ياسر العطا: فترة ما بعد الحرب تأسيسية بدون أي حاضنة سياسية    "العالم الإسلامي" تُعرِب عن بالغ قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    ترقب لمفاوضات "الفرصة الأخيرة" و4 سيناريوهات معقدة    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى منتدى مخرجات برلين أمس : لن نحاور وقادتنا قابعين في السجون الا اذا الغينا عقولنا
نشر في حريات يوم 11 - 03 - 2015

أقامت الأمانة العامة لحزب الأمة القومي مساء أمس الثلاثاء 10 مارس منتدى الاتصال بعنوان مخرجات برلين مسارات حل الأزمة السودانية، تحدث فيه عدة من قادة قوى نداء السودان المشاركين في اجتماعات برلين العائدين.
وتحدث في المنتدى الذي عقد بدار الأمة بام درمان وحضره عدد من كادر القوى السياسية بمن فيهم كادر حزب الأمة القومي والاعلاميين كل من د. مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي ود. بابكر محمد الحسن عن مبادرة المجتمع المدني ود. عبد الجبار علي إبراهيم القيادي بالحركة الاتحادية عن قوى الإجماع الوطني.
وتلى الكلمات مداخلات عديدة من قادة القوى السياسية والاعلاميين الحاضرين، تنقل (حريات اليوم) كلمات الابتدار الثلاثة اليوم على أن تنشر غدا بإذن الله المداخلات وتعقيب المتحدثين.
بعد تحية الحضور تحدثت د. مريم الصادق المهدىعن منتدى الاتصال وأشادت باستمراريته وقد ابتدع منذ العام 2005م ليكون منبرا للتفاكر بين كوادر الحزب وبينهم وبين القوى السياسية الأخرى حول القضايا الوطنية المهمة. وتطرقت للكلام المثار بانتقاد ما تقوم به القوى السياسية وأنها ماشة في البلدان لعمل نداءات وتوقيع وثائق وقالت إن هذا جزء من تغبيش الوعي من نظام فشل تماما في القيام بوظائف اية حكومة راشدة ويحاول أن يقول انه ليس له بديل ويستخدم في ذلك آلة اعلامية ضخمة ليضرب بدائله بتلك الدعاية. ثم وجهت تحية لحملة ارحل وقالت إن شعار ارحل اصح من الدعوة لمقاطعة الانتخابات لأن كلمة مقاطعة الانتخابات فيها نوع من التواطوء كأنما هناك انتخابات لتقاطع، بينما هي أصلا عملية سفه كامل صرف غير راشد للوقت والموارد السودانية ولأمل الناس أن تكون الانتخابات مخرجا للحل.
أن تقبل القوى السياسية لحوار شامل يخاطب قضية التغيير الآن على ان يكون عبر وسيلة اكثر امان هو الحل السياسي الشامل ثم الحوار حول ما بعد التغيير وترتيب فترة انتقالية مسألة عكفت عليها القوى السياسية بصورة دؤوبة منذ ما بعد الانتخابات المزورة في 2010م. منذ أكتوبر 2010م ظلت قوى الإجماع الوطني تتكلم عن هذا الأمر. منذ السنتين الماضيتين الحركة السياسية السودانية بالداخل رتبت أوضاعها عبر برنامج البديل الديمقراطي في يونيو 2012، واخوانا في الجبهة الثورية رتبوا أوضاعهم في يوليو أغسطس 2012م في برنامج إعادة هيكلة الدولة السودانية. كانت هناك محاولة للالتقاء في الفجر الجديد ومعلوم الظروف التي لم تنجح هذا الأمر، لكن النشاط نفسه على عدم نجاحه في توحيد الرؤى فتح قنوات اتصال غير مسبوقة وقنن بصورة التلاقي بين القوى المدنية والقوى حاملة السلاح، وهذا كانت خطوات في الطريق وأظهر بالتجربة ضرورة ان تكون الخطوة اكثر اعدادا وأكثر شمول واكثر شفافية وهذه دروس مستفادة للناس في مضيهم للأمام، مع تحديد الأجندة المطلوب مخاطبتها والمشاركين عموما. المسألة التي عملت اختراقا مذهلا هي إعلان باريس في أغسطس 2014م ولم يكن أول اتصال فريدا من نوعه ولكنه كسر بصورة غير مسبوقة الجفوة التي عملت بين قوى مهمة هي حزب الأمة وبين كل القوى السياسية الاخرى تحديدا الجبهة الثورية وبالتالي قالوا بوضوح انه الاعلان لن يجدي ما لم يلتق حوله الاخرين، فانجازه الأهم كسر الطوق النفسي على مثل هذه اللقاء.
