السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل ضاع شعر خليل فرح باللغة النوبية .. ام كان ذلك زعم الايدلوجيا المسيطرة ؟
نشر في حريات يوم 02 - 05 - 2015

تقرير صحفى عن فعالية تدشين كتاب الدكتور محمد جلال هاشم الموسوم ب : جزيرة صاى.. قصة حضارة ، قضايا التنمية و التهميش فى بلاد النوبة.
اقام المكتب الثقافى للرابطة النوبية يوم الجمعة الموافق 24/04/2015 ، حفل تدشين لكتاب د. محمد جلال هاشم، المعنون ب : جزيرة صاى.. قصة حضارة ، قضايا التنمية و التهميش فى بلاد النوبة بقاعة كنال صايد ، ولقد حضر حفل التدشين لفيف من المهتمين بالتاريخ قضايا الهوية و الفكر و الثقافة.
ادار الفعالية السكرتير الثقافى للرابطة النوبية وشارك فى عرض و محاورة الكتاب كل من :
1 – السكرتير الثقافى للرابطة النوبية
2 – د. جيلى فرح – رئيس الرابطة النوبية بالمملكة المتحدة وعضو اللجنة التفيذية للكيان النوبى الجامع
3 – الاستاذ/ نجم الدين موس عبد الكريم – سياسى مهتم بقضايا الفكر و الثقافة
4 – الاستاذ/ شرف الدين يسين – مدير تحرير مجلة كتابات سودانية التى تصدر عن مركزالدراسات السودانية
5 – الاستاذ/ على عسكورى – مؤلف ، كاتب و باحث
طالب السكرتير الثقافى للرابطة النوبية الحضور الكريم بالوقوف دقيقة حداد على روحى الشاعرين المبدعين الذين انحازا الى قضيايا الناس وهمومهم ورفضا الظلم و التسلط ، الشاعر السودانى ، قيثارة افريقيا ورائد التجديد فى الشعر العربى ، الشاعر محمد مفتاح الفيتورى ، والشاعر المصرى الكبير عبدالرحمن الابنودى .
بداء السكرتير الثقافى بالتعريف بالدكتور محمد جلال هاشم قائلا انه مؤلف لعدد من الكتب و الكثير من الدراسات والمقالات ، ومن اهم كتبه " منهج التحليل الثقافى" و الذى كتبه فى مطلع ثمانينات القرن الماضى ثم توسع فيه لاحقا، ولقد صاغ نظريه فى التحليل الثقافى من خلال معالجته لقضيا الهوية و التهميش فى السودان ، كتب كثيرا عن الهوية ، وقدم دراسات حول منهج لإحياء التراث السودانى ، وكتب عن الثقافة النوبية كحالة دراسة ، وكتب ايضا " حول تطوير اللغات و الثقافافات السودانية : حالة اللغات والثقافات النوبية " ، واضاف السكرتير الثقافى ان من اهم الدراسات التى قدمها د. محمد جلال هاشم فى اعتقاده دراسة بعنوان : " نحو منهج لكتابة اللغات النوبية " ذلك لانه يعتقد ان المنهج الذى يعمل عليه د. محمد جلال هاشم يمكن فى النهاية تطبيقه على جميع اللغات السودانية الاصلية وكتابت تلك اللغات من خلال استخدام منهجه.
وواصل السكرتير الثقافى للرابطة النوبية قائلا ، المفكر هو من ينتج افكار جديدة لها سندها النظرى أو التجريبى وتقوم تلك الافكار بتوظيف معالجاتها عبر سياق حيوى مناسب ، المفكر هو صيغة عليا من المثقف ، نحن اليوم اتفقنا او اختلفنا معه امام مفكر ايجابى ، بمعنى اننا امام مفكر منحاز وفق رُؤًيته و افكاره لقضايا شعبه ، فالمفكر الايجابى هو الصيغة العليا للمثقف العضوى.
ثم استطرد السكرتير الثقافى قائلا ساستعرض بعض ماجاء فى الكتاب الذى نحن بصدده اليوم.
فى الفصل الثانى المعنون ب " تأسيسسات منهجية و مراجعات " استخدم كاتبنا فى الاستقراء الاجتماعى عن المنطقة النوبية منهجا متعدد المساقات مستفيدا من
1 – البنية الشفاهية
2 – الوثائق و الاثار المكتشفة
3 – إعادة بناء التاريخ
بخصوص مصادر التراث الشفاهى وبالتحديد عند التعامل مع شهادات الانساب اشار كاتبنا بوضوح إلى ضرورة الانتباه للاجندة الخفية التى تعمل فى صدور النسابة ، لذلك قرر انه تعامل مع الانساب بوصفها خطابا هاما فى مسألة الهوية يتعلق بالخبرات المادية من سلطة وحيازات ، وغير المادية من رؤية ذاتية و عزة.
