عدم الاهتمام بالزراعة وضعف التمويل ساهما بصورة كبيرة في تدهور كثير من المشاريع الزراعية بالاضافة الى التوسع الأفقي غيرالمرشد على حساب الغابات والمراعي، وضعف التعاطي الحكومي مع السياسات الزراعية مما جعل الإنتاج الزراعي في البلاد غيرقادرعلى سد حاجة المزارعين أنفسهم. ويبدو أن اعتماد الحكومة على النفط في ميزانيتها العامة بنسبة (70%) جعلها تغمض عينيها عن قطاع الزراعة،وأصبح المزارع أضعف حلقة في دورة الانتاج الزراعي ومنهم من ترك المهنة وآخريعاني حالة اعسارادخلته غرف السجون، ولكن كابوس استفتاء تقريرمصيرالجنوب الغني بالنفط ازعج الحكومة وجعلها تهزجذع الشجرة، وجعل د. عبد الحليم المتعافي وزيرالزراعة ينتفض لانقاذ ما تبقى من مشاريع زراعية، وقال في مؤتمر صحفي بالوزارة أمس الاول ان وزارته وزعت قطاع الزراعة الى (5) قطاعات زراعية وهي القطاع المروي ومساحته (5) ملايين فدان، والمطري الآلي (13) مليون فدان،والمطري التقليدي (22-32) مليون فدان، وهو أكبر قطاع وخطط له ان يسهم في الغذاء والصادر، والمشاريع المختارة كجبل مرة، وغرب السافنا، والقطاع البستاني في وسط وشمال السودان. وقال د. المتعافي ان المشاريع التي تعتمد عليها الدولة في تأمين الأمن الغذائي في البلاد هي (الجزيرة والرهد والسوكي وحلفا والنيل الابيض والنيل الازرق والشمالية ونهر النيل)، وأوضح ان وزارته وضعت الخطط اللازمة لكل قطاع، حيث بدأت الوزارة فعلياً بالقطاع المروي لتأمين حاجة الغذاء المحلي إذ يبلغ الاستهلاك في الغذاء من الحبوب (500.5) مليون طن سنوياً، ولكنه أقربمشاكل تواجه القطاع على رأسها المشاكل الادارية الهيكلية، وأشار الى ان مشروع الجزيرة وحده يحتاج ما بين (8-10) ملايين للتسييرالاداري. واكد د. المتعافي ان الحكومة (خرجت) من مشروع الجزيرة،ليبقى دورها اشرافياً، وترجع ملكية الارض للمزارع فقط،وعلى الحكومة رعاية المشروع ودعمه، واشارالى ان الحكومة تدفع ب (150) مليون دولارسنوياً دعما للمشروع لا تعرف اين ذهبت تلك الاموال؟. وكشف المتعافي عن وضع خطط زراعية لمشروع الجزيرة تقوم بها شركة سعودية وإتضح من خلال الدراسة ان الطريقة التي يعمل بها المشروع يجب ان تتوقف خاصة في مجال المحالج التي قال ان تكلفة اسبيراتها سنوياً تقدرب(7- 8) ملايين دولار، واوضح ان المبلغ يساوي ثلاثة اضعاف سعرالحلج في العالم، وقال ان الدراسة اوصت بتشجيع القطاع الخاص في المشروع،وتخفيف العبء الاداري بالمشروع وان لا يتجاوزعدد العاملين فيه ال(328) فرداً لمتابعة الخدمات، وأكد ان الحكومة شرعت في تنفيذ توصيات الدراسة،ونفذت الخطوة الأخرى بايلولة إدارة الري بالمشروع لادارة المشروع بدلاً من وزارة الري،وشدد على ضرورة فحص التربة لاخذ الاسمدة المناسبة للتربة ما من شأنها الاسهام في زيادة الانتاجية، وقال: (الآن المشاريع كلها مفتوحة للقطاع الخاص)،واوضح المتعافي ان تطورمشروع الجزيرة يحتاج من (4 - 5) سنوات ابتداء من العروة الشتوية المقبلة. وقال ان الهدف هوتحقيق انتاجية عالية والعودة لانتاج القطن بصورة كبيرة، وكشف عن بذورمحسنة للقطن تم استيرادها من دولة البرازيل للتجربة، بالاضافة الى دخول (3) عينات جديدة، واشار الى (10) عينات برازيلية تمت زراعتها في اقدي بغرض التجربة الانتاجية، وقال ان البذورالبرازيلية التي تم استيرادها تتحمل العطش والجفاف. وأضاف يجب ان تؤول ملكية خزان سنار الى ادارة مشروع الجزيرة بدلا من وزارة الري، واكد ان الخزان تم انشاؤه لرى مشروع الجزيرة اصلاً. وأكد المتعافي البداية الجيدة في الموسم بالمشروع، ونفى اي توقعات بحدوث عطش في المشروع هذا الموسم، وقال الآن توجد (134) كراكة تعمل في القنوات تنتظرالمزارعين بدلا من ان ينتظرونها كما كان يحدث من قبل. وأوضح د. المتعافى ان مشروعي السوكي والرهد تديرهما شركة كنانة حيث تمت زراعة (86) الف فدان بنسبة (100%) بمشروع السوكي، وزراعة (300) الف فدان بالرهد، واكد خلو المشروعين من العطش، واشارالى تحول كبير حدث في طريقة الزراعة عبرتبني النمرة بدلاً من الحواشة،وقال ان التحول يلغي التباين بين المزارعين،ويزيد الانتاجية بنسبة (20%) من المساحة، ويسهل عملية الري. واكد المتعافي ان مشروع حلفا الآن زرع (165) الف فدان، وقال ان الموسم المقبل سيرتفع الى (240) الف فدان. ذرة استرالي.. وكشف المتعافي عن ادخال (3) انواع للذرة من دولة استراليا،وجنوب افريقيا، ووصف الذرة بأنها المحصول الافضل للمزارع خاصة من الناحية الربحية، وقال: ادخلنا الذرة الشامية بحوالي (12) الف فدان، والاعلاف التي قال ان وزارته تعمل لانتاجها من خلال تشجيع الزراعة للصادروالحاجة المحلية، واشارالى عينات تحت البحث تختص بالصادر. ودلف وزير الزراعة الى تطوير القطاع المطري التقليدي عبر تحسين البذور، وزيادة الآليات الخفيفة، وشدد المتعافي على ضرورة ادخال القطاع المطري الآلي والتقانة الى صغارالمزارعين، وقال انه تم الاتفاق مع شركة للزراعة الصفرية لكونها المخرج الوحيد للزراعة المطرية الآلية، على حد قوله،وقال ان وزارته تعمل على دعم القطاع الفيضي لزيادة حصاد المياه.