قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية يقدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية حول تطورات الأوضاع    تشيلسي يضرب ليفربول بثلاثية ويتمسك بأمل الأبطال    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    الخارجية القطرية: نجدد دعمنا الكامل لوحدة وسيادة استقرار السودان    الاعيسر:استخدمت في الهجوم سبع طائرات مسيرة انتحارية، شكّلت غطاءً لهجوم نفذته طائرة استراتيجية أخرى    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    حزب الأمة القومي: نطالب قوات الدعم السريع بوقف هذه الممارسات فورًا والعمل على محاسبة منسوبيها..!    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    مصطفى تمبور: المرحلة الحالية تتطلب في المقام الأول مجهود عسكري كبير لدحر المليشيا وتحرير دارفور    الجيش يوضح بشأن حادثة بورتسودان    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    بورتسودان وأهلها والمطار بخير    انتر نواكشوط يخطط لتكرار الفوز على المريخ    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب أمين عام الحزب الجمهوري عصام خضر : رفضوا تسجيلنا بحجة أن حزبنا لا ينسجم مع الشريعة الاسلامية
نشر في حريات يوم 28 - 12 - 2014

في هذا الحوار مع "التيار" ينتقل بنا الاستاذ عصام خضر من الوضع والتكييف القانوني للحزب إلى عوالم شيقة من عوالم الفكرة الجمهورية وكيفية مقابلتها لقضايا العصر ، وربما هنالك مفكرون كبار قد أعطوا الفكر الجمهوري حقه كونه فكرا تجديديا منهم المفكر اليساري الكبير سمير أمين ، وفي هذا الحوار يرى محدثنا الجمهوري أن دورهم ينصبّ بشكل أساسي في بذل الوعي وأن الجماهير الواعية هي البديل الحقيقي للسائد المأزوم الان.
أجرته: عفراء سعد: تصوير:عبدالله ود الشريف
ما هي أسباب منع تسجيل الحزب الجمهوري في مجلس تسجيل الأحزاب؟
في الحقيقة إجراءاتنا نحن لتسجيل الحزب تمت مباشرة عبر اللجنة التمهيدية للحزب مع مسجل الأحزاب والتنظيمات السياسية، وفي تقديرنا أنها كانت وافية وكافية ومكتملة وفقاً لقانون الأحزاب السياسية، والشاهد في الموضوع أن المرحلة الأولى مرت بصورة طبيعية، وهي خاصة بفحص المستندات التي قدمت بأغراض التسجيل وحسب الموافقة وما سميناها الموافقة المبدئية ومواصلة الإجراءات وعقد اجتماعاتنا وممارسة أنشطتنا، وجاء تصديق من مجلس الأحزاب السياسية، معنون ب(لكل من يهمه الأمر) بأنه هذا حزب تحت التسجيل ويباشر عمله مع إقامة كل أنشطته المتعلقة بالنشاط الفكري، ولكن كله منصب بغرض تكملة الإجراءات وتنوير العضوية وهي كلها إجراءات متعلقة بالتسجيل، وهي دليل من حيث الوثائق التي قدمت أن هذه وثائق ليس فيها أي تعارض مع قانون الأحزاب لم يظهر لنا في المرحلة التانية، وسماها مجلس الأحزاب مرحلة الطعون.
ولكن كان لديكم حديث سابق عن "الطعون" ؟
نعم ، في الحقيقة الطعون ذاتها عمل غير قانوني وليس لها علاقة بقانون الأحزاب، وإنما كان يتوكأ ويستند على لوائح داخلية وإجراءات خاصة بالمجلس لأغراض التسجيل، وهي في الوقت نفسه سبب من أسباب تعطيل قيام مؤتمرنا العام ، وتكميل إجراءات التسجيل وفتح باب للطعون ليس له علاقة بقانون الأحزاب، وإنما صادر من المجلس، ونحن نعتقد أن كل ما تم حتى الطعون لا علاقة له بالإجراءات القانونية وما يتعلق بتسجيل الأحزاب السياسية وإنما هو نتيجة لصراع فكري موروث قديم من مجموعات، حتى نحن لا نعتبرها جهات اعتبارية هي عبارة عن أفراد وجماعة الكتاب والسنة وبعض الكتاب الإسلاميين السلفيين، وبنعتقد أنها كانت ضعيفة جداً وليس عندها أية علاقة بإجراءات حزب أو بالحقوق الدستورية. للأسف مجلس الأحزاب ما عارفين الضغوط التي مورست عليه، وهو فجأة غيَّر (رايو)، واضح من مباشرتنا الأولى معه أنه غيَّر رأيه 180 درجة، ومشى اعتماداً على الطعون التي قدمت له ورفض تسجيل الحزب.
