عثمان شبونة * إذا كنت عضواً خاملاً في حزب السلطة، أو منتمياً إلى برلمانها، وتعرف قدر نفسك التي ستموت بلا إشراقة تميِّزك؛ إذا كنت كذلك فيحق لك أن تظهر فجأة تحت ضغط حمى (العجز) أو ما يمكن تسميته استحالة القدرة على الابتكار وصنع الخير؛ ففي ظهورك بأيّة صيغة أيها الإنقاذي تنال التعويض النفسي الذي يملأ تجاويفك..! * ما تفعله "جماعة" المؤتمر الوطني هو بالضبط ملء تجاويف "الفرعنة" والظهور بسِماتٍ ليست فيهم؛ هي في أصلها إدعاء فج .. قوم لفوا وداروا في كل قبيح ثم صعبت عليهم جميع الأشياء الطيبة؛ فتهيّأت أنفسهم (للشهرة) عن طريق الشذوذ.. هذا أقرب سبيل لتأكيد الوجود.. وما على العضو الباحث عن الشهرة سوى أن يتحين فرصة ليسيء إلى الشعب السوداني ليحذو خطو من سبقوه في عالم (الصِيَاعة) السياسية التي دمغت هذا العهد دون غيره من عهود مضلّة..! بالتالي يكون قد أضاف لتاريخه سبقاً و(فضفض) عن روحه المعتلة بالعقد…! هي عقد تماثل عقدة ذلك الذي قتل أباه وتزوّج أمه؛ المدعو (أوديب)..! * لقد كان آخر الممارسين للخبط قيادي بالمؤتمر الوطني اسمه كرمنو؛ نسي أنه يجلس وسط كيان لا شرعية له؛ احدودق به الخطر من كل ناحية وصنع الخطر في الجهات الثمانية.. بالتالي فإن التحدث باسم كيان كهذا يلزمه ارتداء قناع يداري وجهك من الناس؛ إذا كنت تؤمن بأن الحياء من الإيمان..! * هذا العضو الذي كشف جهله وفراغه للملأ دون أن يطلبوا منه ذلك؛ أضحك الإنس والجن بقوله أن "إخوان الإنقاذ" لهم الفضل في أن يكون لكل سوداني "موبايل" وصفع بهذه العبارة وجهه أولاً، قبل أن يصفع بها حواجب التعجّب.. وقطعاً أي سلطة انقلابية أتت إلى الحكم في السودان واكب انقضاضها حدث ما.. ومن المؤكد أن المذكور الذي (اكتشف) دخول الموبايل مع (الإنقاذ) نسى أشياء أخرى كان لهم الفضل في وفرتها؛ منها (شاحن الموبايل!) وخدمة إدخال الرصيد..!!! * لو استمع أحد القادمين "من المقابر" إلى هذا العبط؛ لما أخذه شك بأن ذلك المغني المتهافت لانقلاب الإنقاذ العسكري؛ تحققت أحلامه: ل(جنّة) نضيرة نحوِّل الأرض البور البلقع وبالطاقة القصوى الكامنة حا تلِف مكنات المصنع * سيبحث هذا القادم عن مصنع "سامسونج" الإنقاذي، وبعد لفٍّ طويل في الشوارع سيكتشف أن الإنقاذ دمرت المشاريع والإنسان والقيم؛ وأوقفت الماكينات التي تغزل وشاحات عزتنا، وما تزال في مربع (الزبادي) و(الهوت دوغ) ودعاية العدس (المستورد)..! * بالأمس اكتشف ذلك القيادي الإنقاذي الحاج آدم وهو في أعلى هرم (التخاريف) أن الإنقاذ جعلت دواليبنا تئن بحمل الأقمصة بعد أن كنا من ذوي (القميصين)..! ولم يندهش الناس "قطعاَ".. أعني الفاهمين منهم؛ باعتبار أن نضوح الإناء بما فيه ليس مثيراً للاندهاش..!! * تعالوا نقرأ ضحالة التفكير ومواته وعوارِه لدى آخر الإنقاذيين المغمورين الباحثين عن مجدٍ دون أجنحة: (دافع أحمد كرمنو مقرر القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني عن انقلاب الإنقاذ وقال: "عندما جاءت كانت البلد تسير نحو الهاوية"..! * وقطعاً العكس صحيح، فالإنقاذ أدخلت البلد في هاوية حقة؛ تدبيرالخروج منها أولاً وأخيراً بلطف الله..! كما قلل كرمنو من انتقادات المعارضة بتراجع الأوضاع المعيشية والسياسية. * في مسألة الأوضاع المعيشية؛ فالرجل يقيس ذلك بمستوى حياته (هو) فلا أحد يلومه؛ لأنه منفصم عن الواقع تماماً.. كرمنو (بخير!!) معناها (الشعب بخير!!)..! وعدّد كرمنو إنجازات الحكومة المتمثلة في البنيات التحتية وإقامة الطرق والكباري وثورة الاتصالات منوها إلى أنه قبل الإنقاذ (مافي زول كان شايل موبايل). * يبدو أن ذاته امتلأت بالوهم حتى "الشتات" ونسي أن الناس قبل سلطتهم المعزولة هذه كانوا يحملون ما هو أقيم من الموبايل؛ (كرامتهم)..!! وكانت بلادنا محترمة.. ثم أصبحت بين ليلة وضحاها سوقاً منتعشاً لصناعة الإرهابيين والفساد..! * من أين أتى كرمنو هذا ليهين شعباً لولا هذا الانقلاب لكانت أوضاعه أعظم من زمن (الموبايلات الصينية) والقمامة المستوردة التي تعتبر أهم علامة من علامات سلطة الانقلابيين..! * أيها (المنظراتي الفاشل قليل الحيلة): إذا لم تكن في السودان حكومة أصلاً وكنا نعيش في الكهوف والغابات ولا نعرف التكنلوجيا؛ فذلك أفضل من تاريخ أسود دخلتموه بجهالة (فذة!)..! * من يؤيد هؤلاء سراً أو جهراً؛ لن تسعفه (معطرات) الكون؛ فالإنقاذ مبنية في أساسها على (القرف!) وعلى هزيمة المواطن والانكسار (للا مواطن!) وألفاظ قادتها الانقلابيون تنم عن حالة خاصة (مستثناة) لا بد من علاجها مهما كلّف الثمن..! فالعلاج واجب على الشعب؛ وهو يرى أياديهم التي تماثل ألسنتهم..! أعوذ بالله الأخبار الخميس