منحت بعثة الاتحاد الأوربي في السودان جائزة (أبطال حقوق الإنسان) لهذا العام 2014 ، لمبادرة ( لا لقهر النساء) وجامعة الأحفاد للبنات ، أمس الأول 10 ديسمبر . وسُلمت الجائزة في إحتقال كبير أقيم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان- 10 ديسمبر – بمقر البعثة في الخرطوم . وشارك في الحفل جمع غفير من قادة ورموز المجتمع من نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني والدبلوماسي على رأسهم سفراء الاتحاد الأوربي، علاوة على ممثلي المؤسستين المكرمتين. كما تخللته مقاطع موسيقية وغنائية من فرقة مدارس الخرطوم للجاليات العالمية (كيكس)، وفرقة الدكتور عبد القادر سالم للغناء المصحوب بالرقص الشعبي. وفي بداية الحفل عزفت فرقة كيسكس موسيقى نشيد الاتحاد الأوربي ونشيد العلم السوداني، ثم تحدث السفير توماس الذي ذكر اهتمام الاتحاد بحقوق الإنسان، وإنهم سيستمرون في تنفيذ المشروعات التي بدأوها ضمن برنامج الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقال إن مناسبة اليوم دعي لها نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني وكل المهتمين بحقوق الإنسان في السودان للنقاش حول مستقبل العمل من أجل حقوق الإنسان في السودان، مؤكداً أن العمل من أجل حقوق الإنسان قد يتخذ أشكال مختلفة فقد يهتم بحقوق النساء أو بالتظاهر السلمي من أجل حرية العقيدة، وقال (إن نزع ملكية الكنائس تشكل انتهاكا واضحا للحرية الدينية وحرية العقيدة، واعتقال المحتجين السلميين كذلك اعتداء على الحق في حرية التعبير وحرية التجمع والتنظيم التي يضمنها كلها الدستور السوداني). وتعرض لحادثة اعتقال الدكتور أمين مكي مدني تحديداً بقوله: (قبل عام من الآن أقمنا ذكرى لرحيل نيلسون مانديلا، احد أبرز الشخصيات في تاريخ الإنسانية الحديث، وفي تلك المناسبة تشرفت بإعطاء جائزة الاتحاد الأوربي للدكتور أمين مكي مدني، وهو رجل ذي مصداقية عالية، لعمله الدؤوب ضمن المجتمع المدني مدافعا عن حقوق الإنسان في السودان وعالمياً)، وأضاف: (إن اعتقاله في بداية هذا الأسبوع يتناقض بوضوح مع روح الحوار الوطني، وينتهك الدستور وحرية التعبير والقوانين السودانية ذات الصلة)، وأكد: (يجب اطلاق سراحه فوراً هو وغيره من المعتقلين السياسيين). كما أعلن السفير استمرار بعثتهم في الدعم اللامحدود للمدافعين عن حقوق الانسان. وكرمت البعثة جامعة الأحفاد للبنات وقد استلم الجائزة المكونة من ميدالية فضية وشهادة من الاتحاد الأوربي، د قاسم بدري رئيس الجامعة والدكتورة عواطف مصطفى، وقد ألقى د. قاسم بدري كلمة الجامعة شاكرا الاتحاد الأوربي على التكريم الذي تعده الجامعة (تكريما لكل النساء السودانيات اللائي نفتخر بتمثيلهن وخدمتهن)، متعرضا لتاريخ إنشاء الجامعة منذ كانت فكرة أطلقها الرمز المؤسس الشيخ بابكر بدري في 1946م، وحتى تم تنفيذها على يدي العميد الراحل يوسف بدري في 1966م، حيث بدأت بداية متواضعة بسبع طالبات (والآن بعد خمسين عاما فإننا نقدم خدماتنا لأكثر من سبعة آلاف طالبة، من كل جهات السودان ومن 26 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط). مؤكداً أن قصة تمكين النساء وتحقيق كرامتهن وتعزيز