آنذاك كان المؤتمر الوطني اعلن حوارا سبقته مشاورات في أغسطس 2013م واعلن رئيسه الحوار في 27 يناير 2014م. دعوة الحوار كانت نوعا من ذر الرماد على العيون ونوعاً من الفتنة بين القوى السياسية، وهذه واحدة من الدروس المستفادة لاحقاً أنه مهما اختلفنا في التكتيك لا نختلف في الموقف العام. كلنا آنذاك كنا أجمعنا أن الحوار مدخل مهم للقضايا، لكنا اختلفنا حول الموقف من الظروف المهيئة للحوار، حزب الأمة راى ان يقول الكلام من داخل مائدة الحوار الوطني، والقوى السياسية الأخرى على رأسها قوى الاجماع الوطني قالوا الى أن تغير. الشكل الذي أدرنا به اختلافنا هذا هو الذي كان مفيداً جداً الآن في ان ندير خلافنا الآن حول المبادرة الألمانية كان درسا مفيداً خرجنا به بنجاح كبير جدا مع رهان كبير جدا على تشرذمنا. الرهان الذي راهن عليه النظام بحيث سمح لكل الناس أن يمشوا على هذا الأساس ليهيء الظروف الأجدى ليحدث تناقض بين القوى السياسية حول المبادرة الألمانية كما توقعوا بل زادوا على ذلك، أن رئيس النظام شخصيا، رئيس المؤتمر الوطني شخصيا كان يستغضب الناس ويستفزهم أثناء وجودهم ليؤثر على موضوعية التناول: عملاء، مأجورين، دعتهم الكنائس.. كلام الفكرة فيه أن يقول الناس باللا جدوى ويختلفون، فنحن لسنا مختلفين حول القضايا ولكنا مختلفين حول كيفية التعامل مع المؤتمر الوطني، كيف نقبل أو لا نقبل، أو نجلس أو لا نجلس. عمل النظام كل ما يمكن عمله ليؤكد فشل لقاء برلين، ولكن لقاء برلين جاء بعد ظروف كثيرة هيأت له، وبنيان على ثقة أو فشل في إدارة عدم الثقة لذلك خرجنا بدروس مستفادة.
أعود لتسلسل الأحداث حول النداءات. فحينما حصلت الاستجابة لدعوة حوار الوثبة فإن الردة على دعوة الوثبة جاءت من النظام نفسه. عملوا تأمين كامل لأي نقد بعد الفسحة التي حصلت والكلام عن الفساد والكم الهائل للفساد وما يدور في ديوان الزكاة ومكتب الوالي وغيرها من أشياء كانت فوق خيال الناس. هذا حرك مراكز قوى مهمة جدا لتقفل هذا الكلام فبالتالي هم الذين اتخذوا الخطوة في افتعال موقف من رئيس حزب الأمة ليكون الحوار القصد منه صرف النظر بل هو حوار حول الحوار. وكما تشهدون اليوم نحن في منتصف شهر مارس لنا اكثر من 15 شهرا ناس المؤتمر الوطني ومن دخل معهم يتحاورون حول الحوار ولم يبدأ الحوار المعني. الاستفادة من الدرس عملت اعادة تفكير في أننا صحيح بيننا خلافات وبينا انعدام أو هزة في الثقة كلها اشياء واجهناها بصورة جادة. لأن شكل الأزمات الأمنية اصبحت بصورة غير مسبوقة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق والقصف الذي يتم، وشكل المواجهات التي تمت منذ سبتمبر وصيد للناس على مرأى البشر والتغول على الحريات بصورة ليس فيها مراعاة للشكل الذي كانوا يراعونه. هذا جعل الناس يلتقون رغم خلافهم من اجل الوطن.