اما بخصوص منهج إعادة بناء التاريخ فلقد اقر كاتبنا ان هذا المنهج تكتنفه الصعوبات و المزالق ، ذلك انه يفتح المجال واسعا لهوى النفس ، كما اوضح ان غرضه الاساس من إعادة بناء التاريخ ليس كشف حقيقة ما كان عليه ذلك التاريخ ، بل تقديم صورة افتراضية لذلك التاريخ استنادا على جملة من البيانات.
تحت العنوان الجانبى " بين التخريج و الاستقراء" تعرض الكاتب للتخريجات التى حفلت بها كتابات بعض المحدثين عن التاريخ ، ولقد بين كاتبنا انه عالج هذه الظاهرة من قبل فى بحث علمى بمعية د. هيرمان بيل حيث اطلقا عليها مفهوم "علم الاسماء الجغرافية الشعبى" ولقد استعرض التخريجات القائمة على (بينة التشابه فى الصوت) فى كتابى كاتبين سودانيين هما : محمد عوض الله حمزة و صابر عابدين، كما استعرض ايضا التخريج عند العالم آنتونى جون آركيل ، الذى عمل بالسودان فى مجال الآثار وصار اول مدير لمصلحة الآثار ( 1889 – 1980 ).
واصل السكرتير الثقافى استعراضه لبعض جوانب الكتاب متحدثا عن الفصل السادس ، قائلا ان كاتبنا خصص هذا الفصل للاديب السودانى خليل فرح ، تعرض الكاتب الى جوانب غير معروفة فى سيرة الاديب العبقرى خليل فرح وفى سبر اغوار شخصية الخليل الفنية و تطرق للاتى :
1 – مصادر لغة الخليل العامية.
2 – اثر شعر البداوة على لغته.
3 – أثر تجربة التسفار بقوافل الجمال على حسه الكوزمولجى ( الوعى الوجودى).
4 – شعر الطبيعة عند الخليل.
5 – غلبة النزعة الإنطباعية فى انتاجه الفنى.
6 – مكانة الخليل فى المسرح الأدبى و الاجتماعى و الوطنى.
7 – دوره فى تطوير الأغنية و الموسيقى السودانية
8- مكانة جزيرة صاى فى شعر الخليل واثرها فى ذاته المبدعة و فى عالمه الشعرى الرمزى
9 – ناقش فرضية ضياع شعر الخليل باللغة النوبية مستجليا دور الايدلوجيا فى تلك الفرضية
10 – عمل على استجلاء ترواح الخطاب الشعرى للخليل بين الخاص و العام
بعد ذلك قدم السكرتير الثقافى المتحدث الثانى عن الكتاب.
كان المتحدث الثانى هو د. جيلى فرح و الذى ابتدر حديثه قائلا انه التقى د. محمد جلال هاشم لاول مرة فى لندن قبل اكثرمن ثمانية اعوام ، حيث دعاه بعد التعرف عليه لتقديم محاضرة عن اللغات ، ثم اوضح ان د.محمد جلال كان قد اطلعه قبل ستة اعوام على مسودة الكتاب موضوع احتفاء اليوم . ثم استطرد د. جيلى قائلا ان القرأة الأولى للكتاب بعد اكتماله تظهر ان هناك مجهود كبير مبزول من حيث البحث و التنقيب و المراجع و المقابلات و المسح الميدانى ، ثم اضاف د. جيلى قائلا لابد من الإشادة على الحرص بالخروج من ظاهرة السرد الشفاهى إلى التوثيق التاريخى للاحداث وربط النظرية بالواقع ، استأنف د. جيلى قائلا هذا الكتاب و الذى يقع فى 657 صفحة يجمع بين التاريخ ،الجغرافيا ، الانثربلوجيا ، علم الاجتماع ، الموسيقى ، الشعر و حتى الطرفه ، يجمع بين خليل فرح ، جيلى عبدالرحمن وسيد تلول ، تاريخ القرى النوبية والشخوص واهل الحل و العقد. وواصل د.جيلى فرح قائلا يعتمد الكاتب على نظرية تحليلية نقدية و ينحى الى التحرر من المسلمات ولذا لا غرابة فى ان نتوقع تعرضه للنقد وربما من اقرب المقربين للكاتب لا سيما لتعرضه للصراعات و الخلافات بين الاسر و القرى .