مكانتهن وحقوقهن هو مسألة تقوم بها الأحفاد في كل الأعمار وفي كل الأوقات، امتدادا لإرث استمر علي يدي الرجال والنساء السودانيين منذ مئات السنين من أجل تحسين وتعزيز وتمكين النساء في السودان بل وخارجه، قاطعاً وعداً أمام الحضور وبمناسة اليوم العالمي لحقوق الإنسان بالاستمرار في ذلك. هذا وأعطيت جائزة مماثلة لمبادرة لا لقهر النساء استلمتها الدكتورة إحسان فقيري والأستاذة هادية حسب الله، كما ألقت الدكتورة إحسان كلمة المبادرة التي ذكرت فيها ظروف نشأة المبادرة عام 2009م حيث تفاقمت الانتهاكات على حقوق النساء بمضايقة الطالبات وستات الشاي حتى حادثة الأستاذ لبنى أحمد حسين والتي تنادى النشطاء لمناصرتها ومن ضمنهم المبادرة التي تضم النساء الناشطات الحقوقيات بخلفيات سياسية وإثنية واجتماعية مختلفة، وقالت إن المبادرة تأتي استمرارا للنضال المستمر للنساء السودانيات، وأن المبادرة ضمت منذ بدايتها الطيف السياسي المختلف في عملها وهيكلها وآليات اتخاذ القرار، وهي مفتوحة لكل النساء والرجال الراغبات والراغبين في تطوير حقوق النساء والمشاركة في المبادرة، وفي نهاية كلمتها شكرت فقيري الاتحاد الأوربي على تكريم المبادرة وقالت إن المبادرة تهدي هذا التكريم لرائدات الحركة النسوية السودانية اللائي أسسن لعمل جيد منذ اواخر أربعينيات وخمسينات القرن العشرين، مشيرة بيدها للسيدة نفيسة المليك التي كانت تجلس في صف تقدم الحضور الوقوف، وفي مشهد مؤثر تقدمت السيدة نفيسة المليك للمنصة وعانقتها الدكتورة إحسان فقيري، ثم انطلقت زغرودات من عدد من الناشطات الموجودات، بعد تساؤل انطلق وسطهن: أما من مزغردات للمرأة الرمز نفيسة المليك؟ وربما تكون المرة الأولى، التي يشهد فيها مقر الاتحاد الأوربي الذي يستضيف النشطاء كل عام، زغاريد الحبور السودانية، في يوم خصص لتكريم مؤسستين تعملان من أجل تطوير ونهضة وتعزيز حقوق النساء. هذا وسوف تنشر (حريات) بإذن الله ترجمة غير رسمية لكلمتي د. قاسم بدري ود. إحسان فقيري اللتان قدمتا في احتفال (أبطال حقوق الإنسان) لسنة 2014م، وتنشر اليوم ترجمة خاصة بها لكلمة سفير الاتحاد الأوربي. كلمة سفير الاتحاد الأوربي (ترجمة غير رسمية) أدناه: كلمة السفير توماس يوليشيني 10 ديسمبر 2014م، مقر بعثة الاتحاد الأوربي الخرطوم اصدقائي الأعزاء، أرحب بكم جميعا مجددا في البيت الأوربي، إنني فخور بأننا نلتقي هنا معاً مرة أخرى بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في السودان. لقد تبنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل ستة وستين عاماً، وقد ظلت بعثة الاتحاد الأوربي تحتفل بهذه المناسبة على مدى ال17 سنة الماضية، وهذه هي المرة الثالثة بالنسبة لي شخصياً لاستضافة هذه المناسبة. إن هدفنا هو إرسال رسالة واضحة أن حماية حقوق الإنسان هو متطلب أساسي لتقوية علاقاتنا مع البلدان الأخرى بما فيها السودان، إن الاتحاد الإوربي ملتزم تماما بالتمسك بحقوق الإنسان. أقر الاتحاد الأوربي قبل عامين إطار عمل استراتيجي لحقوق الإنسان والديمقراطية مع خطة عمل، وقد عينا ممثلا خاصا للاتحاد الأوربي لحقوق الإنسان، ومنذ ذلك الحين وبمساندة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوربي، قمنا