ماهي أسباب رفض التسجيل بعد تقديم الطعون ؟
قالوا لنا إن الحزب يستند على طائفة، وأنه غير منسجم مع الدستور، وأن الدستور مبني على الشريعة . تقريباً هذه هي كل المسببات والحيثيات والتي استند عليها في رفض تسجيل الحزب، وهذا عمل لاعلاقة له بالقانون ولا بالأعراف ولا بالنظم ولا حتى بالحس العصري البسيط.
هل تعتقدون أن هذه الطعون قدمت خصيصاً ليرفض تسجيل حزبكم أم أن هذا يحدث لكثير من الأحزاب الأخرى ؟
الحقيقة قد تكون جزء من إجراءاته ، ولكن لا علاقة لها بقانون تسجيل الأحزاب، والواضح أن هذا العمل تم بصورة مقصودة وتسبب في تطويل الإجراءات وتعقيدها، وأدى إلى عدم قيام مؤتمرنا التأسيسي للحزب، وقد أشرنا بكل ذلك في طعننا الذي قدمناه للمحكمة الدستورية بواسطة الخبير القانوني نبيل أديب المحامي.
وكيف يسير طعنكم في قرار مجلس الأحزاب داخل المحكمة الدستورية ؟
قُبل من حيث الشكل، وبدأت إجراءات العمل على قبوله، وتم طلب رد على مذكرة الطعن التي قدمناها من مسجل الأحزاب، ومسجل الأحزاب رد، وكذلك الرد والتعقيب اللذان قدما من مجلس الأحزاب، جاءنا عبر المحامي الذي وكلناه، وتم الرد والتعقيب عليه بواسطة اللجنه التمهيدية للحزب بعد هذا أصبح في دائرة نظر الدائرة الدستورية، ونحن في انتظار القرار الأخير الذي يتخذه سبعة من القضاء على حسب الدائرة الدستورية، وقد يكون سلباً أو ايجاباً وحتى الآن لم يصدر القرار.
كيف ستتعاملون مع من قدم طعنا ضد تسجيل حزبكم ؟
كل من قدم طعنا ضدنا الآن انتهت مرحلته، لأننا قدمنا طعناً للمحكمة الدستورية، وليس لديه فرصة تانية لتقديم طعن مجدداً وقرار المحكمة الدستورية إذا كان موافقاً على تسجيل الحزب، نحن بنواصل لأنه نحن بدأنا بشكل جيِّد ونشرنا كشوفاتنا في الصحف وعملنا إجراءات كلها كان مفترض أن تتم في ذلك الوقت، ومع أن هذا ضرر بليغ تم لنا في خلال هذه الفترة الطويلة وسيؤثر حتى على حركة الناس والأعضاء لمدة طويلة جداً قد تمتد لشهور، ولكن نحن قولنا واحد وسنباشر عملنا وننظر الى الأمام لا إلى الخلف ، وسنمضي في ممارسة أنشطتنا وترتيب أمرنا وفق الحق الدستوري، وإذا رفض هذا الحق أنا افتكر أن هذا الحق هو حق أساسي ما لن نتنازل عنه لكن ماذا سنعمل وماهي إجراءاتنا فذلك سيكون في وقته
لماذا غاب الحزب الجمهوري عن الجمهور لفترات طويلة امتدت إلى سنوات عددا ؟