يستمر د. جيلى فى عرضه للكتاب قائلا تحدث الكاتب بجانب الكشف الاثرى فى جزيرة صاى عن التاريخ السياسى لجزيرة صاى خلال الحقب التاريخية المختلفة مع اشارات لتطورات محددة بعد الاستقلال. ثم تعرض الكاتب لقضية الهامش و المركز وهو الموضوع الاثير لدى الكاتب ربما من واقع المقاربة بين النظرية و التجربة العملية . كما تعرض ايضا للتنمية من منظور ثقافى وهذا موضوع معقد لست مؤهلا للحديث فيه . بالكتاب ايضا قضايا ذات خصوصية تطرح لاول مرة مثل ظهور اسم (النوبة ) لاول مرة فى التاريخ ، اصل النوبيين ، العلاقة بين النوبيين ، العروبة و الافريكانية. تحدث الكتاب ايضا عن اللغة (الاوشكر و الفدجا) .
واصل د. جيلى قائلا آخر ما اود قوله هو ان الكتاب قد بين حقيقة ان هناك ثلاثة من ابناء جزيرة صاى قد شاركوا فى ثورة 1924 وهم الاديب خليل فرح ، زين العابدين عبد التام و محمد ابراهيم بلال.
قدم السكرتير الثقافى بعد ذلك المتحدث الثالث وهو:
الاستاذ / نجم الدين موسي عبد الكريم ، ابتدر استاذ/ نجم الدين موسى حديثه قائلا، بالحديث عن جزيرة صاى كقصة للحضارة ونموذج للتهميش . . دعونى أدعى بأنها أيضا قصة لعبقرية المكان. ومن نافلة القول التأكيد بان بلاد النوبة أو بالأحرى هذه المنطقة من بلاد السودان تمتاز بخصائص تاريخية وحضارية وأثرية. فهى ارض ممالك مسيحية قديمة. وبقدر الجغرافيا تعرفت على الخارج سواء كان ذلك عبر النشاط التجارى او كنتيجة لتدافع المالك التى سادت هذه المنطقة أو نتجة لطموح نفوذ الامبراطوريات الكبرى التى سادت ذلك الزمان. وربما ايضا يرجع أصل الحضارة المصرية القديمة الى هذه المنطقة وتبقى هذه المزاعم محض افتراض الى حين وجود بحوث وحفريات اثرية تؤكد ذلك وهذا ما لا نملكه الآن.
واصل استاذ نجم الدين حديثه قائلا، أهل هذه المنطقة أهل وجدان سليم .. فهم أهل فن وإبداع . هذه المطقة أهدت الناس العملاقين خليل فرح وإيقونة الغناء الموسيقار وردى. العباقرة فى هذه الدنيا قلة قليلة جدا والغالبية من البشر يسعون بجهد ومثابرة ابتغاء للأفضل. والمجتمعات البشرية فى تاريخها لا تلد العباقرة وتقذف بهم هكذا الى دنيا الناس .. كما تلد الأمهات كل يوم. فأية بيئة أو مكان من بلاد العالمين تنتج كهذين العملاقين فهى جديرة بالتأمل والدراسة.
ثم اضاف استاذ/ نجم الدين موسى قائلا ، مؤلف هذا الكتاب الدكتور محمد جلال هاشم، غير أنه أكاديمى وباحث وكاتب فأنه مفكر يمتلك كل أدواته المعرفية. هو مؤسس مدرسة التحليل الثقافى وهو ايضا نمزج للمثقف الجاد والملتزم. نعيب على الكاتب والمؤلف .. انه شديد الاعتداد بنوبيته وسودانويته وإفريقيته لدرجة نحسده عليها. ونأسف على أنه طاقة خلاقة غير مستوعبة فى المؤسسات والتنظيات.
اختتم استاذ/ نجم الدين موسى مضيفا الاتى ، هذا الكتاب فى زعمنا يؤكد على جملة مزاعم منها: لولا القرية لما كانت المدن ولولا الريف لما كان الحضر، ولولا الخصوصية لما كانت الاصالة ولولا المحلية لما كانت القومية. الكتاب ايضا يدعم فكرة ومشروع منهج التحليل الثقافى كمدخل لفهم الاشكالات السياسية والاجتماعية القائمة الآن ويؤكد كذلك على ضرورة اقرار مبدأ التعددية الثقافية والدينية كحق انسانى وقانونى. قضايا الهوية والسلطة وادارة التنوع والموارد تبقى قضايا حيوية ومركزية. بهذه النسخة من العمل الأدبى والأكاديمى المميز يخدم الكاتب مشروعه الفكرى وخطه الأدبي والأكاديمى ويؤكد على مواقفه السياسية وفق تصوراته لمسالة التهميش ومن ذلك أن التهميش ليس اثنيا او جغرافيا.
