بعد أن قبل البشير المشاركة في تحالف "عاصفة آل سعود" مذلولاً صاغراً أمام سلمان بن عبدالعزيز ملك العربية السعودية ، وحتى قبل عودته للخرطوم ، بدأت صحفه ووسائل اعلامه تفبرك أخباراً مفادها أن المملكة العربية وافقت على دعم الإقتصاد السوداني بوديعة نقدية في البنك المركزي السوداني تصل ما قيمته 4 مليار دولار أمريكي لقاء قبول عمر البشير المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية ضد أنصار الله " الجماعة الحوثية" والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح في اليمن . غير أن الرد على هذه مزاعم صحف النظام جاء يوم الإثنين أبريل 14 2015 على لسان السفير السعودي بالخرطوم فيصل بن حامد المعلا الذي نفى اعتزام المملكة العربية السعودية تقديمها دعما نقديا للسودان ، لكنه أكد العزم على تقديم دعم استثماري عبر التوسع في الاستثمار التنموي الزراعي لتلبية احتياجات البلدين والمنطقة. وقال المعلا إن مبادرة الأمن الغذائي العربي التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين السابق الملك عبد الله بن عبدالعزيز بدأ تنفيذها في عدد من الدول، ووجدت مباركة من الرئيس عمر البشير، لذا تسعى المملكة في الفترة القادمة الى التوسع في الاستثمار التنموي الزراعي لتلبية احتياجات البلدين والمنطقة. الزيارة التي قام بها عمر البشير إلى المملكة العربية السعودية في نهاية شهر مارس المنصرم ، لم تكن كغيرها من الزيارات المعروفة لرؤساء الدول والحكومات ، إنما كانت بمثابة استدعاء له من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز لاستطلاع رأي نظامه حول التحالف الذي يقوده بلاده ضد الحوثيين في اليمن علماً أن عملية عاصفة الحزم أعد وجهز قبل زيارة البشير للمملكة -يعني أن السودان مجرد تمومة لتحالف تم تكوينه منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر من العام 2014 ..وهذا أيضا يعني أن السعودية غير ملزمة بموجب هذا الإنضمام ، بتقديم ودائع نقدية لإنقاذ اقتصاده من الإنهيار التام ، الشيء الذي أكده السفير السعودي لدى السودان في مؤتمره الصحفي بالخرطوم يوم 14 أبريل 2015 . نعم كانت كل المعطيات تشير إلى أن مشاركة البشير في تحالف عاصفة آل سعود ، مشاركة ارتجالية من شأنها تعقيد مشكلة السودان المعقدة أصلاً ، إلآ أن البشير المنعزل عن الواقع السوداني زماناً ومكاناً –علاوة على أنه كائن فضائي ، جرى وراء السراب في صحراء اليأس والفشل لتسويق الأوهام والأكاذيب ، الأمر الذي كشفه السفير السعودي . البشير يجري وراء سراب ، وان المملكة العربية السعودية اعجز من ان تنقذ الإقتصاد السوداني المتهاوي ولو بدولار واحد ، لأن الحرب التي تورطت فيها في اليمن باهظة التكاليف وقد لا تنتهي قريباً ، وأن القصد من اقحام السودان "البلد الضعيف الذي لا يستطيع اطعام أهله" في التحالف المذكور هو فقط لزيادة عدد الدول حتى يقال أن لهذه العملية العدوانية على الشعب اليمني تأييد دولي واسع . الآن وقد نفى السفير السعودي بالخرطوم موافقة بلاده على دعم الإقتصاد السوداني بوديعة نقدية في البنك المركزي السوداني ، وأن بلاده يعتزم فقط على تقديم دعم استثماري عبر التوسع في الاستثمار التنموي الزراعي لتلبية احتياجات البلدين والمنطقة ..فهل سيكذب النظام السفير السعودي –أم سيستمر في الكذب على السودانيين ويصر على أن المملكة ستدعم اقتصاده بالنقد وان السفير السعودي ليس لديه كل المعلومات حول هذا الموضوع ؟. والسلام عليكم..