في الحقيقة الحزب كان في مرحلة من المراحل، وهي مرحلة ما بعد تنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود محمد طه، في 1985م، هذه المرحلة لم تكن مرحلة أحزاب وكان ذلك في فترة مايو، وكان الحزب يمارس نشاطه تحت اسم "الإخوان الجمهوريين" والأخوان الجمهوريون هم قطاع كبير جداً لا يشملهم الحزب الليلة، حزبنا هو عبارة عن مبادرة لمجموعة من الجمهوريين تحملوا مسؤولية أن يعيدوا نشاط الحزب بعد هذه الوقفة الطويلة ، وهم مجموعة محددة "ما كل الجمهوريين زي ماقلت ليك"، وهم يباشرون هذا العمل ، ونعتقد أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لمباشرة عملنا لأنو بنعتقد أنو كانت في وقفة طويلة جداً غير مبررة، في تقديرنا منذ 1985م، قد تكون هنالك بعض العوامل التي أقعدت بالحزب ومنها الصدمة التي حدثت للناس بعد تنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود محمد طه، وما تم في أيام مايو، ولكن بعد زوال حقبة مايو ومجيء الديمقراطية في فترة الأحزاب والعمل الديمقراطي لم يكن هنالك ما يمنع الجمهوريين من تنظيم انفسهم خاصة انهم كانوا قطاعا عريضا جداً ومختلفا في رؤيته لاستمرار النشاط، ولكن بدت محاولات سابقة في التنظيم الجديد، وأنا كنت طرفا في المجموعة المبادرة التي قامت بإخطار وليس تسجيل الحزب، وكان ذلك في 2001م، لكن في فترة توفيق الأوضاع، لم يتم توفيق للأوضاع، وكان بالإمكان توفيق الأوضاع ونكون كبقية الأحزاب، ولكن آثرنا أن نعمل بالإخطار، ولم نتوقف بعد انتهاء مدة الإخطار، و جاءت مجموعة من الجمهوريين بما فيهم الأستاذة أسماء محمود محمد طه، وابتدوا يتناقشوا في مسألة النشاط والحركة، في النهاية اجتمعنا مع بعض، كلنا ، التنظيم الجديد والمجموعة الجديدة المبادرة لإعادة النشاط ورأينا أنو أهدافنا واحدة ، وبرامجنا واحدة ، ورؤيتنا واحدة، وكلنا اتفقنا على إجراءات تسجيل الحزب الجمهوري على أساس أنه الوعاء الأمثل، وهذا حزب تأريخي موجود منذ الأربعينيات من القرن الماضي أسسه الأستاذ محمود محمد طه، ورأينا أن نباشر العمل في إطار الحزب الجمهوري ونمشي به إلى الأمام ونتحمل مسؤوليته .
لماذا يرفض البعض إحياء الحزب الجمهوري مجدداً ؟
الرافضون معظمهم يرفضون لرؤى مختلفة، بعضهم يعتقد أن النشاط يكون مرتبطا بمسائل دينية ، أو أنه مرتبط بالأستاذ محمود، وبعضهم يرى أن الرؤية مازالت غير واضحة لهم ليتحملوا دعوة كبيرة مثل الفكرة الجمهورية، لكن في الحقيقة نحن نعتقد أنه بعد هذه الفترة الطويلة لابد أن تكون قد وضحت الرؤية لهم، وإذا لم تتضح لهم حتى الآن تصبح هذه مشكلة شخصية لكل منهم، ويجب أن يسألوا عنها، ولكن نحن نرى أن الفكر الجمهوري هو فكر حي نابض، وعنده المقدرة على الحركة والتقدم للأمام، وعنده مرجعية ومذهبية واضحة جداً وهو ما أرساه الأستاذ محمود في كتاب (الرسالة الثانية للإسلام) وهو الكتاب الأم، وبعدها الرهان يكون حول تطوير الفكرة ومعرفتها وتقديمها للناس، واعتقد أن الفكرة الجمهورية لا يوجد ما يوقفها إلا عجز الناس عن تقديمها .