قدم السكرتير الثقافى بعد ذلك المتحدث الرابع وهو :
الاستاذ/ شرف الدين يسين ، و الذى ابتدر حديثه قائلا ، انا لم اكمل قرأة الكتاب بعد لذا ساتحدث عن المتعة التى التي وجدتها في قراءة الفصلين الأول والثاني وقد عزمت على قراءة الكتاب أكثر من مرة رغم إنني لا زلت في بداية القراءة الأولى إعترافاً بالمتعة التي وجدتها في فراءة الفصلين الأول والثاني . لماذا ؟ وبالطبع للطريقة التي إتبعها الكاتب في فن الكتابة اود ان اشرح للحضور من أين إكتسب الدكتور محمد جلال هذه القدرة على الكتابة العميقة ، لقد عمل الكاتب محرراً في دار جامعة الجامعة الخرطوم للنشر نصف عمره تقريباً ساعد خلالها عدد غير قليل من الكتاب والمثقفين السودانيين في ضبط كتبهم في مختلف المجالات ونشرها بالطرق المتبعة لدار جامعة الخرطوم للنشرالتي تتبع أسلوباً صارماً بإعتبارها من أكبر دور النشر في ذلك الوقت وحتى تاريخة فكان الدكتور محمد جلال يضبط بناء اللغة والكتابة لتستقيم حسب موضوع الكتاب وقد ساعدة ذلك بالخبرة الكافية بطرق الكتابة ومناهجها التي إتبعها بحنكة ليخرج كتابة عن جزيرة صاي من أمتع الكتب من حيث الإسلوب الروائي لدراسة تصنف من التاريخ الإجتماعي فلقد كان الإسلوب جدير بالإطلاع عليه لذا فانا اعتقد أن الوقت لا زال باكراً لمناقشة الكتاب حيث أن قراءته وهضمه تحتاج إلى وقت أطول للتعليق عليه ونقدة بطريقة علمية .وعلى الأقل فإن قرائتي للفصلين الأول والثاني دفعاني دفعاً لمواصلة قراءة الكتاب الذي لابد من عقد أكثر من جلسة أو ندوة لتمحيص ما جاء به ونقده بطريقة بناءة.
ثم اختتم استاذ /شرف الدين يسين مساهمته قائلا ، لاسيما أن الكاتب قد اسس في فصل الكتاب الثاني اتباعه منهجاً متعدد المساقات للإستفادة من البينة الشفاهية معيداً إعتبار التاريخ الشفاهي كمصدر هام من مصادر المعلومات الموثقة ومساهماً في إعادة كتابة التاريخ بما يجب أن يكون من التحري الصارم الذي أتبعه الدكتور محمد جلال ليخرج لنا بسفر جديد يضيء لنا الطريق لظلام يحيط بالكثير من جوانب تاريخنا القديم والحديث.
اخيرا قدم السكرتير الثقافى المتحدث الخامس و الاخير وهو:
الاستاذ /على عسكورى و الذى ابتدر حديثه قائلا، يتناول الكاتب أهمية التاريخ الشفاهى فى هذا مايورد الكاتب موضحا تعدد إتفاقيات البقط ، فهى ليست اتفاقية واحده ولقد اوضح ان نصوصها الاصلية قد ضاعت ، كما بغوص الكاتب عميقا فى تاريخ اللغات ويعود بنا للتاريخ القديم حيث ابناء نوح سام وحام و اللعنة التى المت بحام لنظره لصورة ابيه ومن ثم لحقت به اللعنة فاصبحت طينته ولغته وثقافته منحطه حسب اسطورة التوارة التى اخذ بها المؤرخون ، فتصاعد الامر وتوسع بعد انتشار إنتشار المسيحية فى اوروبا ، وتبع ذلك النظرة الدونية للسود و الافارقة نتيجة تلك اللعنة التى المت بجدهم الاكبر حام ، ثم استطرد استاذ على عسكورى قائلا ، طرح الكاتب ايضا سؤال واجاب عليه حول أين ذهب المرويين ، شعب الحضارة المروية ، ثم اجاب الكاتب بزعم انهم تنوبوا و اصبحوا رعايا فى الممالك النوبية ، بعد ان كانوا هم الحكام و النوبيين رعايا عندهم ، وفى حقيقة الامر تعانى هذه الفترة من تاريخ السودان من اهمال كبير فى حقل البحث و الدراسة خاصة فى المدارس و الجامعات ومن خلال سياسة الاسلمة و التعريب التى سادت فى القرون الاخيرة ، ثم عند قصد تجاهل تلك الفترات من تاريخ السودان ، حيث اصبح تاريخ السودان يبدأ بدخول العرب ، غير ان كاتبنا يعيدنا الى طرح هذا السؤال المهم عن ما دار بين النوبيين و المرويين قبل وصول الدخلاء من عرب الجزيرة العربية وبدوها.