بتخصيص حقوق الإنسان في أكثر من أربعين حوار خاص بحقوق الإنسان في دول أخرى، وظللنا بلا كلل نعمل على تعزيز قيم حقوق الإنسان مع المنظمات الإقليمية ومتعددة الأطراف. وبشكل خاص فإننا نريد أن نؤكد لكم على دعمنا المستمر للمشاريع المتعلقة بحقوق الإنسان المنفذة هنا في السودان، وذلك عبر آلية الاتحاد الأوربي الخاصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وأود كذلك أن أكرِّم الأفراد والمؤسسات التي تقوي قيم حقوق الإنسان والحريات في السودان وخارجه. إن مناسبة اليوم قصد لها أن تجمع نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني وفي الحقيقة كل أولئك المهتمين بحقوق الإنسان، ليلتقوا معاً ويشاركوا في نقاش مستقبل العمل من أجل حقوق الإنسان في السودان. إن حرية التعبير، وحرية التنظيم، وحرية الفكر، وحرية الصحافة، والتسامح الديني، والتحرر من الخوف والتعذيب، هي اهتماماتنا المشتركة التي تتطلب رؤية واضحة وعملاً دائباً. إننا نظل نضع إيماننا في مقدار أكبر من الشجاعة، والتصميم الأقوى، والسبل الأفضل، والتوقعات الأكثر طموحاً، ونشجع بشغف كل الشجعان ومن يناصرونهم الذين يعملون بلا كلل للتخطيط لوضع حقوق الإنسان من أجل سودان أفضل وعالم أفضل. وهذا قد يعني التخصيص الحازم لحقوق النساء، أو يعني التظاهر السلمي ضد التفرقة الدينية. إن نزع ملكية الكنائس هو انتهاك واضح للحرية الدينية وحرية العقيدة، واعتقال المحتجين السلميين كذلك اعتداء واضح على الحق في حرية التعبير وحرية التجمع والتنظيم التي يضمنها كلها الدستور السوداني. قبل عام من الآن أقمنا ذكرى رحيل لنيلسون مانديلا، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الإنسانية الحديث، وفي تلك المناسبة تشرفت بإعطاء جائزة الاتحاد الأوربي للدكتور أمين مكي مدني، وهو رجل ذي مصداقية عالية، لعمله الدؤوب ضمن المجتمع المدني مدافعا عن حقوق الإنسان في السودان وعالمياً، إن اعتقاله في بداية هذا الأسبوع يتناقض بوضوح مع روح الحوار الوطني، وينتهك الدستور وحرية التعبير وكذلك القوانين السودانية ذات الصلة. يجب اطلاق سراحه فوراً هو وغيره من المعتقلين السياسيين. إن الاتحاد الأوربي يتخذ نهجاً عملياً مع الفاعلين الأساسيين والمنظمات ذات الصلة عبر العالم، إن نجاح مشروعنا الأوربي مبني على قيم مشتركة تتضمن حقوق الإنسان والمجتمع المدني الفاعل، وهي حجر الزاوية لاستقرارنا الداخلي وازدهارنا. وأريد أن أؤكد هذا المساء أن الاتحاد الأوربي سوف يدعمكم باستمرار وسوف لن ننسى مجهوداتكم أبداً. إن التحول الديمقراطي وحماية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان هي مفاتيح للاستقرار والسلام والتنمية ومن أجل تكامل السودان في إقليمه والعالم، شكرا على الانتباه. وفي نهاية الحفل اختتم السفير بكلمة قصيرة قال فيها: من المهم أن نتذكر هذا الحدث الذي يمر لمرة واحدة في العام، ولكن علينا الا ننسى أن النضال من أجل حقوق الإنسان يستمر طيلة العام، فليس هو يوم واحد 10 ديسمبر فقط بل طيلة العام وأؤكد لكم ان بعثة الاتحاد الأوربي ودول الاتحاد الأوربي سوف تدعمكم دائما في نضالكم من أجل مستقبل أفضل للبلاد.