فايننشال تايمز صحيفة الفاينشال تايمز تناولت تأثير تحرك الشارع العربي على السعودية في أكثر من موضع. في افتتاحيتها التي تحمل العنوان “الاختبار السعودي:آل سعود بحاجة الى قليل من الهلع والكثير من الإصلاحات”، تقول الصحيفة انه بخلاف تونس ومصر، مطالب المعارضين في السعودية تقوم على الإصلاح لا الثورة. ولكن إصرار السلطات على التعامل مع مطالب الإصلاح على أنها “خروج على القانون” قد يدفع المعارضة باتجاه الثورة، تقول الصحيفة. ستتكفل السلطات السعودية بالحيلولة دون تحدي المحتجين للسلطات، وقد أرسلت 10 آلاف جندي لمواجهة المحتجين في المنطقة الشرقية الأسبوع الماضي، بعد أن خرج بضع مئات من المحتجين إلى الشارع. وربما ساهمت مشاركة تنظيم إسلامي في احتجاجات اليوم في إبقاء بعض الإسلاميين الإصلاحيين والليبراليين بعيدا عن الاحتجاجات، ولكن رد فعل السلطات كان مبالغا به ويعكس درجة من الهلع، كما تقول الافتتاحية. وبدت نبرة وزير الخارجية سعود الفيصل شبيهة بنبرة القذافي حين هدد “بقطع أصابع من يعبث باستقرار المملكة”. وقال الفيصل ان الطريق الى التغيير هي من خلال “الحوار الوطني” الذي افتتحه الملك عبد الله عام 2003 ، ولكنه لم يحقق الكثير بسبب معارضة أشقاء الملك الأكثر نفوذا، كالأمير نايف وزير الداخلية. ويقلق الأسرة السعودية الحاكمة سقوط حليف قوي كالرئيس المصري السابق حسني مبارك، والتهديد الإيراني، وتململ الأغلبية الشيعية في البحرين. وكان الحوار الوطني يهدف الى استبدال الأيديولوجيا القائمة على “الجهاد” التي يعتنقها المتطرفون برؤية قائمة على مفهوم “الوطن” الذي يشمل الجميع. هذا يبقى الطريق الوحيد الى الأمام، تقول الصحيفة، في رحلة نحو الملكية الدستورية متناغمة مع التراث الإسلامي. وتهتم الصحيفة بالجانب المالي من الاحداث الليبية وتتساءل عن الجانب الذي اتخذه حاكم البنك المركزي الليبي، والذي يملك زمام الامور المالية في نظام الزعيم معمر القذافي. وتقول الصحافة ان فرحات عمر بنجدارة قضى معظم الاسبوعين الاخيرين خارج ليبيا، لكن معظم المراقبين يتساءلون عما اذا كان يتعاون مع نظام القذافي او مع المعارضة، خاصة وانه من المسؤولين الليبيين القلائل القادرين على تحريك الاموال في وقت يشتد فيه الخناق الاقتصادي على العقيد واقاربه. وتنقل الفاينانشل تايمز عن دبلوماسي اوروبي قوله ان حاكم البنك المركزي الليبي كان في سويسرا وانه تخلى عن النظام، بينما قال مسؤول في القطاع المالي ان بنجدارة زار لندن الاسبوع الماضي، وقد ينتقل الى اسطنبول فيما بعد. الجارديان في مقال بعنوان “أخذوا ما لهم” كتبت لوري بيني في صحيفة الجارديان عن احتلال طلاب وناشطين ليبيين منزل سيف الإسلام القذافي في لندن. تتساءل الكاتبة “كيف يبدو يا ترى منزل دكتاتور”؟ وتجيب: في ضاحية “هامستيد” يملك سيف الإسلام القذافي منزلا بقيمة 10 ملايين جنيه استرليني، تديره شركة مقرها في “بريتيش فيرجين أيلاند” لاعتبارات تتعلق بالضرائب. يضم المنزل بركة سباحة وقاعة لعرض الأفلام السينمائية، والآن يقضي حوالي عشرة من الناشطين أوقاتهم في غرفة المعيشة في المنزل. دخلت مجموعة من الشبان المنزل يوم الأربعاء، مع ورود التقارير عن “سفك الدماء الذي يقترفه أتباع الحكومة في مدينة الزاوية”. أمن الشباب المداخل، وألصقوا لافتات تعبر عن حقهم في احتلال المنزل وفقا للقوانين البريطانية. وألصقوا لافتات كتب عليها “تضامن” بالعربية والإنجليزية، وأخرى كتب عليها “أخرج من ليبيا، أخرج من لندن”. وقال أحد النشطاء “جعلنا هذا المنزل مقرا لسفارة حكومة بنغازي، ومقرا لسكن اللاجئين الذين يفرون من عسف النظام”. ويحذر سايمون جنكنس في صفحة الرأي والتعليق من خطر الاقدام على فرض منطقة للحظر الجوي على ليبيا، مذكرا