إنتقد الخبير الإقتصادي وعضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي د. صدقي كبلو تصريحات المشير البشير الأخيرة حول مشروع الجزيرة والتي نعت فيها مزارعي المشروع بأنهم "ترباية شيوعيين". وقال كبلو: (هي تهمة لا يردُّها الحزب الشيوعي إنكاراً ولكنه شرفٌ لا يدعيه) مضيفاً بأن كل ما فعله الشيوعيين هو مساعدة مزارعي المشروع في تنظيم أنفسهم وتكوين إتحاد مزارعي الجزيرة، وفنَّد الإدعاء بأن المشروع فاشل منذ الستينيات بأنه "قول غير صحيح من الناحية التاريخية المحضة"، مردفاً بأن المشروع بدأ تدهوره في السبعينيات بسبب العجز في آليات الري، رغم محاولات مهندسي هيئة الري والوزارة، والتي مثلت أزمة حقيقية للمشروع، إذ أصبح الري أزمة هيكلية نتجت بسبب التوسع الأفقي بزيادة مشروع المناقل دون وضع إحتياطي ري وبسبب عدم شق قنوات جديدة بعد قيام الروصيرص،. وقال: (ومع ذلك لم تؤثر هذه المعضلة في مقدرة المزارعين على الإنتاج) حيث ظلَّت الحكومات المتعاقبة تنظر للمشروع كمورد للنقد الأجنبي بالميزانية، دون أن تعمل على تحديثه و"مكننته"، بل إتخذت قراراً في منتصف الستينات بتكثيف الزارعة بالجزيرة وأدخلت محاصيل جديدة كالقمح والفول بدون إدخالها في نظام الشراكة، وأشار إلى أن (42%) من دخل المشروع كان يرجع إلى خزانة الحكومة من الدخل الصافي بعد خضم الحساب المشترك. وأضاف بأن الطامة الكبرى التي شهدها المشروع كانت إدخال الحساب الفردي بناءاً على توصية البنك الدولي، حيث لم تكن الحكومة تقدم سلفيات للمزارعين بل كانت إدارة مشروع الجزيرة تقوم بتمويل كافة العمليات الزراعية وتقوم بخصم كلفتها قبل دفع نصيب المزارع. وأوضح كبلو أن المشروع كان يضم (2) مليون مزارع و(2) مليون عامل زراعي وآلاف الموظفين والعمال.