الانفراج النفسي في اعلان باريس صحبته اختراقات في موقف الجبهة الثورية مع الوحدة على اسس جديدة فلم يعد هناك حديث عن حق تقرير المصير، وكذلك الحل السياسي كأولوية وأن الناس رفعوا السلاح رغما عنهم، وكذلك المواطنة ودراسة علاقة الدين بالدولة على اسس معينة، وأهم شيء التوافق على الحل السياسي الشامل وهذا سحب البساط تماما من المؤتمر الوطني وجهاز الأمن الذي هو مجرد ذراع له، هذا جاء وسط ارادة دولية مهمة جدا كانت ابدت استعدادا منذ اعلن رئيس المؤتمر الوطني كلمته ولكنها احبطت من الردة باعتقال الامام واستاذ ابراهيم الشيخ ومباشرة بعدها التقطت الأمر وتم توقيع اتفاقية اديس في سبتمبر 2014م. ومباشرة حولها المجتمع الدولي لإعلان قرار، الكلام يتكلم عن إعلان كويمنكي ولكن في نصه هو قرار. وبالتالي يحمل قوة القرار 456 من مجلس السلم والامن الافريقي وهي منظمة اقليمية مهمة احال لها مجلس الامن التعامل مع قضية السودان، وهو قرار تكلم عن الحل السياسي الأفضل للسودان وعن أسسه وعن الظروف المهيئة له والمدخل الشامل وعدم التبضع بتفريق المنابر ومسار العملية السلمية المرتبطة بالحل السياسي وتغيير الأوضاع السياسية والأوضاع الدستورية وغيرها، هنا المجتمع الدولي اخد موقف مهم جدا بجانب الارادة السودانية في كيفية وحيثيات الحل. لذلك تجدوا أن المؤتمر الوطني ارتعب جدا من اعلان باريس وصاروا يهضربون بكلامات الفاشر واسرائيل غير معقولة من هول المفاجاة، ليلعبوا بها ويضيعوا الزمن حتى يصلوا لانتخاباتهم المضروبة، ليفرضوا الواقع، لذلك تحويل المسالة لامر جدي فيه متابعة وارادة دولية كان خطير جدا بالنسبة لهم. لو رجعتم لكل الوثائق لم يكن احد يتكلم عن حوار خارج الوطن ولكن تهيئة للحوار خارج الوطن ليكون الناس مطمئنين.
الشاهد، هذه المسالة كانت قفزة كبيرة، وما توجها من مجرد كلام لواقع هو الاعلان المهم جدا، وهو مربط الفرس، وهو نداء السودان الذي تكلم عن الحل السياسي كمرجعة لتفكيك دولة الحزب، وتكلم بصورة واضحة عن القرار 456 ولا يمكن يكون جريمة فهو قرار موافقة عليه حكومة السودان وهي جزء من مجلس السلم والأمن الأفريقي لذلك الطريقة التي تعاملوا بها مع ا. فاروق ابو عيسى ود امين مكي مدني تدعو للعجب او الاستغراب.
لكن اهم ما حققناه ونحن نجلس بينكم الآن د. بابكر وشخصي وقد وقعنا على وثيقة الطريق للانتفاضة، هذا يبين خطل ان ناس يكونوا متعقلين يتكلموا عن وثيقة يتكلمون عن تغيير عبر حل سياسي شامل اذا لم تحصل استجابة الانتفاضة.
في برلين تم شيئان. وجهت دعوة من الخارجية الالمانية التي دعت قوى نداء السودان ليتكلموا عن رؤيتنا حول الحل السياسي الشامل قلنا بوضوح ان مرجعيتنا القرار 456 واننا لكي تنجخ هذه المسالة فيها الشروط التي ذكرناها وأننا على استعداد ان نمشي للحوار التحضيري، او التحضير للحوار الذي تدعو له الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي في اديس ابابا لنتكلم عن الحوار واجندته ووسائله ومن يشارك فيه وتفاصيله لننتقل للكلام عنه في السودان وهنا حصل اختلاف في الرأي وهو نفس الاختلاف حول التعامل مع المؤتمر الوطني قبل 15 شهر.. آنذاك لم ننجح لكن الآن نجحنا. الاخوان في الاجماع الوطني لا يقابلونهم بدون تحقيق الشروط. نحن نفتكر ان المبادرة الألمانية جادة جاية من جهة جادة عملت مجهود كبير جدا في المجتمع الدولي مصطحبة الاتحاد الأفريقي وامريكا والاتحاد الأوربي وفرنسا والصين وقطر كل الناس الذين دخلوا في العملية السياسية في السودان ليحدث سلام عادل وشامل في السودان وتحول ديمقراطي كامل. نعتقد هذه فرصة مهمة لو استطعنا عبرها تحقيق مرادنا الكامل وهو الوصول للتحول الديمقراطي الكامل الشامل والسلام فهذا خير ولو ما قدرنا نفتكر هي مبادرة جادة ولكنا لا نركن للمناورة بتاعة المؤتمر الوطني التي ظلت أبدا لا علاقة لها بالمنطق ولا المصلحة الوطنية، والغريبة لا فيها مصلحة لهم حتى هم كمسئولين ولا كمواطنين سودانيين ولا نعرف حتى هذه اللحظة لماذا يهدف المؤتمر الوطني ولكن نعرف لماذا نهدف، ولسنا معنيين بالرد عليهم بقدر ما نحن معنيين باصلاح وطنا. لذلك قلنا لو حققنا الغرض الكبير فهذا خير لبلدنا ولو لم نفعل ذلك فلنحقق وحدتنا ونبلور رؤانا بصورة أكبر ونبرز جديتنا والتزامنا للمجتمع الدولي ليشهد من المراوغ ومن غير الملتزم ومن غير الجاد. هذه مسالة مهمة لأن من قرارات المؤتمر الوطني مع مجموعة السبتعين تأجيل الانتخابات ووقرار 456 يتحدث عن تاجيل الانتخابات لتكون نتيجة للحوار ولا تسبقه. من البداية وضعنا الموضوعي والاخلاقي اميز من المؤتمر الوطني لذلك قلنا بوضوح ضروري أن الانتخابات تكون واحد من نتائج الحوار، عملنا وثيقة أولى هي تقرير موقف من المجتمع الدولي، وصلنا لها عبر حوار صريح جدا وصعب وطويل. خلاصة الأمر استطعنا نطلع بموقف فيه بناء ثقة بيننا أن حزب الأمة والجبهة الثورية يمشوا ممثلين لنداء السودان ليقولون الكلام بالتشاور والتواصل مع اخوانا في الاجماع الوطني والمجتمع المدني لو نجحنا في تحقيق المطلوب نكون كلنا بعدها في امر الحوار لو فشلنا كلنا نكون خارجه. صحيح إننا قلنا كلنا نمشي بلا شروط مسبقة لكن لا يستقيم أخلاقيا ولا سياسياً ولا منطقيا نمشي بينما استاذ فاروق أبو عيسى ود امين مكي مدني محبوسين، هذا لا يجب أن يكون محل كلام.
