات الرسمية، إن كان في الأمر اشاعة. اي أجراء خلاف ذلك يعني مزيدا من تفتيت النسيج الاجتماعي والحكم على هؤلاء النساء والبنات والطفلات الضحايا بالفقر المؤبد والتنميط المجتمعي الخ.. ولابد من سن القوانين الرادعة لانتهاكات حقوق الانسان والنساء بصفة خاصة، خاصة في مناطق النزاعات والاخذ بيدهن نحو التعليم والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمعاتهن وسودانهن بدلا عن سوقهن سوقا إلى معركة غير متكافئة.ولا يتحقق ذلك إلا بالوقفة القوية المتضامنة لنساء السودان للأخذ بايدي بعضهن البعض نحو التفاعل المجتمعي مع كل قضايا النساء والنائ بهن عن كل ما يمس كرامتهن وينتهك انسانيتهن ويقعد بهن عن الامم الناهضة). أ . ناهد ادريس (ان التعتيم علي هذه الإنتهاكات السافرة يجعل الباب مفتوحا أمام نظام الانقاذ الظالم لممارسة مزيد من الانتهاكات القمعية اللا انسانية في أواسط نساء السودان لا سيما دارفور حيث تعاني النساء من ويلات الحروب والصراعات والنزوح والفقر. أتطلع واطالب منظمات المجتمع المدني بممارسة مزيد من الضغط علي المجتمع الدولي منظمات حقوق الانسان وحماية المرأة والطفل لتسليط الضوء وفضح هذه الإنتهاكات الفظيعة اللا انسانية ردا لكرامة المرأة بقرية تابت وكل دارفور والسودان ، ونرجو أن تعمل المنظمات علي العمل علي تحقيق العدالة لهؤلاء النسوة اللائي يعشن ظروفا انسانية قاسية …).