هناك اتهام بأن الحزب الجمهوري حزب صفوي وأسري وليس حزب "عامة" ؟
في الحقيقة الحزب الجمهوري مقدم لكل الناس، والحزب الجمهوري من حيويته يمكن أن يستوعب أي شخص بغضّ النظر عن مستواه التعليمي ومستواه الاجتماعي أو خلفياته المذهبية أو خلافه، نعتقد أنه حزب جماهيري، ومن اسمه هو يدعو إلى الجمهورية، ونشاطه الآن هو محصور نتيجة للحصار والمضايقة وتحديداً التي تتصدرها الجماعات السلفية ، وهم مسيطرون على المساجد ودور العبادة والقنوات المرتبطة بالعامة، وتم تشويش كبير جداً ضيَّق قنوات الاتصال مع الجماهير، ولكن في الحقيقة شاهدنا فترات طويلة الحزب الجمهوري متحركا ونحن كنا جزء من حراكه، كان بيستوعب أميين ومتوسطي تعليم وجامعيين، لكن كما ما قلت لك في المناطق هنالك صعوبة في عمل الحزب "يعني لو جيت تتكلم في جامع ممكن يجدعوك بالشباك"، لكن في الجامعات وأندية المثقفين وتجمعاتهم، فالحزب لديه فرصة أكبر من المواقع العامة المرتبطة بالجماهير، وهذا جعل الحزب يأخذ هذا الشكل ، لكن فيما يتعلق بالموضوع الأسري فهنالك حديث كثير يمكن ان يقال ، لأنك اذا وجدت في أية أسرة أخا جمهوريا أو خالا جمهوريا أو والدا جمهوريا فهو يؤثر حقيقة في بقية الأسرة ، ذلك لأن الفكرة الجمهورية حقيقة فكرة مؤثرة وهذا واقع تجربتنا مع الأستاذ محمود، كان التركيز على لسان الحال قبل المقال يقدم الأنموذج، وفي الحقيقة كان التأثير كله إيجابيا من الأنموذج أكثر من التأثر بالكلام، وكان الناس بتتأثر بنماذج الجمهوريين لذلك عندما تجد واحدا أو اتنين في الأسرة جمهوريين تجد أن بقية الأسرة تأثرت بهم، وهذا جعل الطابع أسريا، وهذا ايضا نتاج للحصار المفروض والتشويش الذي تمَّ على الحزب وعلى الفكرة.
لماذا لم تنتهجوا أسلوباً آخر للاستقطاب خصوصاً في أوساط الطلاب في الجامعات ؟
حقيقة، في الجامعات بدأت الحركة في الأيام الأخيرة من حكومة مايو، وكانوا خائفين من كيفية استيعاب الناس كيفا ، وعلى ما أذكر قريب من منطقة الحارة الأولى الثورة كان في كلية التربية، كان بتجي أعداد مهولة، والمنطقة القدام بيت الأستاذ مابتسع الناس، وفي الحقيقة كان هناك إقبال كبير جداً، الحركة المربوطة بالجامعات والمنابر التي كانت تتم في "العرديبة" عن طريق الأستاذ أحمد دالي، لكن الملابسات التي تمت في وقفة الجمهوريين في 1985م، حالت دون استمرار هذا النشاط وخصوصاً بعد الحصار، ونحن نعتقد عدم وجود نشاط للجمهوريين اليوم ليس له ما يبرره ، ومن مصلحة الفهم الديني والتربية ونشر السلام نشر الحوار والتسامح وكل المسائل، لو الدولة صادقة فيها أعتقد أن الجمهوريين هم الأنسب اليوم في أجواء التطرف السائدة، وكل صور الغلو التامة والتي لن تستفيد منها حتى السلطة، وأن رأت أنها تستفيد منها الآن، ونحن لدينا كتيِّب مشهور يتكلم من بداية (الثمانينات) تحت مسمى "الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب"، وفي ذاك الزمن لم يكن هنالك شخص يمتلك تصوُّرا لما كان يمكن أن يحدث، وأنا أعتقد أن الجمهوريين إما ان ينتزعوا حقوقهم بهذه الصورة أو ترتفع الحجب على مستوى السلطة ومستوى قواعد الشعب، وفي أي لحظة يسود فيها مناخ للحوار، حريات ومنابر، وأنا اعتقد ان لا منافس للجمهوريين في الساحة إذا توفر هذا الجو من الديمقراطية.
