بعد نهاية شهادة ربيع عبد العاطي كان الغضب من شاهد الزور قد بلغ أوجه بين معظم حضور الجلسات، وخارج المحكمة ثارت أسئلة كثيرة حول تقييم المحكمة لتلك الشهادة، (حريات) توجهت إلى الأستاذ نبيل بالحوار القصير التالي: (حريات): أستاذ نبيل أديب نريد منك تقييما لشهادة ربيع عبد العاطي وما جرى في الجلسة العاشرة. أ. نبيل أديب: عبد العاطي المفروض كان مقدم للمحكمة كشاهد خبرة وقدم باعتباره شاهد خبرته في مجال الإعلام ولم يتحدث ولا في اي جزء من شهادته باي نظرية اعلامية وليس هناك اي صلة لما ذكره باي نظرية ولا اي مرجع ولا صلة له حتى بالمستند المقدم، ولذلك شهادته بالنسبة لنا ليس لها اي صلة لا بالخبرة ولا بالوقائع كانت مجرد بيانات سياسية ترمي الى ادانة المتهمين وفقا لرغباته السياسية فقط ولذلك نحن اعترضنا باعتبار ان الخبير يجب يكون محايدا يتحدث بالعلم وليس بالهوى السياسي، ربيع في كل مرة سألناه كانت اجابته ان هذا ليس في المستند حسب ما حدث في ارض الواقع، وهذا فهم فى منتهى الغرابة، إنه يفسر الاتفاقية ليس بنصوصها ولكن بتصرف طرف اخر خلاف الشخص الذي في القفص بعد التوقيع، بالنسبة للقانون الاتفاق اذا كان مكون من عدة اطراف لا تبنى مسئولية على اي طرف الا من هذا الاتفاق او من افعال تنسب له هو بعد هذا الاتفاق اما ان ارتب مسئولية من افعال قام بها طرف آخر من الاتفاق فهذه هي المخاتلة. (حريات): هل ترى أن المحكمة سوف ترد الشهادة لاحقا؟ أ. نبيل أديب: اعتقد هذا كان تمرين في اضاعة الوقت لا اعتقد ان هناك اي شخص عنده علاقة بالقانون يمكن ان يعتقد ان لهذه الشهادة اي قيمة، وهذا ينطبق على الشاهد الذي يشهد بعد ربيع الآن وعايز يقدم فيلم وبفرض صحة الفيلم وما قاله ممثل الاتهام انه يظهر فيه عبد العزيز الحلو ويتحدث اي حديث وبغض النظر عن محتواه فهذا لا صلة له بالاتهام لأن عبد العزيز الحلو يمثل طرفا آخرا في الاتفاق ولا يمثل الطرف في المحكمة فامين مكي موقع عن جهة معينة وفاروق موقع عن جهة معينة واي فعل يقوم به اي شخص خلاف الشخصين الماثلين امام المحكمة لاحق للاتفاق لا صلة له بالاتفاق ما لم يثبت ان ما قام به هو تنفيذ للاتفاق. اذا اتفقت مع شخص على تأجير منزلي وقام هذا الشخص بضرب جاري فلا صلة لي بذلك. وهذا ما درسناه في القانون وهذا لا يخفى على ممثل الاتهام. (حريات): لاحظنا ان الاتهام يكرر الشهادات والأسئلة للشهود ألا يمكن الاعتراض على ذلك، وهل ذلك للتطويل؟ أ. نبيل: فعلا يتم تكرار نفس الأسئلة من كل الشهود تقريبا، ونحن لم نشأ الاعتراض أولا لندعهم يجيبون ومن خلال إجاباتهم نخرج أحيانا ما يفيدنا، وكذلك الاعتراض نفسه لا يجدي بل يؤدي الى مزيد من التطويل، وللاسف لوائح محاكم الارهاب لا تسمح الا بانتظار الاتهام أن يقدم كل شهوده. فنحن لا نستطيع أن نعترض على شهود الاتهام قبل سماعهم وكل ما نسمعهم نجد أنه لا صله لهم بالاتهام وكلهم لا يتكلمون عن الاتهام وهو نصوص نداء السودان الذي بسببه تم توجيه التهمة على أمين وفاروق. (حريات): حول شهادة ربيع عبد العاطي، لاحظنا أنه في البداية ينكر ثم يعود ويثبت، ويتراجع عن أقواله، فهل هذا يدخل في وزن البينة؟ في الحقيقة عبد العاطي كان يتكلم في نفس نظرية الاتهام الأولى وأنه تم تصعيد العمليات العسكرية والمظاهرات..الخ. وكان عليه كخبير أن تكون لديه إفادات أخرى، أما محاولة إنكار علمه ببعض الوثائق ثم الرجوع والاعتراف بعلمه بها فنعم هذا التردد يدخل في وزن البينة، وهو دائما يحاول نفي علمه بالمستند أولا وهذا يقلل من وزنه كخبير اعلامي فاقل حاجة يكون عارف ما يعلمه الجميع، ولا يمكن اقول أنا خبير اعلامي ولم اقرأ خارطة طريق 7+7 واتفاق اديس ابابا الذى وقعه غازي واحمد سعد مع امبيكي ووقعه معه حزب الامة والجبهة الثورية في وثيقة اخرى، ويقول ما عارفه ويقول ليك في الاول ما قريت نداء برلين وبعدين يقول قريته بس، وبعدين يقول قريته وما قريت الموقعين، واي خبير لا يمكن يقول المشاركين في برلين هم غثاء السيل، ما في سبب يخليك كخبير تسيء للناس يمكن تقول نداء برلين لن يكتب له النجاح لكن هذا هو الهوى السياسي. وهذا دليل على انك طرف وطرف متشنج. وهذا يقدح في شهادته. (حريات): تلقينا معلومة من جهة أنها أمدت هيئتكم بمعلومة أن ربيع عبد العاطي تم فصله من جامعة الخرطوم لكشف الامتحان، وبعدها توجه للخارج فما صحة ذلك ولماذا لم تثر الهيئة تلك النقطة في الاستجواب؟ أ. نبيل أديب: أولاً نحن لم نتحقق من أنه فصل من الجامعة ولا سببه، وحتى لو حدث ذلك فإن الحادثة مضى عليها أكثر من 40 عاماً ولا تصلح لتكون أساسا لرد الشهادة، وقد فضلت أن يكون الطعن الأساسي ليس متعلقاً بشخصه وسلوكه، وقد تبرع كثيرون بإثارة مثل هذه الملفات، ولكن محاولة تجريح الشاهد ليست طريقتي، إن الطعن الحقيقي الذي وجهته لربيع يتعلق بسلوكه داخل قاعة المحكمة وما رشح من شهادته، وقد أثبت في آخر سؤال وجهته له أنه حكم على نداء السودان من خلال موقعيه وليس ما تحمله النصوص من مضامين، وهذا يكفي لدك شهادته أصلا. (حريات): قبل نهاية استجوابك لربيع سمح القاضي لاعضاء هيئة الدفاع بمخاطبتك لاستصحاب اي اسئلة، لكنك لم تضف اي سؤال، ما تفسيرك؟ أ. نبيل.. صحيح. إن التنسيق الأفضل لعملنا نجريه قبل الجلسة وليس أثناءها لأن خطة الدفاع تكون معدة، ولا يمكن ان أسأل سؤالا انا غير مطمئن لإجابته، خاصة وقد كنت وصلت لقمة الدفاع التي قصدتها وهي اعترافه أن الوثيقة في نظره لا تحمل رأي الموقعين عليها.