هددت حكومة الخرطوم بطرد البعثة الاممية في دارفور (يوناميد)، أمس الجمعة 21 نوفمبر. وكان مجلس الامن الدولي طالب حكومة الخرطوم السماح لبعثة اليوناميد دخول قرية (تابت) وإجراء تحقيق (اكثر شفافية) بشأن الإغتصاب الجماعي الذي وقع من قبل القوات الحكومية ، نهاية أكتوبر. وقال عبدالله الأزرق وكيل وزارة الخارجية إن حكومته طلبت رسمياً من بعثة ال (يوناميد) إعداد خطة لمغادرة البلاد ، مدعيا أن الأوضاع قد استقرت في دارفور ، ولكنه إستدرك قائلاً : ان ذلك لا يعني أن البعثة ستحزم أمتعتها وترحل، مشيراً إلى أن مغادرة البعثة ستستغرق وقتا طويلا وتعتمد علي عملية اجراءات طويلة ومتعارف عليها دوليا. وأضاف الازرق عقب لقائة بسفراء الاتحاد الاوربي والقائم بالاعمال الامريكي وعدد من ممثلي المنظمات الدولية العاملة في الاقليم، ان حكومته تقدمت بطلب مكتوب لمجلس الامن تطالب فيه بمغادرة البعثة لدارفور . وكان الازرق قد هدد نائب رئيس البعثة الاممية أبيدون بيشوا في اجتماع التأم بينهما بما وصفة ب (العواقب الوخيمة) علي البعثة في حال إستمرارها طرح قضية (تابت) وإصرارها علي دخول المنطقة من جديد. مهددا بان الحكومة لا تضمن سلامة أفراد فريق التحقيق في حال زيارته لتابت نسبة لما وصفه بغضب مواطني المنطقة جراء اثارة قضية اغتصاب نساء وطفلات المنطقة. وفي اطار استمرار الابتزاز للبعثة والمجمتع الدولي نظمت نساء المؤتمر الوطني في الفاشر تظاهرة نسائية طالبت بطرد البعثة وحماية مواطني تابت مما وصفوه بالاشاعات المغرضة من قبل المنظمات الدولية وبعثة اليوناميد. وقال مراقب سياسي تحدث ل ( حريات) ان الحكومة تقود حملة تعتمد علي محورين أساسيين الاول عن طريق الابتزاز والتهديد للبعثة وكافة المنظمات الدولية ، والمحور الاخر عن طريق إرهاب أهل المنطقة والعمل علي إخفاء كافة آثار الجريمة التي تمت نهاية أكتوبر من قبل جنود الحامية العسكرية في تابت. وكان (راديو دبنقا) نقل عن شهود عيان من داخل المنطقة أمس الأول ، ان الحكومة قامت بنقل معظم جنود البعثة الي الفاشر ومناطق أخري وعينت قائدا جديدا للحامية. وقام القائد الجديد بارغام كافة سكان المنطقة علي اداء اليمين بعدم الادلاء باي معلومات بشأن ما حدث في تلك الليلة. وتوقع موظف أممي سوداني في حديثه ل (حريات) ان تستجيب البعثة لإبتزاز الحكومة حتي في حال السماح لها بدخول تابت مرة أخري، لا سيما في ظل الاخفاء المتعمد لاثار الجريمة. وسبق وتوصلت مراجعة داخلية أجرتها الأممالمتحدة الشهر الماضي إلى أن بعثة (يوناميد) لم تقدم لمقر الأممالمتحدة في نيويورك تقارير كاملة عن هجمات على مدنيين وقوات حفظ السلام وإتهمتها بإخفار تقاريرها عن الإعلام . وكانت د. عائشة البصري المتحدثة السابقة لليوناميد قالت انه من الصعب التوصل للحقائق والأدلة التي تدين جنود الحامية بعد مرور أكثر من أسبوعين علي الحادثة. وأوضحت ان الفترة الطويلة التي أعقبت جريمة الاغتصاب الجماعي تجعل من المستحيل اثبات الاغتصاب من خلال الفحوص الطبية التي تجري في مثل هذه الحالات. مضيفة ان أجواء الارهاب المفروضة علي المواطنين لن تتيح امكانية الادلاء باي شهادات حقيقية بشأن الجريمة. يذكر ان حكومة الخرطوم هددت في أكثر من مناسبة بطرد القوات الاممية من دارفور، وكان المشير عمر البشير نفسه قد هدد بطرد البعثة قبل عدة أعوام.