والحقيقة لو كان هناك مجرمين أكثر ينبغي أن يكون د. بابكر وشخصي لأننا وقعنا عديل حاجة اسمها طريق الانتفاضة. ونقول بوضوح إن خيارنا أمام شعبنا أن يكون هناك الحل السياسي الشامل وهو ليس فقط الحوار فقط بل كل وسائل الجهاد المدني، والحوار لا يتم بالشحدة، تعالوا حاورونا والمجتمع الدولي قال ليكم حاورونا، ولو مافي ضغط جماهيري وحراك جماهيري وقضية ماثلة تصغط لا يكون هناك حوار وما معنى الحوار هل هو عطية مزين؟ نحن لا نتكلم عن تقاسم ثروة وسلطة، فهذه عملية دخلت فيها عمليات السلام ووضح قصورها، نحن نتكلم عن تسوية سياسية شاملة لقضية الوطن وهي اكبر بكثير جدا عن التقاسيمات التي لا تحسمها منابر الحوار بل يحسمها الشعب السوداني عبر حكومة انتخابات حرة عادلة نصل لها عبر حكومة انتقالية.
واتفقنا على هيكل تنسيقي أعلى في الداخل والخارج، لينسق عمل المجموعات الرباعية المعنية بنداء السودان وكيف توسيع هذا الجسم.
نعم استجبنا لمبادرة كريمة من المجتمع الدولي فيها جدية. هذا المنبر تكلمنا فيه حول برامجنا: الطريق للانتفاضة، وكيف ندير هذا الأمر ونمشي فيه قدما، اذن برلين هي تفصيل لنداء السودان، فيه الاستفادة القصوى من الإرادة الدولية ان تعمل شيء للسودان ونحن لا نستغرب اهتمام المجتمع الدولي بالسودان لأنه بلد مهم وله دوره الجيوسياسي والاقتصادي وغيره، بالتالي لو نحن السودانيين لم نقف معه لعمل الارادة السودانية هو سيقف ويعمل عمله. بعض الاخوان نحترم رؤاهم يتحدثون عن اي تعامل مع المجتمع الدولي خيانة. هذا كلام يتحاج لحوار مهم، ليت لو لم يكن هناك مجتمع دولي المجتمع الدولي موجود بكم وستين قرار دولي، وبالقوات الدولية، وبالاغاثات للنازحين واللاجئين والصحة والتعليم لكل السودان، التدخل الدولي هو الاساس في السودان على المستوى السياسي والاقتصادي والخدمي وغيره، نحن نعمل لنخلص انفسنا من هذا الاستعمار في القرن الواحد والعشرين بواسطة بني السودان والمجتمع الدولي، فكرتنا هي تحرير السودان وليست استنصار بالأجنبي أو ذهاب للأجنبي. هذه مسألة مهمة نحن لا نريد الرجوع لخانة التخوين فهذه خانة فاشلة وغير صحيحة، لا بد من الاعتراف أننا ابناء السودان من حقنا يكون لدينا راي وان نحترم البعض في طريقة التداول. طريقتهم بانتو اراذل القوم والحسوا كوعكم هذه الكلمات النابية ليست نحن نبرز ببيان بالعمل انهم هم المنبوذين هم الذين لا يمثلونا لأننا مهما اختلفنا نتعامل بأدب ونحترم بعضنا ويكون لدينا راي وراي اخر لكن نتعامل بصورة ولغة نحترم من نحن ومن نكون لحاضرنا ومستقبلنا.