استرسل الاستاذ /على عسكورى مضيفا ، يقدم الكاتب ايضا سردا مفصلا لتاريخ جزيرة صاى عبر الحقب و القرون فى تفصيل ثر مترابط يفصل تاريخ الكثير من الوقائع و الغزوات و الاحدث ، ثم يضيف استاذ عسكورى قائلا ، الكتاب على الرقم انه معنون بجزيرة صاى إلا انه يحتوى على بحث تفصيلى فى التاريخ والثقافة واللغة وهو بهذا يضيف مادة جديدة و ممتازه للباحثين فى قضيايا الهوية والثقافة و الاستعراب و الهيمنة الثقافية ، وواصل الاستاذ عسكورى قائلا ، بذل الكاتب مجهودا بجثيا فى غاية الصرامة و الدقة الاكاديمية و يظهر ذلك من المراجع و البحوث المنشورة وغير المنشورة التى اوردها الكاتب فهو مجهود جبار يستحق عليه الثناء. وواضل استاذ عسكورى قائلا ، اورد الكاتب فى صفحة 193 نقلا عن عن (دانيال قازدا ) الى هروب ملك النوبة شمامون جزيرة تبعد 15 يوما عن الشلال الرابع ويقول الكاتب انها جزيرة مقرات ، ثم يضيف استاذ عسكورى لقد كتبت مقالا عن هذا الامرالعام 2004 فى رد على احد سفراء الانقاذ و قلت ان الجزيرة المقصوده هى جزيرة (شرى) وقد قست ذلك باطلس إنكارتا لمايكروسوفت ، لان جزيرة مقرات تقع خارج منطقة الشلال الرابع وليس اعلاه ، اما الجويرة التى تقع فى اعلى الشلال فهى جزيرة (شرى) ، و ماكان للكاتب ان تفوت عليه مثل هذه الملاحظة وهو يعرف جغرافية المنطقة خاصة فى اطار نقده ، ثم اضاف استاذ عسكورى ، بالكتاب تفاصيل دقيقة عن ثوار 1924 وجمعية اللواء الابيض.
واختتم قائلا ، ان الكتاب جيد الطباعة و التصميم وجاء فى اكثر من 650 صفحة ، هذا الكتاب بمثابة اضافة حقيقية للتاريخ الاجتماعى للسودان وليس لجزيرة صاى وهو بمثابة مرجع متكامل فى المجال.
بعد ذلك فتح السكرتير الثقافى الفرصة امام الحضور الكريم لطرح اسئلتهم على الكاتب ، حيث دار نقاش طويل بين الحضور ومؤلف الكتاب د. محمد جلال هاشم.
الكتاب من القطع الكبير ، انيق التصميم ، تزين الغلاف صورة فوتوغرافية لجزيرة صاى، صيصاب، من البر الغربى، بعيد شروق الشمس ، الطبعة الاولى 2014 ، ، الناشر مركز عبدالكريم ميرغنى – امدرمان ، ، رقم ايداع المصنفات الفنية والادبية – الخرطوم : 482 / 2013 ، عدد صفحات الكتاب 657 صفحة ، يحتوى الكتاب على اكثر من 300 من المراجع و المصادر
هذا الكتاب سِّفْرُ ضخم وانجاز كبير ، نتاج معرفة واسعة و بحث مضنى فى التاريخ المكتوب ، التاريخ الشفاهى ،الآثار ، اللغويات ، الامكنة حيث ظل الكاتب يسافر متنقلا حيثما قاده البحث وفى صدور الرواة من النساء و الرجال من عامة الناس وكذلك بحث عنه عند النسابة .
شكرا للدكتور محمد جلال هاشم على مجهوداته من اجل المعرفة ، التاريخ و الثقافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.