ثم يلعننا!! صلاح عووضة *صفحتنا الإسفيرية بلغ عدد زائريها – البارحة – (15) ألف ضيف رغم حداثة عهدها.. *والفضل فيها يعود – أصلاً – إلى عزيز يأبى أن نذكر اسمه عند الحديث عنها.. *واكتشفت يوماً – بمحض الصدفة – أن تسجيلات الإعجاب تحوي أسماء لغير سودانيين.. *وليس هذا هو المهم وإنما الذي يهمنا ما قاله واحد من غير السودانيين هؤلاء في رسالة له.. *قال إنه لاحظ تجنبنا الخوض في دقائق واقعنا السياسي – إلا لماماً – اكتفاءً بالحديث عن (الكليات!).. *ثم أشار – بصراحة شديدة – إنه لا يعجبه من كتاباتنا السياسية حتى الكليات هذه.. *هو معجب – فقط – بالذي نكتب بعيداً عن السياسة.. *وضرب لنا مثلاً بكلمة عنوانها (ملوخية @ بامية دوت كوم) قال إنه علق عليها في موقعٍ ما.. *فمجريات السياسة في بلادنا – حسب قوله – لا يفك طلاسمها حتى هيكل نفسه.. *وضرب مثلاً بهيكل لأنه مصري ولا يرى – كحال كثير من بني جلدته – أفضل من (صحاف ناصر!) محللاً سياسياً.. *وقبل أن نتكلم عن حكاية الكليات هذه نشرح قليلاً موقفنا من (هيكله).. *فنحن (أنيسيون) – يا ابن النيل – ولسنا (هيكليين).. *أي إننا من المعجبين بأنيس منصور ال(ليبرالي) وليس هيكل (الشمولي).. *وفضلاً عن ذلك فإن الأول هو مطور مدرسة التابعي في السهل الممتع ولا نقول الممتنع.. *وقد قابلت مرةً (أخاً) مصرياً بفندق ريجينسي ودار بيننا حديث عن الصحافة المصرية.. *ومما قاله (الأخ المسلم) هذا عن أنيس يتسق تماماً مع مدرستهم (ذات الوجهين!).. *قال إنهم يقولون فيما بينهم – كإخوان- (اقرأ لأنيس منصور ثم ألعنه).. *بمعنى إنهم معجبون بكتاباته جداً ولكنهم يمقتون (شخصه).. *أما عن موضوع الكليات فهنالك أسباب نود أن (نخليها مستورة) بحسبانها شأناً (داخلياً!).. *وهنالك أسباب مقتبسة من الفلسفة المثالية الهيغلية التي لخصها في نظريته عن (الحافلة).. *فالنظر إلى الكليات – حسب هيغل – يعين على الفهم أكثر من الانغماس في الجزئيات.. *يعني هو شيء – يا باشا – مثل محاولة إصلاح (جزء) من (كل) غير صالح.. *أو يمكنك أن تقول عن الكل هذا أنه (كله على بعضه كده مش نافع!).. *ثم هنالك – أخيراً- أسباب ذات صلة بفقرتنا أعلاه.. *فإن كنا نهتم بالكليات – نحن – فلدينا من يهتمون بالتفاصيل إلى حد (سلخ جلد النملة).. *ولا يمر يوم دون أن يحظوا ب(نمل) يوسعونه سلخاً وتشريحاً وتقطيعاً.. *ثم لا يرفعون رؤوسهم- أبداً- لرؤية (الكل).. *فقط ما أرجوه من ضيفنا ألا يقرأ لنا…. *ثم (يلعننا!!). صلاح عووضة بالمنطق – الصيحة.