مخرجات برلين مهمة جداً، ولها ما بعدها في الساحة السياسية السودانية، وبالتأكيد إن الالتزام الكامل ببرلين ومخرجاتها مرتبط تماما باستجابة الحزب الحاكم بتاجيل الانتخابات، لكنه لو استمر في 13 ابريل استمر في هذا السفه بالتاكيد سيكون لدينا مواقف اخرى في التعامل مع المبادرة الالمانية، لكن هذا لا يغير مسيرتنا في نداء السودان. اما ردنا في اعلان برلين هو استجابة للمبادرة الالمانية التي نامل لو حصل التزام من كل الأطراف أن توقي السودان شر عميم.
أبدأ بالشوشرات الموجودة في الصحافة والوسائل الحديثة والمتداولة من خلط بين الأشياء ناتج عن عدم إلمام بالواقع، مثلاً السؤال لماذا الناس يعملوا توقيعات متكررة؟ علاقتنا بالمجتمع الدولي هل هو الذي يقودنا؟ قبول القرار 456 هل نحن منصاعين للاتحاد الأفريقي للتعاون مع المجتمع الدولي أم قبلناه بالتعديلات الكثيرة التي فاقت الثمانية تعديلات؟ وقصة تفويضنا للسيد الإمام أو حزب الأمة القومي والجبهة الثورية هل هي انقياد لحزب الأمة والجبهة الثورية أم هو تنسيق مستحق لناس يواجهون نفس المصير؟ الاجتماع التحضيري وفرقه من مؤتمر الحوار هذه كلها اشياء حاصل فيها خلط كثير، سترد من خلال السرد الذي نعالج فيه مخرجات برلين.
قصة التوقيعات المتكررة: كلكم تدركون أن الفعل التراكمي يتطلب تطور مرحلي، اذا اخذنا موضوع نداء السودان، هناك تاريخ ومراحل قبل الوصول لنداء السودان اخذت جلسات ومشاورات مضنية جدا والنداء برغم انه اوضح خط سياسي الا انه خطوة لتوحيد القوى السياسية حول برنامج الحد الأدنى. هو في حد ذاته انجاز عظيم، واذا قارناه باعلان برلين، فما دار في برلين فالناس يتداولون جزئية واحدة منه، في برلين حصلت اشياء كثيرة وعظيمة جدا جدا. تناولنا فيها الموقف من اللقاء التحضيري والموقف من الحوار ومتطلباته، ولكنه لم يكن قاصرا على هذا الجانب، وانما تطرقنا للعمل المشترك بين الفصائل المختلفة وصغنا ما سميناه استعادة الدولة السودانية وطريق الانتفاضة. وهذا عمل عظيم جدا لا يوجد تركيز عليه التركيز على اشياء هامشية. وتطرقنا في البيان الختامي لاشياء مهمة.
برنامج العمل المشترك يتناول اشياء كثيرة منها تعزيز العمل من اجل الانتفاضة الجماهيرية، وقدم كل مكون من مكونات نداء السودان، الفصائل الاربعة، اوراق تم دمجها في ورقة واحدة صارت هل المرجعية الأساسية في الية العمل التعبوي وهذا ينم عن وحدة متكاملة، الناس اوراقها الفردية جمعت وصارت هي المرجعية الرئيسية.
أيضا تحدثنا عن تطوير حملة ارحل، والحاقها بمجموعة حملات جماهيرية. اذن هناك تنسيق لأفعال كانت موجودة، حدث تفصيل لاشياء كانت مبهمة حملة ارحل وحملة وقف الحرب وقلنا يجب ان يشارك فيها اهل الريف، وتناقش فيها اسباب الحرب وعملية القصف الجوي ومعالجة الأزمات الإنسانية المستفحلة.
ايضا في برنامج العمل ركزنا على تعزيز العمل الإعلامي المشترك لنرتقي بمقدرات التعبئة بالاستفادة من الكوادر الاعلامية المحلية وفي دول المهجر، وتناولنا بجدية كاملة الموارد المادية والبشرية ولنستنهض الداخل والمهجر من اذاعة وتلفزيون ووسائل حديثة، وأيضا التنسيق والاتصال مع الهيئات الدولية فنحن في عالم مترابط اي واحد يتلكم عن المجتمع الدولي وأن لديه اغراضه، أولا المجتمع الدولي لديه اجندة ونحن لدينا اجندة ولكننا نحن بالوعي بمشاكلنا لدرجة أنه لا يسهل قيادنا حتى لو كان ظن الناس في المجتمع الدولي بهذا الزعم. هناك منظمات حقوق الإنسان والدعم السياسي والدبلوماسي فنحن نريد أن نكسب الدعم الاقليمي والدولي. من الأشياء في برنامجنا مقترح حزمة سياسات بديلة حتى لا ناتي للحكم ونتلفت لا بد ناتي تكون لدينا المؤشرات لندير الحكم لنصل لدولة محترمة وفي هذا اقترحت بدائل مبتكرة للإحلال لكل التدمير في مؤسساتنا.