بكلمات وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بان منطقة حظر جوي هي في الواقع اسم آخر للحرب في هذه الحالة. ويقول جنكنس انه بعدما تمتع البيت الابيض والبنتاغون بفترة قصيرة جدا من العقلانية الاسبوع الماضي، حيث قالت واشنطن انه من الخطير ومن المعقد فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، عادت التصريحات المقلقة من قبيل “كل الخيارات مطروحة” و”لا شيء مستبعد”. يرى كاتب المقال ان اهم ما يقف في وجه تدخل غربي هو احتمال الوصول الى نتيجة معاكسة، ف”فكرة توجه حاملة الطائرات الامريكية انتربرايز الى المنطقة بدعم بريطاني هو اجمل هدية يمكن تقديمها لبن لادن والجهاديين حول العالم.” ومع ذلك، يذكر جنكنس بانه ليس هناك من يستخف بمفاهيم مثل النتائج والنتائج المعاكسة اكثر من العسكريين، فبالنسبة لهم، ذلك اختصاص الدبلوماسيين. ولو كان رجال الجيش يعيرون الامر أي اهتمام لتوقف قادة الناتو عن قصف حفلات الزفاف والحافلات في هلمند، وتدمير قرى عن آخرها. (الاندبندنت) وفي صفحة الرأي في صحيفة الاندبندنت يكتب باتريك كوكبرن مقالا بعنوان “واضح أن فرنسا لم تتعلم من التاريخ”. يرى كاتب المقال أن اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي في بنغازي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي يعكس عدم تعلم فرنسا من دروس التاريخ الحديث. يشير كاتب المقال الى التجربتين العراقية والأفغانية حيث لم يتمتع الزعماء المحليون الذين يحظون بدعم أجنبي بمصداقية محلية، ويخشى أن الخطوة الفرنسية ستفقد المعارضة مصداقيتها، حيث سيكون من السهل اتهامها “بالعمالة للأجنبي”. ويعطي مثالا على ذلك حامد كرزاي الذي فاز بانتخابات، إلا أن دعم الولاياتالمتحدة له افقده المصداقية في أوساط شعبه. ويقول كاتب المقل ان المجلس الوطني الانتقالي لم ينتخب بل إن أعضاءه عينوا أنفسهم بأنفسهم، في حين أن البلد على أعتاب حرب أهلية. ويختتم الكاتب مقاله بالقول :من الصعب أن نرى ما مصلحة اللليبيين في خطوة كهذه، سوى انتظار تدخل قد لا يأتي أبدا. التايمز وتقول صحيفة التايمز في تحليل للوضع الليبي انه بينما تتواصل معارك الكر والفر بين قوات القذافي والمعارضة على طول الساحل، فان ما يشغل بال الغرب والعرب حاليا هو ما اذا كان لدى الثوار ما يكفي من العتاد والرجال للاطاحة بالعقيد. ويقول كاتب المقال مايكل بنيون ان معظم التحليلات العسكرية ترى ان القذافي محصن في معقله طرابلس، اكثر من ان يستطيع الثوار اخراجه منه، كما بامكانه الاستعانة بقواته الخاصة المسلحة جيدا، وبالمرتزقة الافارقة الذين لا يترددون في الفتك باعدائه، وباوفى اتباعه الذين لا يمكنهم تصور العيش خارج نظامه. كما ينقل بنبيون عن خبراء الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قولهم الثلاثاء ان بحوزة القذافي حوالي 300 طائرة مقاتلة جاهزة للعمليات، بامكانها قصف الثوار الا في حالة فرض منطقة حظر جوي من طرف الغرب. لكن الخبراء يعتقدون ايضا ان كلا الجانبين غير مستعدان لخوض حرب شاملة، فالقذافي لا يمكنه الاعتماد كليا على طياريه، اذ ان اثنين منهما قفزا بالمظلة وتركا مقاتلتيهما تتحطمان، بينما هرب اثنان آخران الى مالطا. كما يعتقد الكثيرون ان طيارين ليبيين آخرين يتظاهرون باتباع التعليمات ثم يخطئون اهدافهم في الشرق عمدا. اما عوائق الثوار فواضحة، فليس لهم من قيادة منسقة او استراتيجية محددة، ويعتمدون على انتفاضات عفوية في البلدات اواقعة تحت سيطرة النظام، لكن آمالهم قد تتبدد مع احكام قوات القذافي قبضتها عليها. وهناك ايضا مشكلة الامكانيات اللوجستية، فليبيا شاسعة المساحة والطريق الساحلي الرئيسي مقطوع او ملغوم، والى الجنوب من ذلك صحراء مترامية الاطراف.