:: ومن طرائف دار شايق، عقد أحدهم العزم على الإقلاع عن تناول الشاي مهما كان أثر ذلك على (حالته النفسية)..وفجراً ذهب الى جاره السنجك ليخبره بالقرار : (حرم تاني جغيمة شاي ما تدخل حلقي ده، ياخ لي متين نحن نكون عبيد للكيف ؟)..فاستحسن السنجك قراره وودعه بالدعوات الطيبات..ولكن عاد إليه قبيل الضحى بساعة مبتهجا : (عليك الله يا السنجك لقيتني كيف؟، من صباح الرحمن مادخلت جغيمة شاي في حلقي)..وغادره ..!! :: ثم عاد إليه عند الضحى بذات السعادة : (عليك الله يا السنجك ماني صنديد وفارس؟، من أمبارح بالليل جغيمة شاي ما بلت حلقي)..ىوغادره، ثم عاد إليه منتصف الظهيرة مباهياً : (شوفت الرجالة كيف يا السنجك أخوي؟، نص يوم بحالو أخوك عايش بلا شاي)..وغادره، ثم عاد اليه قبيل العصر منتشيا : (هييع أنا أخوك يا السنجك، عليك الله يا السنجك ماك متمني تلقى رجالة زي رجالتي دي تتحدى بيها بلا شاي؟..و.).. قاطعه السنجك صائحاً : ( ياخ حالتك بقت تحنن العدو، اشرب شاهيك قبل ما تلقط الورق في الشارع)..!! :: وتقريباً، تلك هي الحالة النفسية لبعض سادة الحزب الحاكم منذ إعلان بعض قوى المعارضة عن مقاطعة الإنتخابات..في بداية الإعلان، تجاهلت كل أحزاب الحكومة – مؤتمراً وطنياً كان أو أحزاب موالية – هذا الموقف المعارض، وإعتبرت المقاطعة نوع من التعبير السياسي، وقالت قولا معناها : ( قاطعوها، انتو أحرار )..ولكن منذ بداية الحملة الإعلامية للإنتخابات و إلى يومنا هذا، لم يمض تدشيناً لأي مرشح في دائرة قومية أو ولائية إلا وجاء الخطاب الإنتخابي – للمرشح أو أحد الداعمين له – مخاطباً المقاطعين و مهاجما المقاطعة، ثم يختم : ( لن تتأثر الانتخابات بالمقاطعة)..!! :: وعلى سبيل المثال الأخير، أي أول أمس، الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، الإمين السياسي للحزب الحاكم، وهو يدشن الحملة الانتخابية لمرشح الحزب بالخرطوم بحري، لم يطرح برنامجه السياسي للحاضرين كما يستدعي الموقف والحدث ، ولم يراجع ما تم إنجازه وما لم يتم كما تستدعي المناسبة، بل خاطب الحاضرين قائلاً بالنص : ( الذين يقاطعون الإنتخابات لا يستحقون شرف الإنتماء إلى الوطن)..ولو كان في الحاضرين حصيفاً، لرد عليه بما معناه : ( ياخ خلي المقاطعين و ركز معانا)، ولكنهم كبروا وهللوا، ربما لتطمئن قلوبهم المخلوعة من أثر المقاطعة..!! :: ثم ياسر يوسف، وزير الدولة بالإعلام، في تدشين حملة انتخابات مرشح حزبه بمحلية أمبدة، سار على ذات درب مصطفى اسماعيل وآخرين..لقد نفى وصفه للمقاطعين ب(أراذل القوم)، رغم أن الموقع الإلكتروني للحزب الحاكم رصد الوصف ووثقه ثم (حذفه).. فالمهم، بهذا الوصف أو بغيره، لم يتجاوز خطاب ياسر الهجوم على المقاطعة والمقاطعين بلسان حال قائل : ( لن تتأثر الإنتخابات بالمقاطعين)..ولو كان في الحاضرين حصيفاً، لرد عليه : ( لو ما مؤثرين تهاجمهم ليه؟)، ولكنهم هللوا وكبروا، لتطمئن نفوسهم من أثر المقاطعة..هكذا المناخ العام..وكأن الغاية من البرنامج الإنتخابي – وخطبه السياسية – هي فقط عكس الحالة النفسية الناتجة عن ( إعلان المقاطعة)..!! [email protected]