وهذا يقودنا الى تفكيك وتصفية الدولة الموازية او الدولة الخفية او الدولة العميقة، فهؤلاء الناس تغلغلوا في كل المفاصل، ولا بد من الوعي حتى ولو وصلنا مرحلة اسقاط النظام لاقامة الدولة الديمقراطية الحديثة لا بد من ادراك الا يخلقون من تغلغلهم في مفاصل الدولة المختلفة. لدينا وعي واستعداد وخبرة. من هذا المنطلق هناك محاولات كثيرة جادة لتجميع التجارب والخبرات السابقة وتحديد القضايا والقطاعات والسياسات البديلة ووضع قوائم للخبراء والاخصائيين في شتى المجالات المختلفة، ومقترحين في هذا الصدد عبر جمع هذه المعلومات الثرة والمهمة لبناء الحكومة الفاعلة لنعقد ورش حول القطاعات والقضايا، في نهايتها تفضي لمؤتمر عام للسياسات البديلة التي تشمل القوات النظامية: الجيش والشرطة والامن والمليشيات التي تملا البلد، والقطاع الاقتصادي الكلي، والاقتصاد القطاعي، ويتناول عملية التنمية الريفية كمحور متسببة في كل الأذى في اقاليمنا كسبب حمل السلاح، والعدالة الاجتماعية والقضاء والتشريعات والخدمة المدنية والاعلم والتعليم والثقافة والعلاقات الدولية المتوازنة والفساد.. اذن كل النعوت التي يصفونا بها بالعجز هي غير حقيقية لدينا كثير من المؤهلين والامناء والصادقين والمتسمين بالشجاعة ولديهم الرؤى لخدمة البلد كبلد محترم.
هذا فيما يخص بالدولة التي نحلم بها ونعمل لها. في بياننا الختامي أوضحنا الموقف من القرار 456، الناس يتكلمون عن انكم قبلتم هذا القرار وهو يقودكم لتبعية إقليمية تابعة لمجتمع دولي. نحن نؤكد على ما فيه من تهيئة المناخ ولكنه لا يكفي، وقد اضفنا اليه وقف اجراء الانتخابات، واطلاق سراح المعتقلين، وايقاف محاكمة الذين يحاكمون، وهذا كله في بياننا الختامي وهو وثيقة رسمية والغاء كافة القوانين المقيدة للحريات، والاهتمام بمعالجة المساعدات الإنسانية للذين يتعذبون في معسكرات اللجوء والنزوح، التحقيق العادل في قضية شهداء سبتمبر واغتصابات تابت، وقف القصف الجوي والعدائيات تمهيدا للوقف الكامل للحرب، واضفنا وجود سلطة انتقالية مهمة لمعالجة الخراب والاستفادة من اجهزة الدولة الموجودة وهي دولة مختطفة لتنفيذ برنامج السلطة الانتقالية. اذن كون ان المجتمع الاقليمي او الدولي يقودنا فهذا غير صحيح نحن قبلنا القرار واشترطنا اضافة اشياء. المهم ان قرار بعض الفصائل انها لا تريد الجلوس مع المؤتمر الوطني الا بعد تنفيذ الحوار، لكي لا نهزم برنامجنا، اوكلنا حزب الامة والجبهة الثورية لانهم مشاركين في المؤتمر التحضيري وكلاهما داخلين بفهم وهدفهم الزام المؤتمر الوطني بتنفيذ شروط تهيئة المناخ وهي ايقاف الانتخابات ووقف القصف الجوي واطلاق الحريات، فهم ما ماشين عبطا بل بوعي. اذا تعنت النظام في التنفيذ فإن كل الاطراف المشاركة ترفع يدها من الحوار، يعني نحن مشينا خطوة للأمام ولا تعتقدوا ان هذا التحالف بين هذه الجهات هشة واحيانا تظهر شيء من الحدة ولكن سرعانما تظهر الحكمة والروية بين الناس ويجتازوا هذه الصعاب، وسوف يرفعون يدهم من الحوار فقط بل سيوجهوا جهدهم كله نحو الانتفاضة الشعبية.
وفي البيان الختامي اكدنا على وحدة الصف ووحدة الرؤية وندعو الكافة الى الوحدة وتقوية الصف. اذن لا يوجد انهزام ولا من وكلناه منهزم بل ذاهب بوعي.