سأعيد سؤالي مجدداً لماذا غاب الجمهوريون عن ساحات الجامعات بعد أن ظهروا فيها بداية الألفية الثالثة ؟
صحيح، نحن بدأنا مع بداية 2001م، في خلال التنظيم الجديد، وكان لنا وجود في جامعه الخرطوم وجامعة النيلين، والعديد من الجامعات، وعندنا مجموعات، لكن في الحقيقة ما حال دون الاستمرار نسبة لمشاكل امكانيات، وبعض الظروف ، و الان قام الحزب وحولنا الكثير من الشباب، ولكن نحن آثرنا أن نكمل المسار القانوني ولكن قولاً واحداً لن يقف في طريقنا شيء سوى القيود والأشياء التي يمكن أن تضعها السلطة، ونحن نذرنا أنفسنا ومعنا قطاعات عريضة جداً لتتحرك الفكرة الجمهورية بين الناس، وتكون هي كما ينشرها الشخص في نفسه ينشرها في الحياة من حوله .
إذا رفض التسجيل مجدداً هل سيستمر المد الجمهوري أم سيتوقف عند عدم التسجيل ؟
نحن لم نأخذ المسار القانوني مساراً واحداً، ولكن نحن نعتقد أن المسار القانوني هو المسار (الوصلناهو لآخرو) ولكن إذا رفض القرار لن نتوقف عند رفض التسجيل ولا اعتقد ان هنالك شخصا في مجموعة الحزب من الذي يعيش قيمة الفكرة الجمهورية ويدعو لها، يمكن أن يوقفه عدم التسجيل، ولكن البيئة لمرحلة مابعد رفض التسجيل، قد تكون بيئة مختلفة أدواتها وآلياتها والظروف التي سنواجهها قد تكون مختلفة، لكن نحن نشاطنا بدأ لكي يستمر وليس لكي يقف
أنتم أفراداً أو مجموعة أو حزباً مع وقف التسجيل والشرعية، لماذا لم يكن لكم رأي واضح في الاتفاقيات الأخيرة التي شهدتها باريس وأديس أبابا ؟
المسألة لا تكمن في كوننا لا نملك رأيا ، ولكن نحن في الوقت الراهن لدينا استراتيجيتنا، وفي الحقيقة ان وضعنا مختلف ففي حيين ان كل الأحزاب تمتلك الحق في أن تباشر نشاطها والحق في أن تتحدث وتقيم فعالياتها، تجدين اننا لا نمتلك هذا الحق لذلك نحن نعطي الأولوية لانتزاع هذا الحق فالشخص غير الجدير بانتزاع حقه ليس جديرا بأن يتكلم عن حقوق الآخرين نحن الان في تمام هذه المرحلة ، و استراتيجيتنا مرتكزة على انتزاع حقنا واللحظة التي سنباشر فيها عملنا، ويتحرك حزبنا إذا كان بالشكل القانوني أو بشكل آخر إذا رفض مؤكد نحن سيكون لنا وجود في الساحة، ويكون لدينا رأي في كل الأشياء الحاصلة، لكن قد تختلف رؤانا وآلياتنا عن الاخرين ، لأننا منذ زمن طويل بنعتقد أن المشكلة في السودان هي انعدام المذهبية، وبنعتقد ذلك هو السبب المباشر في تعطيل كل العمل ، وما يجري الان اشبه بالصراع حول السلطة ، نحن بنعتقد أن ازمة الشعب السوداني تكمن في غياب القاعدة العريضة "الشعب السوداني الواعي" ولذلك عملنا كله سيكون منصبُّ في توعية الشعب السوداني، لأننا نعتقد أن الشعب السوداني الواعي هو البديل للحالة التي يعيشها السودان حالياً، وهو الذي يعالج كل المشاكل الأخرى، ونعتقد أن كل المشاكل ستزول إذا فتحت منابر التوعية، لذلك فاستراتيجيتنا وخطتنا الأساسية وأولوياتنا هي العمل على نشر الوعي.
