يمكن أن يؤدي الهجوم الوحشي الذي وقع يوم الأربعاء في باريس على مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي إبدو وأوقع 12 قتيلا وأكثر من 20 جريحا إلى عواقب غير محمودة. وبعيدا عن الحزن على الضحايا وأقاربهم فإن كثيرين يحاولون التكهن بردود الفعل السياسية التي ستظهر بعد هذا الهجوم. في كلمة ألقاها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند بمكان الهجوم بعد ساعات قليلة من وقوعه دعا إلى "الوحدة الوطنية" في مواجهة "مأساة تؤثر على الجميع." ومع ذلك فإن من الواضح أن الهجوم ينطوي على خطر إشعال لهيب وضع متوتر بالفعل ليس في فرنسا وحسب وإنما في أوروبا كلها. تشير التقارير بقوة إلى أن الهجوم مرتبط بشكل من أشكال التشدد الإسلامي. وإذا تأكد ذلك فإن النتيجة يمكن أن تكون زيادة كبيرة في الخطاب المناهض للمسلمين في أوروبا. إذا اضطرت حكومة أولوند المنهكة فعليا إلى مجاراة البرنامج المناهض للمسلمين الذي يتبناه اليمين المتطرف فإنها قد تضطر لاتخاذ بعض القرارات غير الحكيمة. على سبيل المثال إذا اتضح أن هناك احتمالا لأن يكون الهجوم مرتبطا بتلقي المهاجمين الدعم أو التدريب العسكري من منظمات إسلامية تعمل في الخارج فماذا سيكون رد فعل الرئيس الفرنسي والرأي العام؟ من أجل تقييم المخاطر فربما يكون من المهم دراسة السياق الأوسع الذي وقع فيه الهجوم. وإذ نفعل ذلك فإننا لا نقدم بأي شكل تبريرات أو نبرىء ساحة مرتكبي تلك الهجمات. تلك الأفعال يجب أن تدان بلا تحفظ. لكن في الوقت نفسه من المهم ألا تغيب عنا القضايا والأحداث التي تشكل الهجمات. (كارلو إنفيرنتسي أكسيتي محاضر في العلوم السياسية في معهد الدراسات السياسية في باريس. الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب الشخصية).