ايضا تم التاكيد على تمسكنا بكل الخيارات لمناهضة ومقاومة النظام لإحداث التغيير الجذري الشامل، بهذا الفهم يصبح لا تناقض بين الحوار الجاد والمنتج بشروطه وبين الانتفاضة الشعبية. مروتننا لا تنسينا مطالبنا ولا تنسينا خطنا السياسي ولكننا بوعينا لا نريد أن نفقد المصداقية ولا أن نظهر بمظهر المتعنت ولا أن لدينا اجندة خاصة.
لا فرق بين الحوار الجاد والمنتج والانتفاضة الشعبية التي تقود في النهاية لدولة ديمقراطية حديثة ودولة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
القرار المتخذ في الاجتماع 456 يوضح شروط على الحكومة. وقف اجراء الانتخابات خاصة الرئاسية، اطلاق سراح السجناء والمحكومين، تبادل اسرى الحرب، وقف ملاحقة المعارضة، اجراء تحقيق شفاف لاحداث سبتمبر واغتصابات تابت، وقف الاعتداءات المشينة على المدنيين والناشطين والسياسيين، احترام الحريات الاساسية، الغاء القوانين المقيدة للحريات، والاتفاق على حكومة انتقالية. قبل المؤتمر التحضيري لا بد من ابداء حسن النوايا والجدية من الجانب الاخر، معالجة المسالة الانسانية والشروع في وقف الحرب، واتاحة حملة السلاح لوقف الحرب من خلال عملية السلم الواحدة من مسارين كما تطالب الحركات المسلحة وان يتم تاسيس مبدا لبداية الحوار. فانت لا تاتي للحوار عميان ولا يمكن لحوار الزول المتسبب في بلاويه يكون هو قائده لا بد من منهجية وعدالة ولجان موثوق بها.
هناك اربعة مناشط في برلين والناس تركز فقط على قصة المؤتمر التحضيري وكيفية الذهاب له في حين اننا خطونا خطوة عظيمة جدا عبر الاتفاق حول الدولة التي نريدها.
لا بد من التعليق على بيان الحكومة الذي شكرت فيه المانيا ووضحت ان لديها موقف ثابت من الحوار وان يشمل الجميع، ورغم من ترحيبهم باللقاءات التي تؤدي لمشاركة الجميع وضرب مثلا باديس قال الحوار يكون داخل السودان. كيف ذلك وهناك ناس انت حاكم عليهم بالإعدام؟ المتطلبات العادلة لا بد من أن تهيئها من بدري، قصته هذه يسبقها بجمعيته العمومية وأنها هي الاساس، لا هي بالنسبة لنا ليست الاساس حينما نجلس بالمساواة، ونشوف الخرمجة السويتها ما بتكون الاساس. قصة ان يحصل حوار وقادتنا قابعين في السجون هذا لا يمكن الا اذا كنت تريد ان تلغي عقلك.
سأتحدث عن خواطر عن برلين. نحن في الحركة الاتحادية نحترم الاخرين وقد وقعنا مذكرة تفاهم في اكتوبر 2012م ومشينا وقعنا الفجر الجديد وقبضوا ناسنا الرجعوا وشاركنا في اديس ابابا. وكممثل للحركة الاتحادية في خطاب الاستقلال ثمنت كل الجهود التي يقوم بها الإمام الصادق المهدي حاول ما حاول مع هؤلاء الناس ولكنه فشل. هذه ابجديات اي حوار جاد نريد ان نمشي به لقدام. لقد مارسنا الديمقراطية منذ لجنة سوكومارسن سنة 1954م فلسنا جديدون على الديمقراطية. الوثائق منذ اعلان باريس لاديس ابابا الى نداء السودان الى برلين تتحدث عن فترة انتقالية وتحول ديمقراطي. التحول الديمقراطي الخلاف بينا وبين النظام الحاكم الحالي. أذكر حوارا مع أحد الالمان في السفارة الالمانية قبل أكثر من عشر سنين كان يتحدث يقول لي انكم مثلكم ومصر وتشاد ليس فيها ديمقراطية ماالفرق قلت له هي في طبعنا حتى شيخ القبيلة لو لم يستمع للرأي والرأي الآخر لا يصير شيخا. لذلك السودانيون يتميزون عن الآخرين بالحوار الجاد بينهم واذا قالوا كلمة يصدقون فيها.
هذا يقودني لأن كل الأطراف التي حضرت لقاء برلين: حزب الأمة القومي، الجبهة الثورية، المجتمع المدني والاجماع الوطني، رغم كل زول كان متحمس وواقف مع ما اتى به من السودان، والنظام كان يراهن على ان المؤتمر مؤكد سيفشل، لكن قدرة السودانيين على تجاوز الأزمات وايمانهم بحل شامل للقضية السودانية كنت متاكد ان برلين لن تفشل وفعلا لم تفشل. وفعلا اعتقد ان الجهد الذي عمله كل الناس الذين اشتغلوا كان جهدا جبارا وعصفا ذهنيا قويا. ويمكن د بابكر فصل كثير جدا وكان مدهش جدا حينما ذهبنا للخارجية الالمانية حينما تكلم بانجليزية رصينة جدا وأعطى الألمان محاضرة عن الحوار وكيف يتم واظهروا ان السودانيين مهما اختلفت مشاربهم قادرين على حلها.