في الفترة الأخيرة كان تعليق الكثيرين على أن الأفكار الجديدة التي تبناها الشيخ حسن عبدالله الترابي، إنما هي أفكار الأستاذ محمود، الذي أشارت أصابع اتهام بأنه كان وراء محاكمته وإعدامه ؟
في الحقيقة منذ زمن طويل جداً نجد أن الترابي وخلاف الترابي داخل السودان وخارج السودان كلهم واجهوا قضايا العصر والمشاكل المعقدة المواجهة للفهم السلفي للدين، ولا يوجد فرصة لهولاء غير التكلم بما قاله الأستاذ محمود، لأن الاستاذ محمود محمد طه كان سابقا لعصره في تحليله لكل القضايا الموجودة، لذلك كل من يتحدث في الساحة إذا قصد ، أو لم يقصد هو لا يخرج من المناطق التي تكلم عنها الأستاذ محمود محمد طه، وحتى الأستاذ في مخاطبته للجمهوريين منذ زمن طويل جداً عن غربتهم كان يقول لهم ( إن غربتكم لن تطول فاستمتعوا بها من قبل أن تنظروا في الأرض فلا تجدوا إلا داعياً بدعوتكم )، لأنو في الحقيقة أي زول ماعندو فرصة إلا يدعوا ب بدعوتنا هذه لاننا نعتقد ان حكم الوقت مع الفهم الذي طرحه أستاذ محمود، لذلك لا يوجد فرصة اليوم لاي شخص يتكلم عن الدين بدون هذا الفهم، إلا يكون بيتكلم عن حاجة خارج نطاق العصر أي زول يتكلم عن الدين في إطار العصر ماعندو فرصة إلا أن يتكلم عن مسائل متعلقة بتطوير التشريع، لكن للأسف الناس (البتتكلم هسه بيتكلمو بغير هدى ولا كتاب منير عايزين يتكلمو عن الشريعة باقية بشكلها القديم بدون تطوير)، وفي نفس الوقت يتكلمون عن مسائل متعلقة بالتطوير، في الحقيقة هذا تناقض لذلك فان الترابي تارة يتحدث بأن رئيس الجمهورية يمكن ان يكون غير مسلم وان من الممكن إن غير المسلم يتزوج مسلمة، واحيانا يذهب الى النقيض من ذلك ، وكل تلك الاشياء التي يتحدث عنها الترابي هي مجرد خواطر فجة بغير سند مواجهة بقضايا العصر، ولكن بغير ركائز ومستندات في الدين والفرق بينهم والأستاذ محمود، ان محمود متوكئ على فهم أصيل من داخل الدين، لكن الناس في مستوى الشريعة كلهم ماعندهم اجتهاد، وكل الدعاة السلفيين بما فيهم دكتور الترابي إذا تكلموا في مسائل الحداثة اليوم دون ان يواجهوا مسائل تطوير التشريع انما هم في الحقيقة يتكلمون كلاما لا قيمة له لانه منبيٌّ على مجموعة من التناقضات .. أنت بتتكلم عن نصوص واضحة جداً وهذا فتح الباب أمام ظهور كثير من التنظيمات المتطرفة لأنو الناس ما واجهوا النصوص الموجودة وعندهم في الفهم السلفي أنو مافي اجتهاد فيما فيه نص، يعني أنت تجتهد دون النصوص، الترابي اليوم بتكلم عن حاجات فيها نصوص دون أن يتكلم مع الناس عن كيف انتقل من نص لآخر كما تكلم الأستاذ محمود، عن كيفية انتقاله من نص إلى نص وفق فهم ديني محدد لديه مرتكزاته وادلته وبراهينه لذلك كما جاء في القرآن (هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين ) "لكن لو كلام ساي في الهواء الطلق تتكلم متجاوز النصوص دون أن يكون لديك مرجعية عنها حقو تطلع من الدين كلو " وذلك لأن هناك خياران أما تطوير التشريع أو البحث عن حلول للمشاكل خارج الدين، لكن ما يتحدث عنه الترابي وكل الجماعات التي على شاكلته هو مجرد تزييف وليس مواجهة ولا يقنع حتى الأصوليين، وحتى الأصوليون هم محتاجون لهداية، أنت مفروض تقدم لهم الفهم الجديد من الدين بما يخرجهم من تناقضهم وواقع العصر والنصوص التي لديهم ، وأنا افتكر أن هذه المسألة غير موجودة إلا في طرح الأستاذ محمود محمد طه، وستظل كذلك إلى أن يطل علينا شخص جديد بمسألة من الوضوح والترتيب كما فعل الأستاذ محمود.
التيار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.