نحن لم نتسبب في دخول المجتمع الدولي في القضية السودانية النظام هو الذي جر المجتمع الدولي في القضية السودانية بكل ممارسساته الخاطئة للدولة الأمنوقراطية التي يعملها.
أجزم أن هؤلاءء الالمان لم يحضروا معنا اجتماعاتنا المشتركة حضروا الجلسة الافتتاحية وقالوا انهم يعتقدون أن الحل ينبغي ان يكون سلميا وان نتحاشى التجارب الفاشلة في ليبيا وسوريا. بعد ذلك استدعونا في وزارة الخارجية الألمانية وتكلم الممثلين حزب الأمة السيد الصادق والجبهة الثورية مالك حقار والخطيب عن الاجماع الوطني ود بابكر عن المجتمع المدني تكلموا عن فهمنا للحوار الوطني وكان هناك تضارب في وجهات النظر احترمناه جدا قد تكون لهم اجندتهم الخاصة ولكن لم يتدخلوا ونحن نحترم منهم ذلك وقدرناهم وافتكر انهم انبهروا بسلوك القادة الموجودين.
اتصور اننا انتقلنا نقلة نوعية للأمام. الحركة الشعبية في الماضي كانت تفاوض النظام في اديس ابابا تحت مظلة الاتحاد الافريقي، وكانوا يقاتلون ليجلسوا كجبهة ثورية والنظام يرفض. الآن النظام دخل في جحر ضب، جاياه ليس الجبهة الثورية فقط بل قوى نداء السودان يجلس معها كلها. إذا هو جاد فعلا في حل المشكل السوداني ياتي ليجلس. أخونا عقار في آخر جلسة قال اذا لم توقف الانتخابات ويطلق سراح المعتقلين السياسيين ويوقف ضرب المدنيين فنحن لن نذهب للمؤتمر التحضيري في أديس ابابا هذا كلام انا شاهد عليه كرره ياسر عرمان في الفضاء الأسفيري. كل شرائح القوى السياسية جادة في خلق فضاء سودان ديمقراطي حديث يستطيع ان يبني نفسه بنفسه. الفكرة كيف نصل للحكم الانتقالي والمؤتمر الدستوري يمكن ان تكون فيه الاف أو عشرات الأوراق التي يناقشهارالمختصون ليجدوا الحلول العلمية والموضوعية لحلول السودان. مع دولة الحزب الواحد الاقصائية فشلت ولم يجدوا الحلول ووصلوا الميس.
تصريح البشير السخيف بقوله أن هؤلاء الناس دعتهم الكنيسة هذا عيب، هذه أساليبهم ولا ترقى لمستوى للرد عليها لكنها تظهر الانحطاط الذي وصل له النظام وهو يرتجف. لأول مرة تعمل المعارضة عمل عقلاني واضح. نحن منفتحين على الحوار المسئول الجاد المفضي لحل قضايا الوطن، وليس الكلام الفارغ السبعة زائد سبعة الذي يجري الآن. هذا العبث لا يقبله الإمام الصادق ولا الجبهة الثورية ولا الإجماع الوطني.
الحلول امامنا في داخل نداء السودان وفي حالة موافقة النظام للجلوس الجاد لحوار جاد لنطلع من دولة الحزب لدولة الوطن هذا هو الجلوس الممكن بالخارج، وبعد ان تتفق كل الأطراف وتتفق على الوضع الانتقالي ممكن بعدها أن ينتقل المؤتمر الدستوري للداخل ليناقش بقية الاشياء، واذا رفض هذا النظام هذا الحل ليس أمامنا إلا الثورة ضد هذا النظام.
الثورة اصبحت قاب قوسين او ادنى تقوم بعد شهر او سنة او ستة شهور ولكن التراكم الثوري كل يوم يزداد ووعي المواطن يزداد حتى الاشراقات داخل النظام والكشف وتعرية النظام من داخله كل يوم يزداد ونحن مطمئنين اننا ماشين في الخط الصاح وصلابتنا كل يوم ستزداد الأمور مشت في الخط الصاح، مافي زول يتكلم عن اجندة خفية واخيرا الناس وصلوا لاعلان برلين هذا انجاز كبير وصلت له القوى المعارضة، وانا اشيد بكل الناس الذين شاركوا في هذا العمل الجاد الذي اعتبره نقطة تحول حقيقية في محاصرة النظام داخليا وخارجيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.